تمر علينا في كل عام ذكريات كثيرة لا تترك فينا الكثير من الاثر لانها تمر من دون ان نقف طويلا لنتامل في مراحل حياة اصحاب الذكرى لعلنا مجد في سيرتهم حلولا لما نواجهه الان من مشاكل متجددة سواء كانت مشاكل اجتماعية ام سياسية او غيرها.
وكل مناسبة من تلك المناسبات فيها الكثير من التفاصيل النافعة في حياتنا الحالية خصوصا المشاكل الاجتماعية والاخلاقية وصاحبة هذه الذكرى ارتبط اسمها بكثير من المفاهيم المهمة في حياة الانسان على مر التاريخ .
وكان هذه السيدة رمزا من رموز العطاء الانساني على مستوى التضحية والاباء فقد ارتبطت سيرتها بالتضحية بطريقة ليس لها نظير في التاريخ الانساني .
وتوجد قضية سلبية في التعامل مع هذه الشخصية وامثالها حيث يتم التركيز على بعض الجوانب الواضحة واغفال الجوانب الاخرى وهذه مسالة حصلت كثيرا مع كثير من الشخصيات المعروفة لان بعض الجوانب كانت بارزة جدا فجرى التعتيم على بقية الجوانب الاخرى بطريقة غير مقصودة وادى هذا الامر الى ضياع الكثير من الجوانب المهمة في حياة الكثيرين وهي جوانب لا تقل اهمية عن تلك الجوانب البارزة .
وبالنظر الى كون صاحبة المناسبة امراة وعظيمة في جانب التضحية والايثار فمن المهم جدا ان نرى بقية الجوانب في حياتها لان الحديث في جوانب حياة غير المعصوم يشكل حجة واضحة لمطالبة النساء الاخريات في هذا الزمان لجعلها قدوة لهن في حياتهن .
ويبرز اول امر في حياة هذه المراة انها زوجة وام ومن الطبيعي ان نرى بوضوح كيف تكون المراة الام من خلال سيرة هذه المراة التي وصلتنا ومن المهم البحث عن تلك الجوانب التي لم يتم التركيز عليها لتكون منهاجا في حياة النساء الاخريات .
كما يبرز جانب لا يقل اهمية في حياة المراة وهي ا نام البنين لم تكن زوجة اولى بل كانت ثانية ومن الواضح ان كثيرا من النساء اللائي مررن بهذه التجربة كن بحاجة ملحة لمعرفة كيف تتعامل المراة الثانية من خلال سيرة هذه المراة العظيمة .
ولم يتحدث التاريخ عن جوانب سلبية في هذا المجال مع ان مثل هذه الجوانب السلبية قد وردت في سيرة بعض الائمة عليهم السلام مع بعض نسائهم وبما ان الزواج الثاني كان هو الامر البارز والمعتاد في الحياة الاجتماعية حتى عند بعض حياة المسلمين الاوائل .
ولا ادري اي عذر تقدمه المراة في هذه الايام لرفض الزواج الثاني من قبل زوجها وهي ترى كبار عظماء التاريخ من النساء قد اصبحن زوجات اخريات ومن غير الطبيعي ان تطالب المراة بالبقاء في بيت اهلها لان هناك من يرفض القوانين الشرعية بحجة الشعور بالضيق النفسي من وجود امراة اخرى في حياة زوجها مع ان ام البنين رضي الله عنها كانت زوجة ثانية كما انها صارت لها ضرتان اخريان تزوجهما علي وهي حية الى اخر لحظة في حياته عليه السلام .
وهذه الجوانب تبدو غير واضحة في سيرة هذه المراة العظيمة مع انها تعد منهاجا لكل نساء الدين بان ما قاله علي عليه السلام وهو قوله (غيرة المراة كفر وغيرة الرجل ايمان) قد تجسد فعلا في حياة ام البنين المراة التي برزت قدوة لكل النساء في التضحية وان الجانب السلبي في هذه القضية قد برز في سيرة حياة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام التي جسدت الجانب السلبي لقول الامام علي عليه السلام ومن الغريب ان البعض لذاجته يجعل مثل هذه التصرفات مقبولة حتى يبرر للنساء مثل هذه التصرفات المشينة .
ومن الغريب ان نجد نساء الشيعة يحتفلن بمناسبة وفاة هذه السيدة العظيمة ويتركن سلوكها في هذه الجوانب المهمة ويقفن بالضد من سيرة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام الا في هذه القضية فكأن فاطمة قد ظلمت من جديد على يد نساء عصرنا عندما تمجد في كل تصرفاتها الا في هذا التصرف البارز مع انه من اهم الامور التي تحتاجها النساء في هذا الزمن خصوصا مع وجود اكثر من ستة ملايين امراة بين ارملة ومطلقة وهو رقم يبعث على الخطر من وجود طوفان من المشاعر المكبوتة بسبب غير النساء اللائي جعلن عائشة قدوتهن وتركن ام البنين وهذا من اشد حالات النفاق التي تعيشها المراة في زماننا لانها تخاطر بضياع اخلاق المجتمع وانحدار القيم بدل ان تنظر الى العبرة في عدم وجود شكوى من هذه الظاهرة التي كانت هي الحالة العامة في كل مفاصل تاريخ المراة المسلمة .
مع العلم ان بعض العلماء من المجتهدين المعاصرين يرى ان الاصل هو ان يكون الرجل متزوجا من زوجتين لا واحدة من خلال تفسير الايات القرانية الواردة في بيان عدد النساء بالنسبة للرجل الواحد.
فسلام على عظمة ام البنين التي تجسدت في هذا الجانب كما تجسدت في غيره .