23 ديسمبر، 2024 12:54 م

دعها أبو إسراء فإنّها “نتنة” ..

دعها أبو إسراء فإنّها “نتنة” ..

بما انّ “شعار” حكم أبو إسراء كان شعراً في مسار العنصريّة “ما ننطيهه” أيّ أن “الشيعة” لن يتخلّون عنها وجدت أنّ عنوان المقال يكون كذلك .. فرئيس وزرائنا واتته بالصدفة وحدها لأن يكون رئيس وزراء بحجم العراق وبحجم تاريخه الموغل في القدم .. وهو منصب في عصرنا الحديث من أرفع المناصب ياما سقط على عتبته مضرّجون بدمائهم قادة عسكريّون مهنيّون كبار وأبطال نَخَبَ الجُهد العسكري أعمارهم بواحدةً منها استشهد لأجله أربعة ضبّاط أعدموا دفعةً واحدة وهم من خيرة ضبّاط العراق .. ومنهم من وصله بعد جهد مرير ومنهم من تسلّقه أيضاً ممّن هم يحسبون في أدبيّات الأحزاب اليساريّة مناضلون ومنهم من أعدم أيضاً على عتبته , ومنهم من أوصله المنصب إلى حبل المشنقة .. ولم يصل يوماً لهذا المنصب قادماً من خارج العراق بعد أن “فجّر” تفجيرين إلى ثلاثة إطلاقاً وإنّما جميع من وصل قاد جماعته بنفسه وهو وسط العاصمة واحتلّ الإذاعة والتلفزيون ببيان رقم واحد ولم تسانده قوّة عسكريّة من الخارج عدى “عبد الإله” .. لذا فأنتم يا دولة رئيس الوزراء تعتبرون أوّل من شذّ عن تلك القاعدة عندما أخليت لكم الساحة العراقيّة تماماً من الجيش العراقي المهني المليء حتّى أعلى رأسه بكبار القادة وبعشرات الألوف من الضبّاط بمختلف رتبهم وبمختلف صنوفهم , إذ لو أنّ جيش العراق لا زال لم يفكّك أو يُحَلّ لم تكن لتبقى على رأس الحكم يوماً واحداً ذلك إن لم يكن وصولكم لمحيط القصر الجمهوري أو حتّى رؤيتكم له من بعيد من سابع المستحيلات ومن الأحلام الّتي لن تتحقّق حتّى ولو في اليوم الآخر حتّى لو أتيت الخالق بحسنات تفوق حسنات أهل بدر .. وها أنتم يا سيادة رئيس وزرائنا قد وصلت السلطة وحقّقت ما حقّقت وانتهى الأمر سواء ما حقّقته إيجابي أو سلبي أو من هذا وذاك فلقد بذلت ما استطعت مشكوراً بعد أنّ توفّرت لك ظروف تحقيقها ميزانيّة ملياريّة هي الأعلى في تاريخ العراق والمنطقة وحمايه دوليّة ورضى قوى عظمى لم يشهد العالم يوماً أنّها توافقت على تأييد مسؤول عراقي أو رئيس حكومة طيلة عمر العراق كما توافقت لك , وبذلت جهداً في تشكيل جيش عراقي تسابقت أعظم دول العالم لتجهيزه وبهذه الميزانيّة المحظوظة واجبه حماية البلد من الداخل فقط لا من الخارج بعد أن لجمت أفواه دول الجوار بكلّ ما طلبوه منك أنت لا من العراقيين على حساب ثروات العراق وعلى حساب مياهه ويابسته وثرواته وقلنا “يلله .. عسى الله يحقّق رئيسنا أبو إسراء المعجزات بعدما تخلّص بذكائه السياسي الاستثنائي من أطماع دول الجوار وما التريليونات من الدولار ومئات الألوف من أطنان دماء أبناء العراق هي مجموع قيم اللجم لأفواه الجوار إلاّ فدوة القندرت أبو إسراء” ويكفينا أهمّ ما ربحناه من السيّد المالكي هو أنّه مهّد الطريق عال العال لمن سيأتي له خلفاً ..
سيادة رئيس وزرائنا .. كما تعرفون وأنتم بكلّ تاكيد مطّلعون على التأريخ السياسي لقادة سياسيّون من مختلف دول العالم , أنّ الكثير منهم ترك منصبه طواعيةً بعد أن شعر أنّه وقف عند حدّ معيّن من العطاء بعد أن شعر بذلك من خلال عدم تجاوب طاقمه الوزاري معه وبدأ فقدان الثقة بينه وبينهم يدبّ بين قراراته .. ومنهم من ترك المنصب لمجرّد حادث أودى ببعض أبناء بلده  شعر أنّه هو من تقع مسؤوليّة دمائهم عليه وحده رغم أنّهم بضعة أفراد وليسوا بمئات الألوف .. ليس ذلك فقط في دول الغرب المتقدّم العريق بممارسة الديمقراطيّة بل هنالك رؤساء من بلدان عربيّة تركو مناصبهم لحوادث اعتبروها مثلبة أخلاقيّة وسياسيّة ردّت عليهم وما حادثة “الدقّي” بمصر ببعيدة عنّا ولا حوادث العوّامات البحريّة قد نسيناها ..
