الطغاة يصنعون للشعب سجناً كبيراً، فيعتقدون أنه المكان المناسب الوحيد للشرفاء، ويكتبون قصصاً سوداء، موشحة بالرعب والدم، خصوصاً إذا علمنا أن العقلية السلطوية، تعيش حالة الخوف المدقع، من إنهيار كل شيء يخصه، لكن ما يميزه أنه يثير الفوضى، والخراب، والدمار بأبشع أشكاله، عند مغادرته منصبه، حتى ولو ترك منصبه، فإنه يبقى متعلقاً بتسلطه، وكأنه دراكولا منتهِ الصلاحية، لا يتوقف شغفه بالدماء والأشلاء!
الفاشل، والفاسد، والخاسر، هي مجموعة كاملة لصفات الدكتاتور الطاغية، الذي إستهان بالعراق أرضاً وشعباً، ولم يأبه بتوصيات المرجعية الرشيدة ومطالبها، فنراه يعيش لنفسه دون أن يعمل شيئاً لبلده، وليعرف أحداً أنه موجود، فإرهاصات فشله وخسائره المتكررة، ستبقى تقض مضاجع حزبه، الذي تفرد بكل شيء، فذاق الناس وبال وجودهم في دفة الحكم، بيد أن محاكمة الشعب العظمى، بدأت الآن تحت عناوين كسادهم وفسادهم!
خلافات سياسية قائمة بين أطراف الحزب الواحد، فأعضاء يهددون بسحب التفويض، الذي منح لرئيس الوزراء، وآخرون يحاولون إجباره بسرعة، الموافقة على طلب الدعم الروسي، ومجلس شورى يساند العبادي بإصلاحاته، وينفي سحب التفويض، على أن هناك أمر يمكنه الظهور الآن، على الساحة الدعوجية وهو، ما سر إصرار بعض الأطراف من حزبه، على الإسراع بالتعاون الرباعي؟ هل لصفقة الأسلحة الروسية المشبوهة علاقة لتغطية فشلهم؟
المنظر السياسي كان مرعباً أيام حكومة الفشل، فكل شيء تم صنعه بالأبرياء، يمثل الإنحطاط، والجنون، والتخبط، بجميع ما تحمله الكلمات من معان، أودت بملايين الشهداء، والمغدورين، والأيتام، والارامل، فيتبجحون بإنجازاته، وكأنه يقول للشعب: إنني غادرت المشهد السياسي من أجلكم! لكن المتابعين لن ينخدعوا بالصور الزائفة، وما خلافاتهم الطافية على السطح، إلا دليل على التخاريف السياسية، فجل إهتمام الدراكولا مزيد من مشاهد الدم!
السعادة العراقية في مجال السياسة، التي يتمناها الشعب، هو أن الحكومة يجب، أن تعيش مع الشعب في واد واحد، وألا يسيء طرف لطرف آخر، ويزايد على وطنية أحدهم، فالعراق حضارة تتوزع أدوارها، على جميع الطوائف والمذاهب، لتقوم بدورها في بناء المستقبل المشرق، والعراقيون جواهر ثمينة لا يمكن المساس بها، ولا يهمه من كشر أنيابه من جديد، فالمجرب لن يجرب مرة أخرى مطلقاً!