18 ديسمبر، 2024 7:51 م

دجلة بين أزمة المنبع والمصب

دجلة بين أزمة المنبع والمصب

يظهر على الأفق بين حين وآخر أزمة لتقاسم المياه بين الدول التي تشرب من نهر واحد..وآخرها أزمة مياه النيل بين خمسة بلدان افريقية من ضمنها السودان ومصر واثيوبيا .
بعدها ظهرت مشكلة نهر دجلة والذي ينبع من تركيا منطقة ديار بكر ليجري ما يقارب أربعمائة كيلومتر داخل الأراضي التركية يدخل بعدها الأراضي السورية ليمر بداخلها بمسافة خمسين كيلومتر ثم يصل الأراضي العراقية ليمر بمسافة تسعمائة كيلومتر ينتهي في مصبه الأخير في قضاء القرنة التابع لمحافظة البصرة جنوب العراق ليلتقي بنهر الفرات هناك ثم ينتهيان إلى شط العرب والى الخليج العربي…
ومشكلة نهر دجلة أن الصديقة والجارة العزيزة تركيا وبحسابات اقتصادية بعيدة سوف تغير مجرى النهر بعد ماتم بناء سد اليسو الكبير وان دجلة اليوم مهدد بشحة مياهه وان الشقيقة سوريا كانت ايضا تفكر قبل هذه الأوضاع والمعارك العسكرية لتبني عليه سدود وتشق منه أنهر لتروي منطقة الحسكة وجزيرة سوريا وهذه الفكرة والمشاريع العملاقة بدعم مالي من احدى الدول الخليجية الشقيقة ولا نعرف لحد الآن الدوافع وراء هذه الخطوة سياسية أم اقتصادية.
ولكن التحليل السياسي لوجهة النظر يرى أن الحكومة التركية وفي ظل الاقتصاد التركي المتدهور تريد أن يدعم العراق الاقتصاد التركي من خلال خفض سعر النفط وبيعه لتركيا بسعر مدعوم مقابل المياه ..
يبقى ألمطمأن في هذا الموضوع إن العراق وحكومته الحالية يبنون الآمال على الولايات المتحدة لان هذا الموضوع يدخل ضمن إطار الاتفاقية الموقعة بين الجانب العراقي والجانب الأمريكي..
وإلا إذا شحت مياه نهر دجلة مثلما يعاني نهر الفرات من انخفاض في منسوبيه مياهه سوف تحدث كارثة بيئية بالفعل وسوف نشتري المياه الصالحة للشرب وننسى إننا بلاد السواد من الناحية الزراعية..
إن المطلوب فعلا”من الساسة العراقيين حل هذه الإشكالية وبالطرق القانونية لان نهري دجلة والفرات يعتبران نهران دوليان ويدخلان ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997.والموقعة بين العراق وسوريا وتركيا وتحت إشراف الهيئة الدولية …
وبناء سدود لخزن المياه في وقت الفيضانات والاستفادة منها في موسم الصيف لمعالجة أي أزمة مياه قادمة.
وعلى الجارتان سوريا وتركيا أن لا تخلط الأوراق تجاه الشعب العراقي فمياه نهر دجلة والفرات رابط مشترك يجمع شعوبنا مثلما يجمعنا رابط الدين والإنسانية..