حراك سياسي منقطع النضير تشهده هذه الايام الساحة العراقية بعد دعوات السيد مقتدى الصدر للمظاهرات التي اصبحت تشكل تهديدا واضحا لساكني المنطقة الحكومية الخضراء بعد ان وصل المتظاهرون الغاضبون الى اسوارها الكونكريتية بالقرب من جسر الجمهورية , الحركة المكوكية التي يقوم بها بعض الساسة لم تصفح عن شيء يستحق الذكر فخلافات هنا واختلافات هناك والمواطن يترنح بين مطرقة الحكومة العاجزة وسندان الاحزاب التي لا ترغب بترك المناصب وتغيير وزرائها بل حتى لا تتيح الفرصة لرئيس الحكومة باتخاذ خطوات بناءة لمحاسبة الفاسدين المنتمين لتشكيلاتها ! وبين استمرار التظاهرات وبطئ حركة الاصلاح تسرع الايام كالبرق وستنتهي الفترة التي حددها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للحكومة ورئيسها العبادي , الصدر يهدد بدخول المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان والحكومة والسفارات وووو … الخ وهناك تأييد شعبي كبير لهذه الخطوة من قبل المواطنين ولكن : ماذا بعد دخولها ؟ هل ستحل المشكلة ؟ وهل سيكون دخول الاف المتظاهرين من دون خسائر ؟؟؟ لا شك ان مواجهات ستحدث في تلك اللحظات ومن المؤكد ان ضحايا ستسقط , فمن يتحمل المسؤولية ؟؟ أليس التظاهر والاعتصام المفتوح افضل من اراقة الدماء ؟ أليس العصيان المدني والتظاهر المستمر هو أحدى اهم اسس الديمقراطية في العالم ؟ لماذا نذهب الى العنف أو نحاول إحداثه ؟ الدستور العراقي الذي وقعنا عليه يتيح لنا فرصة التظاهر السلمي فعلينا الاستمرار بهذا الضغط المشروع , فدخول هذه المنطقة سيزيد تبريرات الحكومة بعدم محاسبة المتسببين بوصول العراق الى هذا الحال , ولم يكن حل مناسب في ظل الاوضاع التي يعيشها الوطن وعلى وجه الخصوص الأمنية , لا بد ان ندرك بأن الفوضى لا تجلب خيرا بل المزيد من المعاناة , فالمكوث بساحة التحرير لأسابيع أو لأشهر أفضل من اتاحة الفرصة للمتربصين للوطن من اعداءه الكثُر الذين فشلوا الى حد كبير في التفريق بين ابناء الوطن الواحد , لذا لا نريد ان نفسح المجال للمتعطشين للنهب والسلب والفوضى ان يعبثوا بأمن الوطن ولتكن اساليب الضغط على الفاسدين بالطرق المثالية التي تتبعها الشعوب الحية … والسلام .