22 ديسمبر، 2024 1:04 م

دعم للعراق وشعبه في مؤتمر بيت الحكمة الدولي عن الهجرة واللجوء

دعم للعراق وشعبه في مؤتمر بيت الحكمة الدولي عن الهجرة واللجوء

أعرب المشاركون في المؤتمر الدولي العلمي الحادي عشر والدولي الثالث الذي أقامه بيت الحكمة في قاعته الرئيسية الاربعاء عن خالص تقديرهم وإمتنانهم للعراق وشعبه وقيادته ولبيت الحكمة الذي رعى هذا المؤتمر ، وأسهم في نجاحه الباهر في تنظيم المؤتمر وعرض بحوث المشاركين من دول عربية ومن مختلف دول العالم ومنظماته الدولية ، وما سيخرج عن المؤتمر من توصيات ومعالجات لتلك الظواهر، معبرين عن دعمهم للعراق ولحكومته لمواجهة أية مخاطر يتعرض لها في موضوعة الهجرة واللجوء وتقديم كل سبل الدعم الممكنة التي تكفل إيجاد حلول عملية وواقعية لمعالجة مظاهر الهجرة واللجوء،وإستعداد حكوماتهم للإسهام بالجانب الإنساني وحقوق الإنسان لمواجهة التداعيات الخطيرة لمظاهر الهجرة واللجوء على دول المنطقة والعالم.

كما دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الى أهمية تظافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والجهات المهتمة بحقوق الإنسان لإيلاء قضية الهجرة واللجوء وبخاصة الشباب المهاجرين من بلدانهم الى دول أخرى أهمية إستثنائية لما يتعرض اليه المهاجرون من تحديات خطيرة تواجههم خلال رحلات الهجرة واللجوء خلال فترات الحروب وحالات الإضطهاد وعدم وجود فرص عمل في بلدانهم، ومنحهم تسهيلات عند عودتهم الى بلدانهم وتخفيف معاناة النزوح والهجرة وما واجهوه من صعوبات بالغة في البلدان التي قصدوا اللجوء اليها طلبا للعيش والبحث عن فرص عمل لم تتوفر في بلدانهم.

 وقد عبرت الدكتورة خديجة حسن جاسم من قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة مقررة الجلسة الأولى لمؤتمر الهجرة واللجوء الذي عقد في القاعة الرئيسية لبيت الحكمة عبرت عن فرحتها وترحيبها بهذا الجمع الكبير من المشاركين من مسؤولين رفيعي المستوى ومن منظمات عربية ودولية مهتمة بشؤون الهجرة واللجوء ،وبادلتهم مشاعر الود والاحترام ، مشيرة الى أن العراق سعيد جدا بمشاركتهم هذه ، وبخاصة أنهم يرون العراقيين الآن وقد تحسنت ظروف عيشهم وتنمية وإستقرار بلدهم وتطور تقدمه ونهوضه في مختلف المجالات، وقد أشرقت شمس بلادهم من جديد.

 وكان عضو مجلس أمناء بيت الحكمة الدكتور عبد الباقي بدر ناصر قد القى الكلمة الإفتتاحية لبيت الحكمة ،مرحبا هو الآخر بالمشاركة الدولية الواسعة في هذا المؤتمر ، وقد إستعرض مظاهر الهجرة واللجوء ومخاطرها والمعاناة الإنسانية الكبيرة التي تحملها المهاجرون طوال سنوات ، بعد إن إضطروا لترك بلدهم وهم في أغلبهم من الشباب ، لافتا الى أن الحكومة العراقية ينبغي أن تبحث عن حلول للشباب المهاجرين وتوفير ضمانات كافية لعيشهم من خلال تشغيلهم في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وتوفير ضمانات حكومية لكي يكون بمقدور من تبقى منهم خارج العراق العودة الى بلدهم بعد ان يطمئنوا الى ان حكومتهم تهتم بمعاناتهم ، وقد سهلت لهم مهام عيشهم داخل بلدهم.

كما دعا الدكتور عبد الباقي في ختام كلمته المنظمات العربية والدولية المعنية بالهجرة لمساعدة العراق لتخفيف الأعباء عن المهاجرين ومن يرومون العودة الى بلدهم وتقديم العون لهم لتسهيل عودتهم وتخليصهم من معاناة وتحديات اللجوء التي واجهوها.

