16 أبريل، 2024 1:05 م
Search
Close this search box.

دعاية انتخابية مسلحة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الوقت الذي يحتدم الجدل في الشارع العراقي حول المشاركة في الانتخابات من عدمه خصوصا بعد 18 سنة من الخيبات المتلاحقة حتى وصل الناس درجة الياس والبلد الى حافة الإفلاس مع رواتب خيالية للسياسيين , تطل علينا قوانا السياسية بدعاية انتخابية خاصة جدا ربما هي تلائم من ناحية من سلوك القوى السياسية المسيطرة وضعف الحكومة او بالأحرى عدم وجود حكومة في ظل وجود المبخوت كما يحلو للعراقيين ان يلقبون السيد الكاظمي و هذه الدعاية كان ميدانها الدائرة الانتخابية الأولى في محافظة البصرة حين ان ابطالها كل من المرشح مصطفى جبار سند ويقابله من الوزن الثقيل هاني عبد الجبار شقيق وزير النفط الحالي و حيث تهجم السيد مصطفى جبار على دار شقيق وزير النفط الكائن في مدينة الامل السكنية شديدة الحماية والتي قام السيد سند باستئجار شقة فيها ليتمكن من الدخول والخروج كما يحب وفي الساعة الثنية ظهرا ولدى عودة شقيق الوزير تهجم عليه مصطفى بالضرب واخذ سلاحه يعاونه سائقه الذي اهداه إياه رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي مع سيارته المصفحة وما هي الا لحظات حتى رد شقيق الوزير بأطلاق الناس الا انه فشل في إصابة سند , أيها الاخوة والقراء الكرام , ما جرى بين هذين الاثنين يمثل حلقة من حلقات صراع الفساد ضد الفساد كلال الطرفين يدافع عن مصالحه ففي حين يدافع السيد مصطفى سند عن مصالحه كونه صاحب نسبة 2% من عقد شركة توتال الفرنسية مع وزارة النفط وهذه النسبة هدية من الجارة ايران التي يهمها جدا ابرام العقد الخاص بالغاز والتصفية لأسباب خاصة يرفض الوزير بدعم من شقيقه توقيع العقد لان الوزير لا يريد لسند ان يحصل على شيء ولان تعليمات وردت اليه بعدم التوقيع فخرج الصراع عن سيطرة الطرفين ليتحول الى محاولات قتل وبلطجة ونحن في شهر الدعاية الانتخابية الذي يفترض ان يظهر كل طرف وجه ناعم للناس لكسب ودهم وعطفهم وغبائهم يطل علينا رامبو الحيانيه وعلاء الدين النفط بمشهد أكشن يفضح ما هم عليه وبالنتيجة هذه نتيجة طبيعية عندما ينتمي الوزراء والنواب لقوى مسلحة غير حكومية او يكون لديهم ولاء لدولة أخرى .
الغريب أن هذه الحكومة التي يرأسها الكاظمي لا تضم أي وزير مستقل بمعنى الكلمة في نفس الوقت أبعدت وزراء لهم ثقلهم على مستوى الشارع العراقي فهذا هو ما قبضه العراقيين من وزير النفط وعائلته المبجلة مقابل استبعاد جبار اللعيبي الذي لا ينتمي الا للعراق وحده , وقدمت لنا أسوأ نماذج وزارية من وزير الصحة الصدري الى وزير الدفاع شقيق امير داعش الى وزير المالية المعتوه الذي وضع نصب عينيه اذلال وافقار العراقيين جميعا الى وزير التملق اقصد وزير الموارد المائية حتى رئيس الوزراء الذي لا يعرف عن العراق شيئا فقد سلب العراق عمره البالغ 7 الاف سنة حين قال اننا تعلمنا التاريخ من احدى دول الجوار , وسلبنا حقنا في الدفاع عن بلدنا حين نسب الفضل في تحرير بعض مدن البلاد الى قوى اجنبية ربما في حقيقتها كانت تؤازر داعش ومن معها متناسيا تضحيات أبناء الوسط والجنوب لتحرير الموصل وغيرها , ان تصرفات عائلة وزير النفط لم نرها ولم نسمع عنها عندما كان جبار اللعيبي وزيرا للنفط لانه لم يكن مدعوما فصيل مسلح او قوى غير نظامية , ان ابعاد جبار اللعيبي واستيزار اخرون انما هو الفشل بحد ذاته وخطوة أخرى نحو عسكرة المجتمع الذي يئن من كل شيء.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب