23 ديسمبر، 2024 2:10 ص

دحرتم داعش الاول فاحذروا الداعش الجديد

دحرتم داعش الاول فاحذروا الداعش الجديد

الاوضاع في العراق بدأت تاخذ منحا جديدا في تطورها واتجاهاتها، وربما بدأ الصراع يتعقد اكثر الا انه ربما اصبح واضحا اكثر من ذي قبل، اليوم كل العراقيون يريدون التخلص من داعش الارهابي، ولا اعتقد ان هناك مواطنا عراقيا مهما كانت قوميته او ديانته او اتجاهاته الفكرية لا يمني النفس في تحرير كافة مناطق العراق من آفة داعش الوبائية، وان الجيمع يضمر العداء الواضح الجلي له، وربما تشهد الاشهر القادمة نهاية هذا التنظيم المتطرف وهو ما سيفرح جميع العراقيين.

لكن الحقيقة ان داعش لم يكن وحده يهدد امن العراق واستقراره ووحدته، وليس هذا التنظيم هو الوحيد الذي يتلقى دعما خارجيا كبيرا ويزود بالمال والافراد وله حواضن يستطيع من خلالها تامين بيئة له، فبعد تراجع داعش الارهابي وكسر شوكته في الرمادي وصلاح الدين وديالى، لم تتوقف آلة القتل والتنكيل والاختطاف والتهجير في هذه المناطق، لان وجه داعش الاخر والذي يشبهه كثيرا في الصفات والغلو والتطرف، ويشاطره اساليب القتل والاعدام والتصفيات الجسدية، لا بل ويمثل نسخته الاخرى في تهديد امن الشعب العراقي ووحدته وكيان دولته. بدأ يظهر ويتنامى اكثر انه العصابات المليشاوية الطائفية المدعومة، فما ان تخلصت ديالى ومدن صلاح الدين من خطر داعش ظهرت هذه العصابات لتمارس الارهاب بشكل علني غير مستتر، تهدد المواطنين وتختطفهم وتحرق بيوت العبادة وتهدمها في المقدادية ومدن اخرى، كما فعل ارهابيوا داعش حين هدموا الجوامع والمراقد الدينية في الموصل والانبار وتلعفر وهددوا الناس واجبروهم على مغادرة بيوتهم وراحوا يقتلون ذبحا وشنقا واعداما بالرصاص لكل من يعارض وجودهم في منطقة سيطرتهم، اذا فالطريقة والنهج مستنسخ من داعش الى عصابات المليشيات المجرمة.

ومن هنا لابد من اتخاذ مواقف صارمة وموحدة، فكما اتحد الشعب ضد تنظيم داعش والان هو يتلقى الهزيمة بفعل توحد القوات العسكرية والامنية مع ابناء الحشد الشعبي الشرفاء وابناء العشائر الغيارى ومن خلفهم شعب العراق بكل طوائفه واعراقه، لابد من مواجهة هذه العصابات بذات القوة والصرامة، وان يتم ملاحقتهم وتخليص البلد من هذا الارهاب المتعدد الاوجه والانماط، والاستعداد لكل عصابة اجرامية تحاول ان تنتهج مثل هذا النهج الدموي، والا تاخذنا فيهم رحمة او شفقة، لانهم يهددون كيان الدولة ويستهدفون مواطنيها ويحاولون السيطرة على مقدراتها وثرواتها، فهم بالاصل مجموعة من اللصوص والسراق والدمويين المدعومين من جهات خارجية لديها حقد دفين وقديم على العراق وشعبه وحضارته.

وعلى العراق الاستعانة بلحفائه واصدقائه الذين قاتلوا داعش معه سواء بالدعم الجوي او التدريبي او اللوجستي، في مقاتلة هذه العصابات المليشاوية الظلامية، وتجفيف تمويلها من خلال ملاحقة كل من يساعدها ويدعمها وتجميد امواله وجعله ضمن القوائم السوداء وملاحقته قانونيا ودوليا، لاجهاض مشروعها قبل ان تستفحل اكثر وربما تكون تهديدا اخر للعراق.