21 مايو، 2024 7:20 ص
Search
Close this search box.

دعاء صائم..!! اللهم لاترحم من لايرحم شعبه

Facebook
Twitter
LinkedIn

عشر سنوات ومصير آلاف من موظفي الدولة السابقين معلق في أروقة دوائر المساءلة والعدالة والجهات الادارية المرتبطة بها ، أو تلك التي تزودها بملفات هؤلاء الموظفين ، وهم من دوائر دولة مختلفة ، لم تستلم رواتبها ولو لقيراط واحد ، منذ ان وطأت أقدام  الأميركان  أرض العراق، وجاء بعدهم من تولى أمر العراق ، ولم يعيروا إذنا صاغية لدعوات الالاف من العوائل التي تم حرمانها بلا ذنب إقترفته، سوى أنها عراقية ، لم تأكل السحت الحرام، ولم تسرق ولم تقتل، ولم تكن ملفاتها قد أشارت الى انها سرقت او إستحوذت على ثروات العراقيين، وكانت اياديها بيضاء ، ومع هذا عوقبت بمثل هذه العقوبة التي لابد لرب السموات والأرض ان يبيد عروش من أرتكبوها ظلما وعدوانا، ويدخلهم نارا موقدة ، في جهنم خالدين فيها وبأس المصير.
عشر سنوات مضت أو يزيد والاف العوائل العراقية يبقى مصيرها محكوما بمن سرق وعاث فسادا في ثروات العراق وأمواله ومصير أجياله، ولم يرتجف ضمير أو يستيقظ من سباته، لأنين تلك العوائل واطفالها وشيوخها، ومع هذا استعانت تلك العوائل بالله الواحد الأحد وبقيت مكابرة لا تمد يدها الا الى حلال يرضاه رب السموات والأرض، لانها كانت من ذلك النبع الطيب الاصيل، الذي أعتمر بالايمان وبالضمير الاخلاقي الحي، ولم ينجرف الى مالا يرضاه الله، رغم قساوة العيش وشظف الدهر ووقعه البالغ عليها ، وبقيت صابرة تشتكي أمرها الى الله العلي القدير، الذي لايحمد على مكروه سواه، وحفظت عرضها وشرفها وتاريخها من ان تدنسه الاقدار اللعينة التي انخرط ببحورها وفجورها كل من لم يضع الحياء نصب عينيه ، وبخشى لومة رب الكائنات من ان يطاله الحساب يوم لاظلل الا ظله.
عشر سنوات مضت، والاف العراقيين والعراقيين الصابرات المؤمنات اللواتي ضرين مثلا رائعا في الصبر والمجاهدة والايمان الحقيقي بالله ورسله وأنبيائه، غير هيابين، يتزودون من تقوى الله ما يغني القلوب، وما يشفي كل مرض خبيث، بعناية الله وحفظه، وكتبوا في سفرهم الخالد انهم أناس يستحقون الحياة، مثلما يستحقون رحمة رب السموات والأرض، واللعنة على من أصابهم بأذى وتسبب لهم بكل هذا الحرمان والاجتثاث اللعين، وهم في رمضان الكريم يناشدون الباري جلت قدرته ان يبطش بالظالمين والمتكبرين ومن أساء الى العراقيين والعراقيات وحرم اطفال العراق وشبابه ونساءه وشيوخه من ان يشربوا من ماء العراق ويأكلوا من خيراته وزاده، في سابقة خطيرة، فاقت كل جرائم النازيين وفاقدي الشرف ، في ان فعلتهم هذه تلاقي استهجان كل صاحب ضمير، وكل من لديه دين أو مبدأ او صلة رحم، وعسى الله ان يشفع لهذه العوائل بأن يمنحها شرف إستحقاقها بأن يسكنها في عليين، لان حياتها لم تعد تجد فيها ما يعوضها عن حرمان تلك السنين الجائرات الغائلة في الظلم والاضطهاد والتعسف وانعدام الخلق والضمير، وكيف ترتجي ممن فقد ضميره وباع شرفه ودينه وكرامته، ان يرتجى منه املا أو عمل خير، لانهم أبعد ما يكونون عن فعل الخير أو صنع الفضيلة، وابتعدوا عن دينهم وملتهم وأخلاقهم وباعوا شرفهم بثمن بخس، لم يبقوا دارا للشرف الا وحاولوا انتهاكها وللدين من شوهه وملأ الارض فجورا وظلما وعدوانا ، الا تبا لكل من أفسد وحرب وقتل وهجر واعتقل وحرم الاف العراقيين من ان يروا نور الشمس وهم أبرياء صامدون، لايرتضون ان تمتد أيديهم الى السحت الحرام او ان تدنس أياديهم بفعلة يستهجنها انسان، وبقيت صفحاتهم بيضاء تسر كل متطلع للخير والفضيلة، وهم الذين سيكب الله لهم المقام المحمود، على صبرهم وجلدهم وعلى ان يحمدوا الله في كل الأحوال، لانه منحهم كل هذا الصبر والضمير الحي والخلق الرفيع، الذي يضاهي كل اموال الدنيا ، وما فقدوه، وهم الذين تقتدي بهم الأجيال في أن يكونوا عنوان شرفها وطهارتها وسلامة موقفها، حتى إكتسبت كل هذه المنزلة الرفيعة في الدنيا والآخرة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب