23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

دردشة حزينة مع علي بن ابي طالب

دردشة حزينة مع علي بن ابي طالب

ياامــير الانسانية، حال الامة الامة الاسلامية التي شاركت في تأسيسها وضحيت من اجلها تغير مساره فقد انشغل ناسها بقشور الدنيا ولذتها وبات سفك الدم اقصر الطرق وامتعها لنيل الغايات ومات الحوار وكفنوه إلى الابد،ياسيدي أنها خير امة اتقنت فن الذبح واساليبه ولم تبق مقاماً محفوظا لطفل أورضيع أو أمراة أوشيخ أوعجوز أوشاب، تريد قتلهم جميعاً بلا ذنب ولا جريرة ، ياسيدي أن أمة محمد اليوم لاعلاقة لها بقولك : الناس صنفان أما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق، وبات دستور أحدهم أما تكون معي في السفح والقتل أو أن تصبح عدوي وهدفي .
أمة اصبح الارهاب هوايتها الاولى وبابا لدخولوها،العدل لاقيمة فيها له، دعني اخبرك عن شيء اخر قد تحزن عليه كثيرا، بفضل فرقة هذه الامة وصراعها على الماضي دخلت علينا أجساد نتنه فُتحت لها الابواب وزودت بالسلاح ونصبت ابا بكر البغدادي خليفة المسلمين ووالي نعمتهم وقاتل المختلفين معه ليس ذلك فقط بل تحول المسلمون إلى شعوب وقبائل متناحرة مختلفة على الماضي ومشاكله،وغاب الحوار بين اقطاب الامة وحكمائها وأنتشر التطرف في اقصاع الارض وربوعها واشتريت الذمم واصبح الباطل مستحباً والحق مكروها.
وبات احدنا لايحب لغيره مايحب لنفسه والكرسي غايته والحقد على الناس طريقته والمشي في الارض بطراً مرحاً لا يُستعار منه أنه زمن اختلاف الموازنين.

أن المسلمين أحدهم يُغير على الاخر حتى يقتله ويفاخرون ويفتخرون ويترنحون ويتوسمون وعدوهم يزودهم بالسلاح ليقتل بعضهم البعض و يضحك ضحكة شيطانية وهم لاينتبهون.

أن الجهل يطفح في هذه الامة والتخلف حبس العقل والمنطق، ياسيدي أن بشعض من يصفون انفسهم بالحكماء يحاولون أن يختصروا الاسلام ليقسموه ويمزقوه مقابل حفنة من الدراهم وليال حمراء لاسيما بعد أن دخلوا الافغان والشيشانين والمغاربة والمتخلفون القادمون من كل فج عميق ليحرورا الاخ من اخيه وفُتحت امامهم الابواب ورفعت الحُجب وابيح كل شيء! .

ياامير الانسانية ، أن بعضنا هزت قلبه المصالح ولذة الدنيا وبات يركض خلفها بلا توقف فنساك ونسى الفقراء إلى الابد ، أن من بيننا من يزورك ويواظب على زيارتك، لكنه لا يابى لمنهجك فيهجرة سوء هجرة، وفينا من يرى أن الايمان في المظاهر فيطويل اللحى و يلبس المحابس ويظن أنه بذلك وصل إلى خطك من دون قلب نقي وبقى واهما أن جوارك يوم المحشر سهل المنال، ياعلي أننا أمة لاتقرأ ولاتريد أن تقرأ ولاتفكر أن تقرأ اصلاً ، أننا أمة متراجعة في الصناعة وفي الاقتصاد وفي التنكلوجيا، أمة طُفيلة على باقي الامم تعتاش منها، لن تعيش لو ذهب النفط عنها .