8 أبريل، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

دروس في فن التسقيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع حلول موعد اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق واقتراب موعدها , بدئت البعض من النخب السياسية العظيمة في العراق !! بحملات التمشيط الداعية للتسقيط من اجل تشويه صورة شخص ما او حزب او فئة ما , ان التغيير الذي اصاب العراق والتغير النوعي والسريع مرورا  من حكم الحزب الواحد والرجل الواحد الى التنوع السياسي والتعدد الانتخابي ودخول الاحزاب التي لم يحصى عددها الحقيقي لغاية الان , فسح المجال امام دخول الجهات المندسة والطامعة في ارض العراق وخيراته , فدخول العراقيين في هذه التجربة دون المرور بفترة انتقالية قد يولد ظهور عادات وثقافات ربما تكون هي وليدة الفترة المغيبة ذاتها وتغير المناخات السياسية فمن الدكتاتورية مباشرة الى الديمقراطية !! التي ربما لم تتحقق بشكل الذي كان يطمح له اشرف العراقيين , فلمسؤلون اليوم يتراشقون ويتبادلون التهم فيما بينهم ظنا منهم انها الطريقة المثلى لتلوين صورهم الزاهية !!  فبدل ان ينتظر العراقيون مناهجا وجداولا تخص المرشحين ممن يحاولوا الوصول للفوز بلمقعد البرلماني , يظهر لنا النائب الفلاني ليصطاد في الماء العكر للنائب الاخر او المسؤول الفلاني والذي من المفروض هو زميله في العمل السياسي ويمكن ايصال مايريد منه بدون اللجوء الى اجهزة المايكرفون والتشهير بطرق الرخيصة عبر وسائل الاعلام ان كان هنالك قصدا للتقويم او اصلاح البلاد !! وطبعا يسير ذلك كله بطمس وغياب الحقيقة عن الشعب العراقي الخاسر الاكبر من كل مايحصل هنا وهنالك ..ان توجيه اللوم دائما للمسؤول او النائب قد يحمل في بعض الاحيان غيوما من الظلم كون ان المسؤول او النائب لايتحمل مسؤولية الذي يحصل هو وحده كانه هو الالهة التي لاتخطأ  !! ليس دفاعا عن  المسؤول الذي يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية فلمواطن هو صاحب القرار رضينا ام لم نرضى فلمواطن هو جزء مهم من المسؤولية في العراق ..واعطيكم مثلا بسيطا وسريعا ..ففي سنة من السنوات الماضية وعند اداء عملي في تقديم  احد البرامج لاحدى الفضائيات والذي كان يحمل طابعا خدميا تجولت انا ومعي كادر التصوير في احد مناطق ضواحي بغداد وكنت برفقة بعض المسؤولين المحليين في تلك المنطقة فتوجهت الى كومة من القمامة التي ظهرت على شكل جبل كبير وسط اهم الساحات العامة في ذات المنطقة  ولكن العجيب ليس بمشهد القمامة المرتفعة ولكن العجيب بجوارها حيث وجدت ثلاث حاويات لحفظ القمامة من النوع العملاق والتي احتوت على حجم متواضع  لحفظ القمامة فيها !! تعجبت كثيرا ونحن على الهواء مباشرة , فوجهت سؤالي  الى الناس من يتحمل الخلل المسؤول المحلي في المنطقة ؟؟ الذي وفر ثلاث حاويات كبيرة لحفظ القمامة ام المواطن الذي يعيش في تلك المدينة الذي فضل رمي القمامة في الشارع بدلا من وضعها في مكانها الصحيح !! توجهت مباشرة الى المسؤول المحلي الذي بدت عليه معالم الانزعاج واضحة جدا بسؤال هو هل ان تلك الحاوية قد جهزت الى المنطقة في وقت متأخر؟ فقال لا , انها جهزت قبل عام من الان !! تعجبت كثيرا من اجابته التي واردتني الشكوك حولها فظننت انها محاولة للخروج من ازمة الحوار المباشر على الهواء .. انتهت الحلقة وبعدها اجابني هذا المسؤول وقال لي ” اجباتي التي تخص سؤالك عن الحاوية كانت كاذبة !! والجواب الصحيح هو ان في هذه المنطقة من يعمل على تسقيطي اعلاميا وخلقيا بين الناس فهم يتعمدون وضع مخلفاتهم في الشارع ؟ قلت له ولماذا ؟ فقال : انهم يفعلون هذا الشيئ نتيجة توجيهات من احدى الجهات في ذات المنطقة التي حرمت انجاح عملي خدمة لسكان هذه المنطقة !! هؤلاء السكان الذين انصاعوا الى حديث تلك الجهة بشكل عجيب لاغراض التسقيط وخذولي امام الناس ..ان الذي يجري في تلك المنطقة من بغداد هو ثمار تنافر وتقاطع السياسيين العراقيين فيما بينهم الذين علموا هذا الشعب المسكين اساليب جديدة وفنون في تسقيط الشخصيات المتزنة والمحافظة والنزيهة من هذه البلاد بسرعة فائقة , لتتسع هذه الحالات لتشمل الطبقات العامة من الشعب فمواقع التواصل الاجتماعي تخوص بهذه الحالات السيئة فنسخ صورة شخص معين من موقعه الشخصي واستخدمها بعدة استخدامات هي جزء من تلك الحالات التي ان دلت على شيئ فتدل على ارتفاع حصيلة الانحطاط  في فئات معينة حتى ولو كانت قليلة من هذا الشعب العريق فهي علامات مظلمة لاتجدر بحقنا كعراقيين , فاسلوب القذف والتشهير اصبحت ثقافة عكسية اكتسبها ضعاف النفوس في العراق كثيرا للتخلص من الشريف والمستقيم والمحب لهذه الارض او لغرض المنافسة المتسخة ” اجلكم الله ” .. اخوتي انني اكتب لكم كونكم اقلام العراق وصوته العالي الدؤوب فصحفيوا العراق هم اداة الاصلاح وتقويم الاخطاء فانتم  من تمتلكون حق التأثير على هذا المجمتع وان تحاولوا جاهدين على مكافحة هذه الحالات السيئة والدخيلة على بلدنا وان توضح للسياسي المستجد كيفية خوض غمار المعارك الانتخابية بشرف ومهنية بعيدا عن الطرق الملتوية التي اصبحت ظاهرة في عراقنا الحبيب مع الاسف الشديد وتقديم النصح والتحذير على ضرورة  ابتعاد بعض الساسة عن هذه الاعمال المخزية المهتمة  في تحوير الارقام وتحريف الكلام وتزوير الظمائر وتشويه الصور ولاتنسوا اننا من علم الانسان على سطح الكرة الارضة معنى الوطن والحضارة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب