8 أبريل، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

درس أخر في السياسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كما أصيب التحالف الوطني الحاكم في العراق بالشلل، بسبب ضعف أداء رئيسه السابق أبراهيم الجعفري، كمرحلة أولية ليعم الشلل والركود أيضا، كل المنظومة السياسية في العراق، ما أنعكس سلبا على الأداء الحكومي في تنشيط وتجديد الطرح السياسي لأنعدام الأستشراف في الرؤية.
حالة اليأس والخمول لم تصب المواطن البسيط وحسب، بل أصابت كل السياسيين، الفاسد وغير الفاسد، وهذا الخمول في الحراك السياسي موجود في أغلب بلدان العالم، ولابد أن يصيب الهياكل السياسية
لأي بلد، في وقت من الأوقات، ولا غرابة في الأمر، الغريب أن اللاعب في السياسة عندما يتناسى أنه عنصر يعمل في فن متحرك وغير ثابت، يتحرك وفق مصالح الوطن، أينما أتجهت يتجه، بينما تبقى الأوطان ومصالحها ثابته لأنها هي الهدف.
خير دليل على حركة ورؤية السياسي الناجح هي مقولة عمار الحكيم، خلال أعلانه لتيار الحكمة الوطني، عندما قال، أن عراق 2003 هو غير عراق 2017 وأنظر معي لتجلي المعنى العميق لهذه المقولة، والمعنى هو أن مصلحة العراق كانت تتطلب بناء الأسس الهيكلية الأنتقالية والدستورية في 2003 لنقل النظام من الدكتاتورية الشمولية الى الديمقراطية المدنية، ليقوم على هذه الأسس الآنفة بناءات لاحقة، وقد جاء دور هذه البناءات في عام 2017 وعنوان العمل فيها هو ترسيخ مبدأ المدنية ومواكبة الحداثة والسير بعقلية الحاكم وليس عقلية المعارض، والفرق بين العقليتين كبير، وتتعزز هذه الأنتقالة بقوة بعد النصر على داعش. أغلب الاحزاب المعارضة للسطة البعثية، كانت ترفع شعارات، وتتبنى أفكار، لايمكن لها أن تسير بها الى ما لانهاية، لأن الواقع يتطور والأنسان يتطور بمفهومه ونظرته للحياة سياسية كانت أم غير سياسية، وإصرار الأحزاب وخاصة الحزب الحاكم (الدعوة) على نفس النهج، هو الذي جعل الناس تتذمر من الواقع الهزيل والمرير لطريقة الاداء مما انعكس سلبا على الخدمات والبناء، هذا فضلا عن الفساد في منظومة الحكومة والأحزاب.
تبني عمار الحكيم لمبدأ التجديد، وزج الشباب في المواقع التنفيذية، لحزبه السابق المجلس الأعلى، ومحاولته إنهاء حالة اللاسلم من خلال مبادرته المهمة(التسوية التاريخية) التي وافق عليها جميع أعضاء التحالف الوطني، أثار حفيظة الكوادر القيادية من كبار السن، والمعروفين بالحرس القديم، وكذلك الواقع المزري الذي يعيشه الشعب العراقي، بسبب الفساد والبيروقراطية، والروتين المزعج، والعسكرة في أغلب مناحي المجتمع، كل ذلك دعاه ليزلزل الساحة السياسية، بتركه للمجلس الأعلى، واعلانه لتياره الجديد، بتشكيلاته الشبابية النشطه والحيوية، والمتسلحة بالحداثة والتكنلوجيا.
ومع وجود ثلة مخلصة من القيادات القديمة لحزبه السابق، وحزمة جديدة من المبادئ المعاصرة، والموروثة من تاريخه الأسلامي الرصين، لآل الحكيم، وكذلك الواقعية الراهنة، والمبدئية، والميدانية في العمل، الملامس لواقع الجمهور، واشتراطه على قياداته الجديدة تقديم كشف حساب أمام هيئة النزاهة، كل ذلك أعطى دفعة مهمة، لأعادة الحياة للعملية السياسية، وتنشيط الفكر المتراخي للسياسيين العراقيين واعادة ثقة المواطن بهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب