قبة البرلمان .. صارت مثل سالفة ام زيدان .. تدعو قبيلتها الكبيرة لجمع الشمل .. والعشائر موزعة على الاحزاب ، مثل النمل .
وهذه هي الحالة الآن في البرلمان .. لا نصاب ولا احتساب .. لافعل ولا مفعول .. لا شمل ولامشلول ، ولا علة ولا معلول .. لا جلسات تفتح .. ولا اصوات تصدح .. حتى مطرقة رئيس المجلس ما عادت ترفع .. والقاعة الكبيرة ، فارغة مكفهرة ، القوانين معطلة .. والجلسات مؤجلة .. واغلب ممثلي الشعب .. خرجوا عن بكرة ابيهم .. غابوا وتغيبوا .. من اجل الدعاية الانتخابية .. لانهم شعروا وعلى حين غرة .. ان الشعب العراقي ، يعاني من الكآبة المزرية .. فقرروا ترويضه بالمشاريع الوهمية ، وترويحه بالالعاب البهلوانية ، والصعادات النارية.. والموائد الشيطانية .. و بصحوة نيابية .. تدعو لرفع الظلم والمعاناة .. عن شعب يعاني من الغلاء .. ونقص في الماء .. وعلة في الكهرباء .. وحكومته عاجزة عن الوفاء .
لهذا فلا بد من اصلاح الخلل .. وطرد الملل وعزف نشيد الامل .
وبقدرة قادر .. تحدث ( الهبة ) البرلمانية في الشوارع والساحات ، في البيوت والمحلات .. وتتوزع النشاطات والبركات والعطاءات السخية ، على المهاجرين والانصار .. في جميع القصبات والامصار ، ليتحول مجلس النواب .. من ” برلمان تشريعي .. الى برلمان خدمي ” .
وعليه .. فخروج البرلماني الى الشارع .. واجب كفائي ومطلب حياتي .. لتقديم الخدمات الفورية .. بما فيه من مصلحة وطنية ، للراعي والرعية .
وهكذا يتحول البرلماني المحصن .. الى برلماني محسن .. و من عضو ( مغفي .. ومطفي .. ومچسي ) يعاني من الضغط والسكر والچاي .. والكولسترول ، والانتربول.. الى ( سوبرمان ) فيصبح .. خلفة ، وخليفة .. ومقاول بقذيفة .. فيأمر بتبليط الشوارع .. وتنظيف الكوارع .. و ينصب المحولات .. ويطالب بالوقود للمولدات .. ويوزع الحصص التموينية.. ويتبرع بالاثاث والزوالي والصوبات والادوات الاحتياطية // وشبيك لبيك .. عزيزي الناخب .. انا عبد بين يديك .
طبعا .. كل هذا الكرم الانتخابي .. بفلوس الدولة وبسيارات الدولة .. وبحماية الدولة.
وشكرا .. للطبيبة المرشحة العلوية ، التي وعدت بفتح عيادتها مجانا للرعية ..
وشكرا لمعظم المرشحين من المؤلفة جيوبهم .. اهل التقوى والحمية .. من دولة الحاج ، الى فخامة اصحاب الباج ، الى المعالي صاحب المزاج .. اصحاب النخوة العظام ، الذين انفطرت قلوبهم ، وانكسرت خواطرهم ، على كثرة الارامل والايتام .
اخيرا .. ندعوكم الى المزيد من حملات ( الدعابة ) الانتخابية ، والهبات الترقيعية ، وتقديم المزيد من وجبات الباقلاء .. وبالدهن الحر .. لأننا في زمن صرنا لا نميز فيه ، بين السياسي الفاسد .. والسياسي الحر .