8 أبريل، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

 دعوات السعودية لقياديين ومسؤولين في العراق!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إثرَ وعقب وصول السيد مقتدى الصدر الى جدّة تلبيةً لدعوةٍ من المملكة , حفلت الكثير من وسائل التواصل الأجتماعي ” وليس جميعها ! ” معبّرةً عن ارتياح الشارع العراقي لتحسين وتطوير علاقاته بالأمة العربية , وبغضّ النظر عن مواقع اخرى تعبّر عن الشعور السياسي بالضّيق وضيق التنفّس من اية علائق عربية مع العراق , نلاحظ ونستقرئ عن كثب ” كما غيرنا ايضا ” أنَّ بعض او معظم احزاب السلطة تختزن وتكتنز ردود افعالٍ مكبوته ومضغوطة تجاه هذه الزيارة ! , وربما يغدو هذا الكبت مؤقتاً حتى ينفجر ويتشظى ” او بتعبيرٍ آخرٍ ” يجري الأعلان عنه ونشره في وسائل الإعلام . وحيث أنّ هنالك دعوةً اخرى مفترضة للسيد عمار الحكيم لزيارة المملكة < حسبما تنبّأنا بها منذ اليوم الأول لمغادرة السيد الصدر > , وكذلك فحسب ما يُقال من القيل والقال السياسي , فأنّ السيد اياد علاوي قد يغدو الشخصية الثالثة التي سيجري دعوتها الى السعودية , ولا نستبعد هنا دعوةً اخرى للسيد حسين الصدر قد تجري لاحقاً .

     ليس صائباً اطلاقاً التعبير عن مواقف نقدية او كبت مواقفٍ مماثلة < حتى لو كانت غريزية > قبل عودة السيد الصدر او سواه من هذه الزيارة , والتعرّف على نتائجها المعنوية والعملية , وانعكاساتها على مصالح العراق الأقتصادية ثمّ السياسية , وهذا أمرٌ غير قابلٍ للجدل بما فيه الجدل البيزنطي .! , ولا نعتقد أنّ الناس تنسى او تتناسى زيارة العبادي للملكة والتي اعقبتها دعوة وزير الداخلية السيد قاسم الأعرجي ” القيادي في منظمة بدر ” , حيث عبّرا كلاهما عن الأرتياح لزيارة السعودية .

ونشير هنا بأشارةٍ غير عابرة , بأن سبق لمسؤولين سعوديين أن زاروا العراق كوزير الخارجية السيد عادل الجبير , ورئيس اركان القوات السعودية الفريق اول عبد الرحمن بن صالح , وغيرهم ايضاً وبمبادرةٍ سعودية , لكننا لم نلحظ أن قام العراق بتوجيه الدعوة لأيّ مسؤول سعودي , وذلك في اطار التكافؤ والتوازن في العلاقات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية المفترضة ” انها اشارة فقط لاغير ” , النقطة الأخرى المتعلّقة بهذا الصدد , فيرجى من القرّاء عدم التصوّر المسبق بأننا هنا في موضع الوقوف او الجلوس مع المملكة العربية السعودية < وهي التي جيّشت جيوش الروم والفرنجة لغزو وتدمير العراق في حرب 1991 وكذلك فتحت مطاراتها وقواعدها الجوية واحضانها للمقاتلات والقاذفات الأنكلو – امريكية لدكّ العراق وإسقاط الدولة العراقية في سنة  في سنة 2003 > , لكننا هنا لا نتعلّق بحيثيات وزوايا التأريخ القريب والبعيد , وننظر للأمر من الزاوية الأقتصادية والمصلحة الوطنية والقومية قبل غيرها .

وَ عَودٌ على بدء , فأنّ اية دعواتٍ لمسؤولين رسميين وقياديين حزبيين عراقيين من اية دولةٍ عربية , فهي ظاهرةٌ صحيّة بلا ادنى ريب , ويبدو أنّ الأجواء مرشّحة للترطيب والتطييب بين الرياض وبغداد , ومن الممكن الأفتراض بدعوة المملكة لأيٍّ من المسؤولين العراقين الآخرين , بأستثناء السيد نوري المالكي , ولا نجد من دواعٍ للتعليق على ذلك .!

      في مجمل هذا الحديث < ولغاية هذه السطور > فمن المتوقّع و بدرجة عالية من التفاؤل الإستقرائي , حصول نتائج مهمة لصالح كلا الجانبين العراقي والسعودي جرّاء هذه الزيارات وبما لا يقتصر على التنسيق المشترك في مكافحة الأرهاب وضبط الحدود بين البلدين .

لكنّ الأمر المحزن والمؤلم لنا شخصيّاً , فلدينا ادراك مسبق ” ولا بد لغيرنا ايضاً ” بأن لو زاروا رؤساء الرئاسات الثلاث السعودية , ومعهم نواب رئيس الجمهورية والوزراء واعضاء مجلس النواب كافّة , وقادة الأحزاب الدينية ايضاً , فأكاد اُقسم بأغلظ الأيمان بأنّ أيّاً منهم لا تخالج افكاره او ذهنه ” ولا يخطر على باله ” بأن يطلب من حكّام المملكة إعادة فتح انبوب النفط العراقي الممتد الى البحر الأحمر ” عبر الأراضي السعودية ” والذي جرى اغلاقه بعد اجتياح العراق للكويت في آب عام 1990 , ويقيناً أنّ الغالبية العظمى والقصوى من هؤلاء القادة – السادة , لا يمتلكون فكرةً او لم يسمعوا بهذا الأمر من قبل .! وَ واأسفاه …!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب