اصبح العراق اكبر مستورد للسكر الأبيض في العالم بالنسبة لعدد سكانه ، حيث يستورد العراق ما يقارب 800 الف طن سنويا من هذه المادة المضرة بالإضافة إلى محاولات إعادة إنتاج السكر في معامل محافظة ميسان وموصل.
وبقسمة هذا الكم الهائل على عدد نفوس العراق يكون الفرد العراقي يستهلك أكثر من 25 كغم من السكر في السنة الواحدة.
وبالطبع تصرف النسبة الاكبر من السكر في العراق في تحضيروتقديم الشاي والذي اصبح مرافقة لاوقات ايامنا من فطور الصباح الى الليل وتقدم للضيف كمفردة من مفردات ابراز الاحترام والمجاملة!!!
اضافت الموسسات البحثية للامم المتحدة مادة السكر الى قائمة المواد المضرة للانسان ومرادفة للسكائر منذ اكثر من عقد!! وحثت الدول على تقنين قوانين وزيادة الوعي للتقليل من استهلاك هذه المادة المضرة.
تعتبر السكر الابيض من المواد الضارة حيث انها مادة كيميائية خالصة لانها جردت من عناصرها الاصلية المفيدة وخلطت مع مادة الجير ويتم تبييضها بواسطة مسحوق عظام الحيوانات والمواد الكيميائية.
تكلف السكر الخزينة العراقية ما يقارب المليار دولار سنويا من استيراد السكر وتوزيعه على المواطنين والصرف على معالجة الأمراض الناتجة من تناول السكر مثل العصبية والسرطان وهشاشة العظام وتسوس الأسنان زيادة الوزن وانتفاخ البطن وضعف في المناعة والبصر ، فكما ان الأوكسجين تتلف الحديد نتيجة عملية التفاعل حيث يتولد ثاني اوكسيد الحديد وتسمى محليا بالصدأ ، تقوم السكر بعملية مشابهة في جسم الإنسان فتضعف قوتها .
ان الدول المتطورة تدعم مشاريع انتاج الحليب وليس السكر المضر لصحة الانسان.
ان العراق بحاجة الى تقليل الدعم للسكر حيث ان الفساد الذي يصاحب استيراده واضرارها كبيرة جدا واقامة مشاريع انتاج الحليب الطازج شبيهة لمشروع شركة المراعي السعودية العملاقة جنوب مدينة الرياض والتي تنتج الحليب ومشتقاتها والعصائر الاخرى . وتربي شركة المراعي اكثر من 133الف بقرة وتديرها ايادي اجنبية مهرة (كما عرضها قناة ناشنال جيوكرافيك ابو ظبي في الربع الاخير من سنة 2012) .
فبدلا من اقامة مشاريع استهلاكية وغير ضرورية مثل مشروع مطار مدينة كربلاء الذي يقضي على الكثير من المزارع والاشجار في الوقت التي تبعد مطار بغداد الدولي عنها حوالي 70 كم فمن الافضل اقامة مشاريع الانتاج الغذائي، حيث ان الامن الغذائي مهم للعراق.
ولكن المشكلة ان مشاريع القطاع العام في العراق فاشلة بنسبة كبيرة وخاصة المشاريع الغذائية التي تحتاج الى احساس وثقافة مجتمعية عالية بالنظافة والذوق العالي وتقنية عالية للحفاظ على جودتها وعلى التنافس في الاسواق، فعليه يكون الحل بادارة هذه المنشآت من قبل فنيين أجانب اكفاء ومن دول اوربا الغربية حصرا مثل هولندا او فرنسا او المانيا ….الخ حيث شاهدنا عبر التلفزيون كيف تحول معمل البان ابو غريب في بغداد الى مجمع للنفايات والاوساخ عندما زاره الرئيس السابق صدام حسين في اوائل الثمانينات من القرن الماضي حيث تحول حوض الاسماك الكبير المبني من قبل شركة فرنسية الى مجمع قاذورات، فكانت النتيجة طرد المدير أمام شاشات التلفزة !!.
ان الدولة العراقية بحاجة الى وضع برنامج لعدة سنوات تقوم بموجبها في كل سنة بتقليل السكر المستورد واقامة مشاريع نافعة شبيهة بشركة المراعي السعودية لانتاج الحليب. فمن المعيب ان يكون في الاسواق العراقية حليب مستورد من السعودية او الكويت او الامارات وهي دول صحراوية بينما لا توجد حليب عراقي في الاسواق العراقية.
والحليب مادة مفيدة جدا وتحتوي على الكثير من المواد الضرورية والفيتامينات وهي مادة اساسية لنمو الاطفال عقليا وبدنيا ومهمة لانتاج الكثير من المشتقات الاخرى منها مثل الزبد والجبن والقشطة وغيرها.