22 ديسمبر، 2024 8:25 م

دعوات النشطاء لمقاطعة الانتخابات العراقية

دعوات النشطاء لمقاطعة الانتخابات العراقية

أنا ليس من دعاة مقاطعة أي عملية ديمقراطية في العراق أو اي مكان في العالم، لكن لو جئنا لانتخابات العراق.. هل هناك فعلاً عملية انتخابية ديمقراطية؟ أنا أقول لا وغيري يقول لا فقط المستفيد هو من يتصور أن في العراق ديمقراطية حسب مصالحة الشخصية، لو أتينا من أول انتخابات ديمقراطية في العراق تخللها بعض التزوير الواضح وممكن كان هناك عذر لكون الديمقراطية حديثة على الشعب العراقي، بعد أن عاش فترة طويلة منتهكة حقوقه الإنسانية، واطلق العنان على ديمقراطية حديثة، وبعدها توالت الانتخابات كل أربع سنوات حتى برز دور الميليشيات في العملية السياسية بواسطة أحزابها المتعددة وتحالفاتها المتعددة، لكن مع الأسف سينصدم الشعب العراقي بالمجتمع الدولي الذي يحاولون زرع هالة كاذبة لديمقراطية مزيفة في العراق مع منحها تشريعات دستورية دولية.

 

 

بعد إعلان الأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات العراقية لتخرج بصورة ديمقراطية نزيهة، مثير للسخرية ولإسباب عديدة يعرفها الشارع العراقي، لكونهم أكيد لا يجهلون الدوائر والمراكز الانتخابية والمراقبين الوطنيين وهم من داخل رحم الأحزاب، يعرفون ذلك ولكن يريدون يلبسوها الثوب الديمقراطي النزيه لإسباب عديدة يطول الحديث عنها ، كنا قريبين جداً من الانتخابات السابقة وكانت تلهم اصوات المرشحين ويتم تصفيرها، وكيف يتم التلاعب بها عند غلق صناديق الاقتراع، وأيضا كانت تحت أشراف دولي، وبذلك صعد من لا يستحق الصعود وخسر من كان متفوق في عدد الأصوات، في كل جميع الأحوال لا تغير شيء الانتخابات أو صعود المرشحين إن كان نزيه أو غير نزيه لكون العملية السياسية برمتها بيد رؤوساء الأحزاب المعروفة والبارزة في العراق والمعروفة أيضاً بعمالتها وفسادها، علما لجنة مكافحة الفساد لا تحاسبهم ولا تتقرب منهم وإلا كان رأينا ملفات فساد المالكي والحكيم والعامري والجعفري وعلاوي وغيرهم وبعدها لحقتهم قيادات الميليشيات وأيضاً لم تتم محاسبتهم، إذاً الانتخابات تحصيل حاصل أو مسرحية لتغيير بعض الوجوه.

 

سبق وأن قلت ليس من دعاة مقاطعة الانتخابات وليس ضد الديمقراطية مع علمنا لا توجد في العراق أي ديمقراطية، المقاطعة سوف تخدم الأحزاب وسوف يستغلون أوراق الأقتراع وملئها كما فعلها سابقا المراقبين الذين هم من رحم الأحزاب والموالين لها، ولا ننسى دور العشائر بمساندة ابن عشيرتها المرشح وله حسابات بعيدة لرفع اسم العشيرة وقوتها والأحزاب والكيانات لها علم بذلك، فلذلك تستغل هذه الثغرة داخل المجتمع العراقي وتتجه لإختيار وجوه من العشيرة لدمجها داخل القائمة، أولا لكسب الاصوات وثانيا حتى بفوز المرشح سوف لا يغير شيء لكون سياسة الحزب ثابتة مع اغراء المرشح بالسير على نهجها بدون ان يعارض افكارها، هذا حال جميع المرشحين الذي تسلقوا على اكتاف الشعب وعند الوصول يضع وعوده وتعهداته في اقرب سلة مهملات، لا يخفى على الجميع جميع الأحزاب لهم جماهير خاصة بهم، والقصد بالأحزاب الكبيرة مثل.. حزب الدعوة، بدر، المجلس الأعلى، الاحرار، سائرون وغيرها من جهة الوسط والجنوب، ونفس الشيء في المناطق الغربية، والجماهير تشمل الأرامل والمطلقات وانصار الحزب الجانب النسوي، وكذلك جانب الرجال من الموالين لهم والمنتمين لهم وهؤلاء يتم تمويلهم على طول السنة رواتب ومساعدات اخرى مع تزكيات للتعيينات، إذاً المقاطعة يعني صعود هذه الأحزاب بواسطة أتباعهم والموالين لهم.

 

رفض العملية السياسية أفضل من دعوة المقاطعة، الآن يسأل أحدهم سؤال كيف تتم رفض العملية السياسية؟ هو الغاء ورقة الأقتراع مع اعتصام أمام مراكز الأقتراع لرفض العملية السياسية الذي أزكمت الأنوف بفسادها، وأكيد ستغطى إعلامياً الحملة وبمراقبة الأمم المتحدة كما يدعون، حتى يرى العالم رفض العملية السياسية من قبل الشعب العراقي، الشعب هو مصدر التشريعات وهو القادر على أسقاط الطغاة وفي نفس الوقت هو القادر على إبقاء الظلم والفساد.