23 ديسمبر، 2024 4:02 ص

كان هناك رجل من منتسبي الطريقة البكتاشية في اسطنبول (والسالفة قديمة) هذا الرجل كانمبتلى بلسانه (الوسخ)، فالسباب والشتيمة و(الفشار) على لسانه، وإذا ما أزعجه أي أحد أطلق لسانه عليه بأقذر أنواع (المسبات)، وهذا الخلق لايتناسب وأخلاق الجماعة اللي ينتسب إليها، فكان شيخ الطريقة يتحين الفرص وينصحه بين فترة وأخرى محاولا إصلاحه، لكن (أبو طبع ما يجوز من طبعه)، وفي يوم قال الشيخ لمريده: وجدت لك ترتيبا يلجم لسانك.. فقال له (دخيلك) شيخ ما هذا الترتيب؟ قال له: خذ هذي حبة باقلاء يابسة ضعها تحت لسانك، وكلما أردت أن تسب وتشتم أحدا تذكرك وتسكتك، قال له: أمركم مولاي، وأخذ حبة الباقلاء ووضعها تحت لسانه، وفعلا (مشت)الأمور وانتفع منها فأرح وريّح الناس من شره، وفي يوم بينما كان يمشي مع شيخه في الشارع وإذا بالسماء تتلبد بالغيوم وما هي إلا دقائق و(يزخ) المطر، (بس شلوم مطر!) مثل الرصاص، فبدؤا بالمشي السريع ثم الهرولة علهم يحصلوا على سقف يقيهم زخات المطر، وهم يسيرون بسرعة سمعوا صوت امرأة طلت من شباك أحد البيوت وهي تناديهم: شيخ .. أفندي .. شيخ .. أفندي، فوقف الشيخ و(صاحبنا) ورفعوا رؤوسهم إلى المرأة والمطر ينهمر على رؤوسهم، فقال الشيخ تفضلي يا بنتي، فقالت شيخ من فضلكم دقيقة.. انتظروني، وبقوا تحت الشباك ينتظرون والمطر (لعب بأحوالهم)، مرت الدقيقة والاثنين والثلاثة و(ما بين) من المرأة شي، بعد خمس دقايق فتحت الشباك وأطلعت براسها وقالت للشيخ: شكرا شيخ بإمكانكم الذهاب الآن، فتعجب الشيخ من فعلها وسألها بغضب: ماهو قصدك عندما تركتنا تحت المطر، فابتسمت المرأة وقالت له: يا شيخ عندي دجاجة مكركة (راقدة على البيض) وقالوا لي إذا كان لديك دجاجة تحتها بيض بانتظار أن يفقس، فإذا نظرت لعمامة بكتاشي مدة خمس دقايق ثم ذهبتي ونفختى على البيض، عندها سيفقس البيض ويخرج الدجاج مكعكل (ريش راسه مقلوب إلى الوراء ومنفوش) وهكذا فعلتفسامحوني! فلما سمع صاحبنا (سالفة) المرأة وهم تحت المطر التفت إلى شيخه وقال له: (شيخ أطلع الباجلاية؟) فلطمه الشيخ على وجهه وقال له: (ولك شتنتظر ليش واگف)، وصاحبنا (بعد ما قصّر) أخرج حبة الباقلاء من تحت لسانه وأسمعها من ألفاظ السب والشتم ما لم يخطر على بال (العربنچية).

فيا أيها المتظاهرون في العراق، انتم على الطريق الصحيح، وأعلنتم عن غاية وهدف يتطلع له أكثر العراقيين، لكن لابد لكم أن تعرفوا وألا يغيب عن بالكم أن حالكم حال ذاك الشيخ وصاحبه، تمشون بدربكم والمطر (يزخ) عليكم بدون مظلة، وانتم في طريقكم ستجدون – وربما وجدتم – ألف واحد لديه (دجاجة مكركة)، سيوقفكم حتى يفقس بيض دجاجته (بروسكم)، وبالتالي هو يأخذ الأفراخ (المكعكلة) وانتم نصيبكم المطر فتبتلوا وتصبحوا كالشيخ وصاحبه ولن تصلوا لغايتكم وهدفكم، فانتبهوا لإن إذا (فگسوا) البيض بكم فلن ينفعكم عند ذاك السب والشتم.