من جهته أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين السيد كريم النوري أن ملايين من العراقيين قد غادروا بلدهم قبل عام 2003 وخلالها وما بعدها ،وان مايقرب من 35 الف عراقي مهاجر في المانيا وحدها أغلبهم من الشباب ، بعد ان قدموا مبررات واعذار كثير منها واهية ، لمجرد حصول هؤلاء الشباب على حق اللجوء في اوربا ودول اخرى ، وهم الان يعانون ظروفا بالغة السوء ، وقد رفضت كثير من الدول منحهم حق اللجوء، داعيا المنظمات الدولية المهتمة بالهجرة واللجوء انصاف هؤلاء المهاجرين والاهتمام بهم في الوقت الذي سعت فيه الحكومة العراقية الى تسهيل مهام الكثير من العائدين منهم بعد تحسن الاوضاع الامنية والمعيشية في العراق.

أما الدكتور بهاء ابراهيم رئيس جامعة بغداد ورئيس الجلسة الأولى فقد رحب  هو الآخر بحرارة بالمشاركين في المؤتمر من باحثين وأساتذة جامعات ومن إعلاميين،حيث طلب من خمسة باحثين عرض مختصرات عن بحوثهم في المؤتمر.

فقد عرض ممثل جمهورية مصر العربية وهو باحث من مكتبة الاسكندرية تجربة بلاده في مجال مواجهة ظاهرة الهجرة من خلال اشارته الى اهتمام القيادة العليا في مصر بقضية المهاجرين وتوفير التسهيلات والخدمات لهم سواء في قطاع التعليم او الصحة او القطاع الحكومي لتوفير فرص عمل لهم وتوفير فرص استثمار من شانها معالجة حالات البطالة والحد من مظاهرها لكي نقلل ظاهرة الهجرة الى حدودها الدنيا،مشيرا الى ان التجربة المصرية لها خبرة طويلة في هذا المجال.

وتحدث ممثل مجلس القضاء الاعلى ناصر علوان عن الجوانب القانونية التي يعمل عليها القضاء العراقي لحل أزمة المهاجرين من خلال تطبيق القوانين التي تدخل في أطار إحترام حقوق الانسان والاهتمام بالبرامج الانسانية التي من شانها التخفيف عن المهاجرين والعائدين بعد الظروف الصعبة التي عاشوها في بلدان اللجوء، وبخاصة أن العراق بلد ديمقراطي ويحترم حقوق وكرامة الانسان ويضمن له عيشه الكريم في بلده وتوفير مستوى من العيش يليق بابنائه.

من جانبها أكدت ممثلة منظمة العمل الدولية أنه اذا لم يتمكن العراق من مواجهة تحديات الهجرة واللجوء فإن البلد سيكون على مفترق طرق، وهو يملك امكانات هائلة بإمكانها أن تلعب دورا مهما في تخفيف محن اللجوء اذا ما قدمت الحكومة العراقية ضمانات كافية لعودة مهاجريها الذين يعانون ظروفا صعبة في دول عدة ، معربة عن استعداد منظمة العمل الدولية لتقديم كل ما يمكن لمساعدة العراق في مواجهة تلك التحديات.

أما ممثل الحكومة التركية فقد قدم تجربة بلاده في التعامل مع المهاجرين ، مشيرا الى ان بلاده إستقبلت مئات الآلاف من هؤلاء في تركيا، ووفرت لهم الملاذ الامن والحد الادنى من العيش اللائق، لافتا الى ان العراق بما يملكه من إمكانات مالية وتجارية وصناعية فبامكانه أن يسهم في هذا المجال في الحد من معاناة مهاجري مواطنيه ، معربا عن إعجابه بالتقدم الكبير الذي يشهده العراق والمستوى العالي من العلاقات الطيبة التي تربط العراق مع تركيا في مختلف المجالات ، وتشكل الجيرة والتاريخ المشتر وعوامل مشتركة أخرى في تعزيز تلك الروابط.

 وفي ختام الجلسة الأولى قدم بيت الحكمة الهدايا التقديرية ودرع المؤتمر للمشاركين من الأساتذة الباحثين الذي عرضوا بحوثهم عن ظاهرة الهجرة واللجوء والتحديات التي ترافق تلك الظاهرة الخطيرة وما قدموه من توصيات ومعالجات عملية لتلك الظاهرة.

وكان المؤتمر قد إفتتح أعماله الأربعاء الحادي عشر من ديسمبر 2024 ويستمر ليومين بعزف السلام الجمهوري وبتلاوة من القران الكريم ، وكلمات القيت من ممثلين عن بيت الحكمة ووزارة الهجرة ومجلس القضاء الأعلى ، كما تم عرض فيلم وثائقي اعده بيت الحكمة عن موضوع الهجرة واللجوء ..وكان عنوان المؤتمر (الهجرة واللجوء والتحديات الانسانية بين المسؤولية الدولية والالتزامات الوطنية).