5 نوفمبر، 2024 4:52 م
Search
Close this search box.

دروس من أحداث فرنسا

دروس من أحداث فرنسا

صدق من قال ( من زرع حصد).ضرب الأرهاب باريس ومدن فرنسية أخرى ضربات موجعة فسقط 12 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى في هجوم على مجلة شارل إبيدو.وبهذا إرتد الأرهاب على من أسس له. ولا عجب فالأرهاب لا دين له ولا وطن ولا منهج ثابت ولا هدف سوى الدمار أينما حل وإرتحل.وعقيدته من ليس معنا فهو ضدنا. وقتله وهتك عرضه وسلب ماله حلالٌ وواجب شرعي.

المتتبع يعلم مَنْ أنشأ القاعدة ,ومَنْ مولها ومن رعاها , إنها دول كبرى تدعي السلام والحرية والديموقراطية .ولكن وفق المصالح والمخططات المعلنة والمخفية . ودول ذليلة تابعة تمول وأراضيها جامعات تخرج الأرهابيين وتؤدلجهم فكرياً وعقائدياً ,وتشحنهم بسموم الطائفية وكره الآخرين ,وتبيح دماءهم وأعراضهم وممتلكاتهم خلافاً لعقيدة الأسلام ومنهجه. فمن زرع الأرهاب حصد ريعَ عمله عندما إرتد الأرهاب عليه.

الغرب عامة وأوربا خاصةاليوم باتت تحت طائلة الأرهاب .مفتوحة أمامه. يتجول بها بكل جرأة .يضرب في أميركا وإستراليا وكندا وفرنسا ضربات موجعة نوعية. والدلائل تشير الى إنَّ الأرهابيين الذين نفذوا هذه الهجمات مدربون تدريباً عالياً تقنياً .وقد خُطِطَ لهذه الضربات تخطيطاً بارعاً محكماً.فالخلايا النائمة والذئاب الناعسة إستيقظت.وباشرت أعمالها الأجرامية جمعاً وفرادا.بعد أنْ غُسِلت أدمغتهم وإقتنعوا بأن الجنة لهم وحدهم وتنتظرهم فيها الحور العين.

وكما كان القرن العشرين قرن صراع بين الشيوعية والرأسمالية. فالقرن الواحد والعشرين قرن صراع الأرهاب الملتحف بعباءة الأسلام و الحضارة والمدنية والأنسانية .ووراء كل هذا من أسس للأرهاب وأعطاه الذريعة الأيدلوجية ومن موله ومن يفتي له بجواز إرهابه.

من هذه الأحداث الأجرامية نستخلص دروساً هامة ويجب أن يستخلصها بشجاعة أربابُ السياسة في الغرب عامة وأميركا خاصة .فالحرب على الأرهاب ليس بالسلاح والضربات الجوية فقط ,بل بعمل عسكري جاد واسع وإنزالٍ جوي صاعق على مراكز الأرهابيين وقياداتهم لكسر شوكتهم ,وتجفيف منابع الأرهاب ومصادر تمويله ومحاربة المؤسسات التي ترعاها دول تروج للفكر الأرهابي مستغلة جريمة كبرى إرتكبت بحق العرب والمسلمين بسلب الفلسطينيين حقهم بإقامة دولتهم في فلسطين ,والوقوف بجانب إسرائيل بوقاحة, وعدم إدانتها عندما تقوم بأعمال إجرامية بحق فلسطين وأهلها .وتستبيح مقدسات المسلمين فيها. وهذا هو ذريعة الأرهاب الكبرى التي يستغل بها عقول البسطاء ويحرضهم على ما يسمى بالأستشهاد من أجل الأسلام. فالقضاء على الأرهاب يتطلب الأخذ بيد الدول البائسة الفقيرة ومساعتها لبناء إقتصاد يردُّ عن شعوبها غائلة الجوع والجهل والمرض . لا نهب ثروات هذه الأمم.

إن الأساءة المستمرة للمسلمين ونبيهم الكريم بذريعة حرية التعبير. ونشر الرسوم الكاركتيرية المسيئة هو من أعطى الذريعة للأرهاب بفعله المشين. فحرية التعبير يجب أن تتوقف عند الأساءة لمقدسات الشعوب والأمم ورموزها.

دول الغرب تظن إن ما قامت به مجلة شارل عندما نشرت كاركتيرات مسيئة للنبي الأكرم هو حق مشروع تكفله الديموقراطية وحرية النشر. وهذا خطأ فاضح ودافع للجريمة .وهم يعلمون إن المسلمين يعتبرون المساس بنبيهم خطٌ أحمر ومساس بشرفهم ومعتقدهم. فهل الحرية تعني حرية الأساءة وتحقير الآخرين؟هذه مفاهيم خاطئة للحرية والديموقراطية .

دروس وعِبر على أصحاب القرار العالمي إدراكها فالحرب على الأرهاب ليست عسكرية بحتة فقط .بل بمعالجات هامة تتطلب شجاعة وجرأة وعقلانية . أهمها إحترام الأسلام ومقدساته ومنع الإساءة إليه, وإنصاف المسلمين والعرب في فلسطين ,وتجفيف منابع الأرهاب الفكرية والمالية ,ومعاقبة الدول التي ترعى الأرهاب وتدعمه بالسر والعلن ,لا التلويح بالتجويع والحصاركما فعلت الولايات المتحدة وإسرائيل بتهديدهما السلطة الفلسطينية بقطع المستحقات المالية والمساعدات المالية إن أصرت على طلب العضوية الكاملة بالأمم المتحدة وهو حق مشروع.

أما نحن في العراق فالدرس بليغٌ وواضح فالقضاء على داعش والأرهاب غير ممكن بالأعتماد الكلي على الآخرين .بل على العراقيين أولاً .وهذا يحتاج لوحدة الشعب وإجراء مصالحة وطنية صادقة ,وعدم حصر هذا الأمر بالكتل السياسية النافذة بل بإشراك النخب الشريفة المثقفة المشهود لها بالوطنية لنؤسس لدولة جديدة بمفاهيم جديدة وعقد إجتماعي جديد . فهل من متعظ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات