خطوة يمكن أن نعدها ايجابية وطريق معبّد للخلاص من عصابة داعش التي تمادت في غيها وازداد جرمها على كافة الاصعدة . وهي دخول بريطانية اخيرا الى التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب . فقد صوت (397) عضوا بالبرلمان البريطاني – في جلسته الاخيرة – لصالح شن قوات الجيش البريطاني هجمات عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا مقابل رفض (223) نائب الدخول في معارك ضد التنظيم الإرهابي الداعشي . وبحسب الخبر الذي نشرته العديد من الوكالات الاخبارية ، فأن الهجمات الجوية البريطانية المنتظرة ستكون في أسرع وقت ممكن ، دون الإشارة لكيفية التنسيق مع روسيا ودول التحالف لاستخدام المجال الجوي وسط توقعات بسماح تركيا لبريطانيا باستخدام مجالها الجوي لاستهداف داعش في سوريا.
فدولة مثل بريطانيا لا يستهان بقوتها العسكرية والجوية ، وما تتمتع به من امكانيات حربية ومعدات هائلة واستراتيجية على مدى خبرات متراكمة طيلة عقود طويلة من الزمن . كل هذا اذا اضافته الى تسخير هذه القوة ، وبمشاركة التحالف الدولي ، فأن طريق الخلاص من شبح داعش اوشك على النهاية وهو الآن قاب قوسين أو ادنى .
ولا ننسى المشاركة الاخيرة من روسيا وفرنسا ، وما قامت به هاتين الدولتين العظيمتين من طلعات جوية مكثة على قواعد ومراكز الدواعش ، كانت قوية ومؤثرة جدا ، اكثر مما فعلته القوة الامريكية ، ما جعل من هذه العصابة أن تنكسر وتتراجع الى الوراء مخلفة ورائها خسائر لم تكن متوقعة للجميع ، حتى من قبل الدواعش انفسهم . وقد رأينا من خلال وسائل الاعلام المختلفة ، أن الموقف السعودي بدأ يتراجع رويدا رويدا ، بأعتبار السعودية متهمة بدعم الارهاب ، ونتأمل من قطر أن تحذو حذو شقيقتها السعودية ، ولو أن البيان الذي تبناه ما يسمى الاتحاد العالمي الاسلامي كان مخزيا جدا ، الا أن السعودية وقطر لم توضح موقفها الحقيقي من ذلك البيان .
وقد يسأل سائل ماذا سيكون موقف تركيا ، كون أن الطيران البريطاني سيخترق اجوائها حتى يضرب اهدافه المرسومة ؟ ، وقد اجاب على هذا التساؤل وزير الدفاع الأمريكي ، آشتون كارتر، والذي طالب من تركيا تفعيل جهودها للسيطرة على الحدود المشتركة مع سوريا ، مشيراً إلى أنها لم تفعل ذلك منذ ظهور تنظيم “داعش” حتى الآن . وقال الوزير بالحرف الواحد اننا نريد من تركيا أن تفعل المزيد داخل أراضيها حتى تسيطر على حدودها ، وهو مالم تقم به بفاعلية منذ ظهور تنظيم داعش حتى اليوم . متهما انقرة من أن معظم عملياتها الجوية غير موجهة ضد الدواعش ، وإنما تستهدف معاقل منظمة حزب العمال الكردستاني المعرض لها .
ولانريد أن نستعجل الاحداث فأن الايام المقبلة ستظهر نتائج نتأمل منها أن تكون مفرحة ومن صالح العالم كله ، وهو انهاء ملف هذا التنظيم الذي بات الشبح المرعب الذي يهدد الجميع .