25 نوفمبر، 2024 7:28 ص
Search
Close this search box.

دروس من السفر الجهادي لشهيد المحراب / ح3

دروس من السفر الجهادي لشهيد المحراب / ح3

عمليات حرية العراق

سقط صنم بغداد, تشظت قوته الغاشمة, وأرغمت تلك الأنوف التي طالما أذاقت الشعب العراقي أنواع الظلم والإضطهاد, فكانوا ما بين هارب لا يلوي عن شيء, وبين قتيل تشيعه لعنات المظلومين, أو سجين بيد القوات الغازية يُسقى كل يوم من كأس الذلة والمهانة, وهنا تولدت نتيجة هذا الوضع مصطلحات جديدة تحتاج أن تدرس بصورة صحيحة ليتم إتخاذ الإجراءات السليمة لغرض العبور بالشعب العراقي إلى بر الأمان.

الإحتلال , فقدان الأمن , فقدان النظام, مصطلحات برزت على الساحة العراقية مع بداية دخول دبابات التحالف الدولي إلى بغداد, ولشدة ما وقع على الشعب المظلوم من محن وحرمان, خرج البعض وكأنه أفلت من عقال, فراح يتعامل من الوضع وكأن كل شيء مباح, وبدأ كل شيء يتجه إلى المجهول, حيث اللادولة واللانظام, وكان لابد من التصدي لهذا الأمر, وقد حدد شهيد المحراب ذلك بأنه على القوى السياسية والإسلامية منها على وجه الخصوص أن يكون لها دور كبير في مواجهة هذه المشكلة , وأيضا القوى السياسية الأخرى، يجب أن يكون لها موقف حازم وجريء، أمام هذا الإمتحان العسير, ولابد للشعب أن يتحمل دوره الكامل، في حفظ النظام فليس الأمر محصور على المرجعية الدينية والقوى السياسية .

شرح شهيد المحراب قضية الإحتلال بانها العمليات العسكرية التي شنت على النظام البائد لغرض إسقاطه سميت بعمليات حرية العراق , ولأن هدف الإطاحة بالنظام هو هدف لجميع الشعب العراقي ، إستبشر الجميع بهذه العمليات، والتي مهما كان إستبشار المواطنون بها الا إنها تبقى قانونيا عملية إحتلال، ولذلك يجب أن تدرس هذه العمليات من قبل رجال القانون والمختصين، وتبحث سياسيا لكي يفهم الشعب مدلول سلطة الإحتلال ومعنى سلطة الإحتلال.

شهيد المحراب تطرق لقضية الأمن، وهي أهم قضية يعيشها الناس هذه الأيام، إذ إن اي مجتمع يفقد الأمن، لا يمكن ان يمارس دوره الصحيح في الحياة، سواء أكان دورا سياسيا أو علميا أو إقتصاديا، أو أي دور أخر من نواحي الحياة .

فقدان النظام ، وعدم وجود دولة تدير شؤون الناس، يعتبر من أكبر المشكلات التي يعاني منها المجتمع بصورة، عامة والمظلومون والمستضعفون والمحرومون بصورة خاصة ، ولا يمكن لأي طبقة من طبقات المجتمع أن تأخذ أي قرار فيها.

رؤية سماحة شهيد المحراب قدس سره، إن المرجعية الدينية بعلمائها الأعلام هي من يجب أن تتصدى لهذه المسؤولية , مسؤولية حفظ النظام، لما وهبها الله من موقع وقدرة على التفكير، وإتخاذ القرار وما لها أيضا من تأييد كبير من أوساط المجتمع

· المقال مستوحى من الخطبة الثانية / الجمعة الاولى ( 30 / 5 / 2003 )

أحدث المقالات

أحدث المقالات