الخطيب والآداب العامة : هناك ادأب اخلاقية عامة .. ومهام عملية خاصة .
آداب اخلاقية عامة : الخطيب الحسيني باعتباره الوسيط الناقل لفكر أهل البيت{ع} للناس، ومن أوائل المتصدين لهذه المهمة، لا يمكن أن ينجح في مهمته ما لم تكن شخصيته ذات مواصفات وعنده معلومات تؤهله للنجاح في دوره التبليغي.. والصفة الاولى التي يجب أن يتوافر فيه هي ان يعتبر نفسه خادما عند الحسين{ع} ويعتمد عليه في موارده .فيتخلص من النزعة المادية ولا يندفع لفرض مبالغ على الناس من اجل المحاضرات الدينية الحسينية .نعم هو يستحق أتعابا مقابل ما يقوم به لأن رزقه وقوت عائلته يتعلق به .لكن لا تكون غاية الخطيب تحصيل المال فقط قبل تفكيره بالمبادئ والقيم العظيمة التي يسعى لغرسها في عقول الشباب ونفوس الناس جميعا.
ثانيا: التواضع مع الاعتداد بالنفس:أن يتحلى الخطيب الحسيني، بشخصية وسطية بعيدة عن الافراط والتفريط. واهمها ان تكون علاقته بالناس والتواصل في افراحهم واحزانهم .مع احتفاظه باعتداد النفس .ان لا يكون متكبرا ولا تافها ..وان لا يحول جلساته الى فكاهة . ومن الشروط المهمة على الخطيب ان لا يلتقي مع اشخاص هابطين اجتماعيا , آو في اماكن لا يرضى عنه المجتمع.
ثالثا: النظافة العامة: من النقاط المهمة النظافة العامة للملابس التي يرتديها وونظافة الجسم وان لا تكون الملابس ممزقة{ الجوارب} او ياقة القميص. وعدم تكثيف اللحية بل تحديدها . وقص الشوارب وترتيبها.
**** المهام العملية الخاصة : اولا : اعتماد المطالعة المستمرة والثقافة العامة.ولا بد ان يطالع الخطيب في كل يوم من {3 ــ 4 ساعات} وبهذا لو استمر شهرا فانه قد درس 120 ساعة متواصله.. وفي السنة 1440 ساعة.
ثانيا: ان يكون الخطيب مجددا يتناول حوادث المجتمع, فيكون بحثه رصينا يستند للقران الكريم والحديث الشريف من النبي{ص} والائمة المعصومين{ع} وعدم تكرار المجلس مرتين في مكان واحد .. وعدم الاعتماد على المجالس المنشورة في الكتب الخاصة بالمجالس الحسينية.
ثالثا: هناك ظاهرة سببت تراجعا كبيرا في الثقافة المنبرية . وهي الاعتماد على المراثي والبكاء وعدم الاهتمام بالثقافة الاسلامية والاجتماعية والاخلاقية. وهذا سبب ضياع اغلب الشباب من الجنسين . وهناك التفاف من بعض الخطباء ان ياتي بأية قرانيه ولا يعرف تفسيرها, ولا يعرف يحضر للمحاضرة. وهذا يجعله يعتمد على السوالف السياسية والنقد للحكومة ونقد بعض الشخصيات.. وبهذا ابتعد عن المهنية التبليغية .
رابعا: لا بد ان يعتمد الخطيب على{ التمثيل } وهو ان تنقل صورة الحدث الى ذهن القاريء وهذه تكون في حال الانتقال من البحث الى المصيبة” الكوريز” .مثال: تتحدث عن العطش وتذكر ابي الفضل العباس حين ملك المشرعة.. ويكون بعدها مباشرة بيت شعر قريض او شعبي ونعي.