18 أكتوبر، 2024 5:07 ص
Search
Close this search box.

دعهم ينسحبوا فحكومة الاغلبية هي البديل

دعهم ينسحبوا فحكومة الاغلبية هي البديل

اعلنت القوى السنية المشاركة في الحكومة والبرلمان (تحالف القوى والوطنية) تعليق مشاركتها في البرلمان والحكومة على خلفية اغتيال شيخ عشيرة الجنابات يوم الجمعة 13/2/2015 قبل يوم من عيد الحب على يد مجموعة مجهولة تشير التوقعات الاولية الى كونها خلية نائمة تابعة الى تنظيم داعش الارهابي.

وما ان شاع الخبر حتى عقد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مؤتمراً صحفياً اعتبر عملية تصفية شيخ الجنابات جريمة سياسية وليست جنائية. ولا نعلم ماهي المعطيات التي توفرت لديه حتى يطلق تصريحه الخطير هذا بالرغم من ان الشيخ المغدور به لم يكن معروفُ عنه تعاطيه للشأن السياسي وهناك من يعتقد ان تصفيته جاءت على خلفية نزاعات عشائرية وثأر قديم. تبع مؤتمر الجبوري مؤتمراً للقوى السنية اعلنت فيه تعليق مشاركتها في الحكومة والبرلمان, ولم ينس رئيس كتلة (تحالف القوى السنية) احمد المساري كعادته من توجيه التهمة تلميحاً الى قوى الحشد الشعبي وفصائل المقاومة كل هذا وقبل ان تشكل السلطات المعنية لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

وهنا يمكن اننا نسجل ملاحظتين:

الاولى ان سرعة اطلاق التهم وبطريقة تبادل الادوار وتوزيع المهمات كما حصل بين الجبوري والمساري تنم عن وجود اتفاق مبيت, فالاول اعتبرها جريمة سياسية, والثاني اتهم (المليشيات) في اشارة الى فصائل المقاومة والحشد الشعبي, وبجمع التصريحين نصل الى النتيجة التالية: ان عملية اغتيال شيخ الجنابات العشيرة ذات الاغلبية السنية هي استهداف سياسي نفذته الفصائل الشيعية المسلحة, ويترتب على ذلك ضرورة انسحاب السنة من العملية السياسية لتحقيق هدفان: الاول العودة الى المربع الاول والمطالبة بالاقليم السني كمقدمة للانفصال, والثاني ترك الشيعة في مواجهة داعش لوحدهم. هذا القصد من وراء التصريحين السابقين, وهو في اعتقادنا مقدمة لسيناريو يراد تطبيقه في العراق بعد فشل داعش في انجاز الانفصال بقوة السلاح بسبب هزيمتهم العسكرية على يد فصائل المقاومة والحشد الشعبي والقوات الامنية.

اما الملاحظة الثانية فهي محاولة استهداف واضحة للحشد الشعبي من خلال خلط الاوراق واثارة ضجة مفتعلة ضده وضد فصائل المقاومة بعد فشل حادثة بروانة التي اراد البعض اتهام الحشد بها, لكن التحقيقات اثبتت ضلوع داعش بها وتورطها, وبراءة قوات الحشد والمقاومة منها.

لقد احرجت انتصارات الحشد والمقاومة دواعش السياسية فكان لابد لهم من اثارة ضجة اقوى ومن هنا جاءت عملية اغتيال شيخ الجنابات بمثابة طوق النجاة لدواعش السياسة ولمتطرفي السنة الذين لايريدون للعملية السياسة النجاح رغم كل الامتيازات التي حصلوا عليها من خلال التنازلات التي قدمها التحالف الوطني لهم في سبيل خطب ودهم واسترضائهم.

ان دواعش السياسة ازعجهم كثيراً الدعم المعنوي الذي تقدمه المرجعية الدينية للحشد الشعبي وتوصياتها المستمرة برعايته والتفاف اغلب ابناء الشعب حول الحشد والمقاومة, فعمدوا مراراً وتكراراً الى افتعال الضجيج والازمات لتشويه سمعته, وحينما فشلوا في ذلك عمدوا الى تعليق مشاركتهم في الحكومة ومجلس النواب وهو تكتيك لطالما عمدوا اليه طوال السنوات العشرة المنصرمة.

حسنا كيف يفترض بقيادة التحالف الوطني التعامل معهم هذه المرة؟

الجواب بسيط جدا, وهو المضي بإعادة تشكيل الحكومة من جديد وفقاً للأغلبية السياسية, والدفع بالمنسحبين الى المعارضة داخل البرلمان او خارجه. انها فرصة تاريخية على التحالف ان لايفرط بها, وعذره معه, فالعالم يراقب مايحدث بالعراق, والدول المعنية بالشأن العراقي تعي جيداً حجم التنازلات التي قدمها التحالف الوطني في سبيل تشكيل حكومة (الوحدة الوطنية), وانجاح عملها حتى وان كان ذلك على حساب مصلحة جماهيره. انها فرصة ان يثبت التحالف قدرته على ادارة دفة البلاد دون الحاجة الى الاخرين, ولجم متطرفي السنة وغيرهم من خلال فرض سياسة الامر الواقع.

بقي كلمة لابد من توجيهها الى السيد حيدر العبادي وهي:

حافظ على رباطة جأشك, ولايغرنك تعليق القوم لمشاركتهم او حتى تهديدهم بالإنسحاب من العملية السياسية وهو امرُ مستبعد, فهؤلاء كما عرفناهم لايفرطون بإمتيازات السلطة. كن قوياً واثبت امامهم وامضي بتشكيل حكومة اغلبية سياسية في حالة انسحابهم, وإياك إياك ان ترضخ لمطالبهم بضرب الحشد الشعبي لأن في ذلك ستكون نهايتك, فغاية القوم ان يضرب الشيعة بعضهم بعضا. فنضعف جميعنا وهم يقوون. اصبر واثبت على موقفك وستجدنا معك, وتذكر ما النصر الا صبر ساعة.

أحدث المقالات