كثرت على الساحة السياسة العراقية الان دعوات النظام الرئاسي بدل النظام الحالي البرلماني لذلك يجب التحري والاستقصاء عن اصحاب هذه الدعوات وما هي خلفياتهم السياسية وما ورائهم من ايدي خارجية لدفعهم للمناداة بهذا الطرح السياسي وما مدى التصاق اصحاب هذه الدعوات بتربة الوطن ومدى ولائهم لهذا الشعب ومدى امتلاكهم للحس الوطني المتفاعل مع احساس الجماهير لكي يولد المناعة والمجسات الحقيقية لاختيار النظام السياسي الذي يتلائم وتطلعات الجماهير لبناء عراق مزدهر واعد في ظل دولة مدنية كل العراقيين متساوين في الحقوق في ظلها وأساسها المواطنة الحقة.
لذا فان النظام البرلماني له مؤيدوه وطبق في دول متقدمة وثبت نجاحه وتمسكت به شعوب كثر لملاءمته لطباعها وظروفها الموضوعية كما هو الحال في بريطانيا. وكذلك النظام الرئاسي طبقته دول عدة وثبت نجاحه وازدهرت الشعوب في ظله كما هو الحال في الولايات المتحدة ودولنا العربية. من ذلك نستخلص ان العيب لا يكمن في شكل النظام كنظام برلماني او رئاسي وانما السوء في السلطة والأشخاص ممن يطبقون شكل النظام كما هو الحال عندنا في العراق، لذا نقول لاصحاب هذه الدعوات عليكم اولا ان يكون ولاؤكم للوطن وثانيا لديكم الحس الوطني والشعور بمعاناة الشعب العراقي الجريح وثالثا، كفوا ايديكم عن اموال العراق وجني المال الحرام ولتكن لكم توبة نصوحة وأعيدوا اموال هذا الشعب بدل طرح هذه الشعارات ( نظام برلماني او رئاسي)، وإلا ما هي فائدة التغيير في شكل النظام وأفواكم وبطونكم لا تشبع من جني المال الحرام والسحت والتنعم على ألام هذا الشعب المغلوب على أمره.
لاتكونوا دما تحرككم الايادي الخارجية وفق مصالحها وعلى حساب مصلحة هذا الشعب المسكين، بدل دعوات شكل النظام فالنظام مهما يكن شكله برلماني او رئاسي المهم نزاهة ووطنية القائمين على ادارة ذلك النظام وإلا اذا كانوا فسادا وفاقدي الحس الوطني ما قيمة شكل النظام؟.
لذا فان هذه الدعوات شكل من أشكال الصراع السياسي على السلطة وتستهدف بالذات رئيس مجلس الوزراء الحالي وهي تحرك بايدي مافيات الفساد ليبقى العراق تحت رحمة السراق والفاسدين.