تحرير العراق من العصابة اللاإنسانية, وبناء الجماعة الصالحة , من أولويات جدول أعمال شهيد المحراب سواء في أيام الغربة والجهاد, أو بعد عودته إلى العراق, كما أسلفنا, وقد قدم نفسه خادما للمراجع الكبار, ومقبلا أياديهم , وكذلك خادما لأبناء الشعب, ولعل من أهم شروط تصحيح مسيرة الأمة, هو إستنهاض الروح المؤمنة بكل الوسائل وجعلها ترتقي في طريق الهداية والصلاح, فسعى لإقامة صلاة الجمعة في حرم أمير المؤمنين عليه السلام, وتلك كانت بداية الطريق.
صلاة الجمعة, شعيرة مقدسة لها فوائد عظيمة, وقد ورد الحث عليها في القران الحكيم, وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم وكذلك الأئمة الأطهار من ال البيت, كما جاء في الذكر الحكيم, ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ), وقد تمت مشاورة العلماء بإقامتها وضمن الضوابط الشرعية التي وضعها الشارع المقدس وأخذ موافقاتهم بخصوص إقامتها في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ولأول مرة.
صلاة الجمعة لها ضوابط شرعية مهمة, من خلال الأبحاث الفقهية لعلمائنا الذين يعتبرونها واجبا تخييريا, بين إقامتها بشرائطها وضوابطها, وبين صلاة الظهر الرباعية, لذا يجب إحترام الأراء الفقهية تجاه هذه الشعيرة, ولأننا في عصر الغيبة فمن الطبيعي أن يكون العديد من الاجتهادات, فهناك من يقول بوجوب صلاة الجمعة , ورأي أخر يقول بالتخيير, وراي ثالث يشترط وجوبها بوجود الإمام المعصوم, ويجب أن نعتمد على كل هذه الآراء ونحن نقدم على أمر مهم جدا, وهو إقامة صلاة الجمعة.
صلاة الجمعة المؤتمر الذي يجتمع فيه المسلمين كل إسبوع, ونحن نريدها رمزا لوحدة الأمة لا لتناحرها وإختلافها, وكذلك الإهتمام الروحي والمعنوي والعبادي, من خلال الموعظة الحسنة من أهداف هذه الشعيرة المقدسة, وكذلك الإهتمام بالجانب الثقافي، للجماعة والأمة من خلال توعية الأمة، وجعلها قادرة على تشخيص مواقفها، في مسيرتها للوصول إلى الأهداف المرجوة من هذا الإجتماع , والمحافظة على الضوابط الشرعية لتحقيق الأهداف الإلهية التي وضعت من أجلها هذه الشعيرة.
· المقال مستوحى من الخطبة الأولى/ الجمعة الاولى ( 30 / 5 / 2003 )