أنتم الآن دولة الوزراء دخلتم العام السابع من الحكم ما شاء الله وتعرفون أنّ الدنيا لن تدوم لمخلوق وأنّ العراق بلد عمره عشرات الألوف من السنين لا آلاف منها كما يشاع وإن مهما تمسّكتم بالسلطة فستزول لإنّ العراق باق وسيأتي من بعدك من يحكمه كما أتى قبلكم الزمن بالآلاف منهم فلولا دامت لهم لم تصل إليك ولو دامت لك لم تكن لتصل لمن بعدك .. هذه سنن الله وأنتم أعرف بسننه منّي .. شبعتم منصباً .. وتصريحات ووعود من على مختلف المنصّات وأنواع المؤتمرات وسط هيلمانات واحتفالات وترحيب ما مجموعه أضعاف أضعاف ما حضيت  “بسلام ومرحبا” طيلة حياتك قبل الاستيزار عندما كنت وقتها تمرّ بشارع أو تجلس بمقهى أو عند دخولك “الإدارة المحلّيّة” وشعرت كيف واجهت النفاق والمنافقون وأنت اليوم بهذا المنصب الرئاسي وأحسست به وأحسست بما عانى منه من أتى قبلك ولمسته لمس اليد وأكيد وصلت معه حدّ الكفر به من كثرة ما تحصده من نفاق يومي وكشفت وجوهاً لم تكن تتوقّع يوماً أنّها “جهر زفرة جهره سز يعني” من شدّة نفاقها وانذهلت كما ذُهلت من عالم الطاقة النوويّة وهو لم يستطع إشعال فتيل “لمبة” واحدة في شارع عراقي 24 ساعة متواصلة بستّة وثلاثون مليار دولار !  لا يعلم هو السيّد الشهرستاني رغم طاقته العقليّة النوويّة أين ذهبت تلك المليارات !  .. بل وستكتشف أكثر يا أبو إسراء لو تركت المنصب أضعاف ما رأيته من منافقون وانتم في السلطة  “ربّما ذلك ما يخيفك ويرعبك فيما لو تركت منصبك لأنّك بدأت تشعر الآن أكثر من أيّ وقت أنّك ستبقى وحيداً كما بدأناكم تعودون !” فما يبقيك يا أبو إسراء في منصب مثل هذا جلب لك أنواع الهموم ؟ دعها لغيرك ليبتلي بها وأنت تاركها تاركها .. ها هم من كانوا حولك بداية حكمك حلوين ثقة مندفعون يرحّبون بك عالرايحه وعالجاية كما يقول المصريّون كلّ دقيقة وكلّ لحظة ويلقون عليك التحيّة ما بين ذهابهم “مسافة شجرة” وعودتهم منها والمنطقة الخضراء ما شاء الله مليئة بالكهربــ عفواً مليئة بالأشجار , وعدّ .. كم تحيّة وسلام تحصل عليه يوميّاً ! .. ربّما بعشرات الألوف .. أكيد مللت .. تشابكت عليك وتعاقدت المشاكل من حولك كما تعترفون ولا تخشون من الاعتراف لأنّه فضيلة .. دعها .. دعها وأنتم في قمّة عطائكم دع لمن يأتي بعدكم الفرصة لنيل ما نلتموه .. فترك المنصب سيكون إن عاجلاً أو آجلاً .. حتّى زيدي بن زيدان الّذي هو اسمه أشهر من اسمكم الكريم في العالم بأضعاف لا تنتهي ترك المنصب  عفواً قصدي ترك لعب الكرة وهو في قمّة عطائه  كي تبقى صورته جميلة في نظر عشّاقه بالمليارات وليسوا بالملايين مثلكم سيادة رئيس الوزراء .. دعوها أبو إسراء فإنّها في عراق مليء بالمنافقين نتنة .. دعها وأنتم في قمّة العطاء .. دعها .. وتاكّد أنّك ستشعر بحلاوتها خارج السلطة أكثر من وأنت بداخلها لأنّ ضميرك هو من سيشعركم بالأمان أنّكم كفّيتم ووفّيتم وتركتم المنصب برغبتكم لا برغبات الآخرين وقد أدّيت ما عليك .. وهذه وحدها سيحسبها التاريخ وسيقلّبها كثيراً وسيبخل أن يحسبها لك مباشرةً حقداً منه عليك ..