8 أبريل، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

دعاية إنتخابية مشبوهة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الوقت الذي صار العالم کله على إطلاع و بينة کمالة من الاوضاع المعيشية بالغة السوء للشعب الايراني و حاجته الماسة من أجل تحسين أوضاعه هذه، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ينفق ملايين الدولارات على دعاية الانتخابات العراقية في شوارع طهران من أجل دعم الميليشيات الإرهابية للوصول إلى سدة الحكم، علما بأن بدايات هذا الشهر قد تظاهر آلاف العمال الإيرانيين للمطالبة برواتبهم المتأخرة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لأنفسهم ولعائلاتهم، لکن لايبدو إن السلطات الايرانية تکترث لذلك بل وحتى إنها تتصرف وکأن الامر لايعنيها!
هذه الدعاية الانتخابية المشبوهة و هذا الصرف الخبيث على أذرع النظام الايراني في العراق وبالاخص الميليشياوية منها، هو تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي ولايخدم الشعب العراقي بجميع مکوناته وخصوصا الشيعة منهم، ولاريب من إن المرجع الاعلى لشيعة العراق، علي السيستاني، صار يدرك هو الآخر خطورة الدور الإيراني الرسمي ولذلك فإنه يحاول بطريقة أو أخرى عدم السماح لها بالتحرك کما تريد أو بتعبير أدق لايترك للتدخلات الايرانية وخصوصا في الانتخابات، الحبل على الغارب.
الاوضاع الصعبة جدا للنظام الايراني و التدهور الکبير جدا لقيمة عملته الى جانب إقتصاده المترنح و أوضاعه الداخلية القلقة جدا، تجعله يمني نفسه بتحقيق ثمة تقدم أو نصر سياسي من خلال صعود عملائه للحکم في العراق في إنتخابات 12 من أيار القادم، لکن الذي يجب أن يدرکه هذا النظام إن الشعب العراقي قد ضاق ذرعا بالدور المشبوه للنظام الايراني و الذي هو أکبر عامل في في دفع الاوضاع في العراق نحو المزيد من التدهور، ولاريب إن التململ و الضيق و التذمر من الدور الايراني في العراق صار يصبح ملموسا و بصورة واضحة من جانب الشيعة في العراق الذين صاروا يعلمون بأن هذا النظام لايفکر إلا بمصالحه ولو إقتضت هذه المصالح بأن يغرق العراق في فتنة طائفية شبيهة بتلك التي أشعلها هذا النظام بنفسه في عام 2006، لما توانى عن ذلك أبدا.
النظام الايراني عندما يصرف على جماعات تابعة له في العراق و يدعمها فإنه وفي حالة فوزها سيجبرها رغم أنفها على تنفيذ مخططاته المخبيثة و مشروعه المشبوه في العراق و المنطقة و الذي يتقاطع و بقوة مع مصالح الشعب العراقي بل وإنه أشبه بسکينة خاصرة، ولذلك فإن المطلوب من الشعب العراقي هو أن يفتح عيونه قبل و أثناء و بعد الانتخابات العراقية القادمة و يعمل کل مابوسعه من أجل قطع الطريق على هذا النظام و على عملائه في العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب