23 ديسمبر، 2024 9:35 ص

دعاة الشرف.. ورب الشرفاء!

دعاة الشرف.. ورب الشرفاء!

الفضيلة و الحفاظ على الجانب الإنساني, أول القواعد التي أراد الرب من الأنسان الحفاظ عليها, عند نزولهم ألى الأرض, الا أنه سرعان ما أنتهكها, وبدأ يلهث خلف الشهوات والغرائز, تاركا عقله خلفه, فكانت الجريمة الاولى على وجه الأرض نتيجة طبيعية لتفوق الجانب الحيواني, على الجانب الإنساني لدى قابيل, الذي أبدى ندمه بعد ذلك, ليخلفه من يتفوق عليه من ذريته, في المجاهرة بالمعاصي والتفاخر بها, بوجه مكشوف دون خجل أو وجل.

رب واحد أنشأ هذا الكون وفق قواعد معينة, وأرسل 124 الف نبي ليبلغوا ويذكروا أهل الأرض بضرورة الألتزام بها, والحفاظ عليها, أحتراما لعقولهم وإنسانيتهم وفطرتهم السليمة, هذا الرب هو الخالق العظيم الذي نعرف.

سرعان ما بدأ الباحثون عن الرذيلة بأتباع الغرائز, وأتخذوا لأنفسهم أربابا, بما يتناغم مع أهوائهم, فكانت النتائج أنحدار لمستوى تترفع عنه الحيوانات, التي تتحرك طبقاً لدوافع غريزية بحتة, لأنها تفتقر ألى العقل, فهي من هذا الجانب تعتبر أفضل ممن يتبع هواه, لأنها مُسيرة لا تملك حرية الأختيار, بل أنها لا تملك القدرة على النفاق والتلون, وبذلك نضمن أنها لن تسخر طاقاتها لصناعة الشر, والسقوط في وحل الخطيئة, كما يفعل أشباه البشر, لأنها مسلوبة الإرادة.

أما الأنسان الذي زوده الرب بالعقل ليعرف خالقه ويعبده, فيختار بكامل أرادته أتباع الشهوات, بل و يسخر قدراته العقلية لخدمة مآربه, ويحول العقل مجرد تابع ذليل للغريزة وعبداً لها, فقد مر بمرحلة أختيار, يترتب عليها جزاء عادل فيما بعد.

المنحرفون ودعاة الشرف واللصوص وكل الخارجين عن القانون الإلهي يعبدون ربا آخر غير الذي نعرف, رب يأمرهم بالفسق, وهتك الأستار, والتجاوز على حرمات الناس وأنتهاك الأعراف, وسحق القيم, الا أنهم لا يعلنون الأيمان بربهم الفاسق جهاراً بل يرتدون أقنعة الفضيلة, التي دعا أليها ربنا الذي نعرف .

خلف تلك البزات الأنيقة كائنات لا تعدوا أن تكون أكثر من مجرد بهائم ناطقة تنازلت عن الضمير, والقيم الإنسانية.

مضامين قبيحة متشابهة, ووجوه بائسة مختلفة, وتنصيب آلهة الشهوات في معابد الأنحطاط, والعزف على أوتار الشرف, وأمتهان كرامة الناس, تلك هي أبرز سمات النفوس المنحرفة, والأفئدة الضالة, التي لا تعرف أو تعبد ربا آخر سوى الشهوة, وما أكثر هؤلاء في هذه الأيام!