مع إقتراب موعد رفع الستارة عن مسرحية الانتخابات النيابية التي ستجري في إيران في يوم الجمعة القادم 26 من هذا الشهر، فإن الاضواء تسلط بصورة أو أخرى على الاوضاع في إيران من حيث مختلف الجوانب ولاسيما من حيث الدور الاستثنائي و غير المعهود الذي يحظى به المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث يجعل منه غولا متعملقا ليس بإمکان أيا کان أن يطاله أو يحاسبه فهو فوق الجميع و يحق له عزل و نصب من يشاء وکما يحلو له.
الصلاحيات الواسعة الممنوحة للمرشد الاعلى للنظام، تجعل من کافة مفاصل الدولة مجرد ظل له و إن سلطاته الواسعة التي منحت له بموجب قوانين إبتدعها مٶسس نظام ولاية الفقيه الخميني، بحيث تجعله ليس فوق المسائلة و المحاسبة فقط وانما فوق القوانين کلها بل وفوق إيران و الشعب الايراني أيضا، وهذا ماجعله بعبعا و غولا قائما بوجه الشعب الايراني و شعوب المنطقة أيضا بعد إنتقال شرور هذا النظام من خلال تصدير التطرف الديني للمنطقة و التدخل في شٶونها.
الدور السلطوي و الاستبداي غير العادي الذي يقوم به المرشد الاعلى للنظام، تجلى في أوضح صوره في تلك الفتوى الاجرامية المناقضة ليس للقوانين و الانظمة الدولية المرعية و لمبادئ حقوق الانسان فقط وانما للشرائع السماوية أيضا، والتي أفتى بها الخميني في عام 1988، بإعدام أکثر من 30 ألفا من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق المعارضة ممن کانوا يقضون فترة محکومياتهم في السجون الايرانية وهو ماإعتبرته منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية، حيث أکدت هذه الفتوى مدى وحشية و قساوة هذا النظام و مدى طغيان و دموية مرشده الاعلى الذي قد نظلم دراکولا فيما لو شبهناه به ذلك إن دراکولا الذي هو في الواقع مجرد أسطورة لم يرتکب من مجازر و جرائم سفك دماء و زهق أرواح کما قام به مرشد هذا النظام من خلال مٶسساته الاجرامية القمعيـة.
اليوم، وفي خضم الانتخابات المرتقبة التي ستبدأ أواخر هذا الشهر، يمر نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بأوضاع حرجة و بالغة الخطورة بفعل آثار و تداعيات سياساته المشبوهة و غير المسٶولة و خصوصا من حيث تنفيذ أوامر و رغبات و نزوات المرشد الاعلى داخليا و إقليميا و التي ترتبت عليها إراقة الدماء و قتل الابرياء في سوريا و العراق و اليمن و البحرين و قبل ذلك کله في إيران، فإن هذا المرشد الطاغي يبدو کأسوء من دراکولا بکثير، خصوصا عندما يمسك بزمام الامور في هذه الانتخابات الصورية، ولذلك فإنه ليس هنالك من سبيل أو طريق للخلاص من هذا النظام إلا من خلال إسقاطه کما دعت الى ذلك المقاومة الايرانية مشددة بأنه الخيار الوحيد المتاح للتخلص من هذا النظام و شروره.
[email protected]