23 ديسمبر، 2024 8:07 م

دعايات .. غير انتخابية

دعايات .. غير انتخابية

 الواضح في الصور الانتخابية التي تنتشر في عموم بغداد  وما يتداول من تعليقات ” ساخرة” على صفحات التواصل الاجتماعي ، تؤكد بان الثقافة الانتخابية ما زالت تتوقف عند حدود ” الهوسات”  والاراجيز الشعبية ، اكثر  من اعتمادها على برامج  مقنعة توعد  الناخبين  بما يمكن ان يؤتي اكله ما بعد  موسم  الانتخابات .

  مشكلة الكثير من قدماء  قادة العملية السياسية انهم يقدمون انفسهم من ثنايا  الاخطاء الجوهرية التي ارتكبت خلال اكثر من عشرة اعوام ، والعراق لم يحقق اية خطوات واعدة في  اعادة البناء وهدرت المليارات  من اموال الشعب فاذا بأحدهم يروج لنفسه انتخابيا بكونه “حامي ثروات الشعب” واخر يعتقد بان  مفتاح  الامن في جيبه ، وثالت يريد ان ينتخبه الناس فقط لكونه ابن ذلك او هذا الذي يغازل  عشيرته بالوظائف  والولائم  الكبيرة ، والجميع  امام استحقاق  جديد كونهم غير قادرين على الاتيان  بما لم  يأت به الاوائل !!

 والاكثر اثارة للاستغراب ، ان اغلبية الشعارات المرفوعة تحاكي امال الشعب  في  الامن والامان  ، والعيش الرغيد  وان عراقنا فيه الكثير من الثروات التي تكفي الجميع ، لكن اي منهم لم يتحدث عن اليات توزيع  هذه الثروات، وكيفية توظيفها لرفاهية الناس وليس في هدرها ونهبها المنظم ، بما يجعل حوالي ربع الشعب على حدود خط الفقر ، كما لم  يتحدث المرشحون الاكرام في لافتاتهم البراقة عن امن العراق ككل ، من زاخو حتى الفاو ، وكيفية الحفاظ عليه من هجمة ارهابية شرسة توظف خلافات الاحزاب وتشنجات قيادتهم  التي عرفها الشعب في ازمات متلاحقة طيلة  اعوام مضت  .

  المفترض ان يطرح المرشحون نموذج البديل للتغير الذي تدعو اليه المرجعية الدينية الرشيدة ، ومحاكاة هموم الشعب  وليس التعامل معها كوسيلة لكسب مشاعرهم الانتخابية في وعود لا طائل  من وراءها ، وبذات الوقت المفترض بالناخبين الاستماع الى ثقافة البرامج الانتخابية وطروحاتها ، والعمل على ترويج مثل  هذه الثقافة ، ربما ليس مع اشتداد اوار الحملات الاعلانية وقرب موعد الانتخابات ، بل  منذ اشهر ، لكن فرصة الوقت ما زالت سانحة  لكي  نتعلم من تجارب الشعوب كيف نروج لحملاتنا الانتخابية، ليس من خلال  الالواح الكبيرة لصور المرشحين بل من خلال التعامل المباشر مع الشعب  لشرح البرامج  الانتخابية  وتكون مهمة الصحافة وجميع وسائل الاعلام المقارنة  بين  هذه البرامج وترك الناخب يقرر  لحظة الاقتراع  اي برنامج يريد ويرغب ، تلك التي تدعو الى السلام الاهلي  ونهوض عنقاء العراق من جديد من خلال طرحها البديل  الانسب، ام تلك التي تروج لإنجازات لم تحقق غير نهب ثروات العراق  وهدر امكانياته البشرية  التي توزعت على ارجاء الارض الاربعة  ؟؟

 وفي ذات الاطار ، لابد من الناخب ان يطالب المرشحين في ندواتهم المفتوحة بحقوقه الدستورية، والانسانية وفقا للمعايير الدولية ، وهي مهمة المثقفين في طروحاتهم  التي لابد ان تعبر حدود الطائفة والمذهب الى مصلحة العراق الواحد الموحد .