23 ديسمبر، 2024 4:55 م

دعاية انتخابية

دعاية انتخابية

كل ما في الساحة العراقية اليوم يعد دعاية إنتخابية ، ويدخل ضمنها ، لذا يجد كل مرشح نفسه مطالباً بتقديم برنامجه الخدمي للشعب وكيف يثبت لهم انه الأجدر لخدمتهم من غيره، ليصوتوا له، لكن تجربة السنوات الماضية تحتاج الى اكثر من شعارات وكلام منمق، وسط هالات الخوف والحرمان التي تكتنف جماهير الناخبين.
لذا تعتري المواطن حالة من التردد وعدم رغبة في التصويت نتيجة الاحباط الذي اصابه خلال السنوات الاربع الماضية، لم ير فيها المواطن اي منجز قد تحقق، وضاعت اماله في زحمة الوعود واضطراب الطريق، وتدهور الامن وغياب الخدمات.
انتخابات مجالس المحافظات ليست سياسية ، لكنها أخذت هذا الطابع بوضع بعض صور القادة السياسيين للترويج لهؤلاء المرشحين مع انه لا توجد هناك أدنى علاقة بذلك ، حيث الأول سياسي ، وانتخابات المحافظات خدمية، كما إن هناك من وضع زوجته النائبة لكي تدعمه آو من وضعت زوجها لكي تعرف وتحصل على أصوات ، كما كانت بعض العبارات لها مدلولات خارجية لاستقطاب اصوات الناخبين اليها، ، لكن هل نريد إن نكرر المعاناة أربع سنوات أخرى؟!.
لقد تنوعت الملصقات وتلونت ، وهناك بذخ واضح في حملات بعضهم، حيث قدرت حملات بعضهم بأكثر من عشرة ملايين دولار ، فهل يراد بكسب الانتخابات لاسترداد مثل هذه الأموال بعد بذخها على الحملة الانتخابية.
مع بدء الحملة كان هناك حملة مضادة لاغتيال مرشحين ، وطبعاً تسجل ضد مجهول ، ولا تكشف حقيقة الجاني او الجهة التي تقف وراءه، الكل يطمح ليجد نفسه داخل السلطة المحلية ويتبوأ مكانه فيها،ولو سألنا بعض الكتل والشخصيات المرشحة عن نفقات حملتهم الانتخابية لوضع الكثير من علامات الاستفهام على هذا الكلام ولم نجد الإجابة المقنعة، برغم إن ما تم إنفاقه كان ضخما في صعيد الإعلام ، خاصة أحزاب السلطة.
والمعروف إن الحملات تكون موزعة بنسبة 60% بين التلفزيون ، والباقي على الصحف والملصقات والأماكن الأخرى.
وتتراوح الإعلانات في الفضائيات التلفزيونية مايقرب من  20 دولار إلى 200 دولار للثانية الواحدة، إما الفلكس والملصق ، فهو أكيد تكلفته تكون اقل من الفضائيات، ومن الصعب تحديد مصادر تلك الأموال ، فضلا على تحديد حجمها الحقيقي.
ومن المعلوم إن الحملات الانتخابية هي عبارة عن محرقة للمال ، حيث تتجاوز مئات الملايين من الدولارات ، خاصة للإعلاميين الذين يقودون تلك الحملات. والذي يحمل إيديولوجية معينة ، كما تحمل المؤسسة الإعلامية ذلك ، ولو طلب احدهم حجم المبالغ التي صرفت على الدعايات، فإنها مهمة صعبة ومستحيلة.
وبما إننا سنخوض انتخابات جديدة قد تكون المشاركة الأقل على صعيد العشرة سنوات الماضية ، فان الناخب ينظر إلى المرشح قبل إن ينظر إلى البرنامج الذي تحمله الكتلة أو الحزب ، لأنه بعيد عن الفكرة، وبالتي على الجميع فهم الدرس والمطلوب منه إزاء هذه الإنتخابات ، خاصة بعد الذي مر به ، فلقد أهملت المناطق بكل خدماتها ، لكن لم يهمل الموطن البريء ، حيث تحمل سيل من الاتهامات الجاهزة ، فهل تعاد الكرة نفسها ويصعد أناس على أكتافكم