تناقض ونفاق:
يُروجون للعلمانية وفصل الدين عن السياسة، ويحاربون الجامع والمعتقد الديني، بالمقابل أنشأوا أكبر كنيسة في بغداد / منطقة بغداد الجديدة، بالرغم من كون هذه المنطقة خلت تقريباً من المسيحيين(النصارى)! (السياسة قضت على الدين)
لديهم برنامج ممنهج لدفع الشباب المسلم إلى ترك دينهم، عن طريق التشكيك في كل معتقادتهم، وعلى رأسها وجود الخالق، فيتحول بذلك المسلمون إلى ملحدون، فإذا تم لهم ذلك، دعوهم للنصرانية بطريقة الإستدراج الممنهج، بمقارنةٍ بشئٍ ملموس، متكئين على الواقع الذي يعيشهُ الغرب المسيحي، مقابل الواقع الذي يعيشهُ الشرق المسلم في أيامنا هذه!(ينسون كيف كان واقعنا وواقعهم؟!)
معتمدين على جهل الشباب بالحروب الصليبية التي كانت تعيشها أوربا، وجهل الشباب بتاريخ دولهم، وكيف كانت الدول الأوربية تستجدي عطفهم ورضاهم! فيكرَّهونهم بدينهم، والسؤال: اذا كان فعلاً ما يدَّعون فما علاقة الأنظمة الأوربية بالدين المسيحي؟ وما علاقة أنظمة الدول التي غالبية سكانها من المسلمين بالإسلام؟! فإن كان الحديث على فشل هذه الدول، فبسبب سياستها الفاشلة وسوء إدارة حكامها ولا دخل للإسلام بذلك، كما أن نجاح الدول الغربية فبفضل سياستها وحسن إدارتها، ولا علاقة للدين المسيحي بذلك، فلماذا هذا التناقض ولماذا هذا النفاق؟! فهل يتوقعون أن إعتناق الأديان يأتي بالنفاق والمغالطات؟! وهل يقبل دينهم بالنفاق أو يأمرهم به؟! كُلنا يعرف أن الدين لله والذي يؤمن بالدين فهو يؤمنٌ بالأخرة، والثواب والعقاب بعد الموت، فهل يؤمن هؤلاء أن النفاق يُدخلهم الجنة؟! (بئس ما يدعون إليهِ من دين!)
فرح بعض الناس بحصار الدولتين(تركيا وإيران)، حجتهم في ذلك أنهما دولتان دينيتان، وهم من دعاة المدنية اللادينية، لكنهم في نفس الوقت يمجدون بما يعرف بـ(دولة إسرائيل)، بكرةً وأصيلا، ولما شرَّعت إسرائيل قانون هوية يهودية دولتها، سكتوا ولم ينبسوا ببنت شفة! (هل يملك مثل هؤلاء شرفٌ كما يدَّعون؟!)
يُنادون بحرية التعبير عن الرأي، وتقرير الشعوب لمصيرها، ونبذ العنصرية والطائفية، لكنهم لزموا الصمت كالأموات، عندما خرج الدروز الذي أيدوا إسرائيل مُنذُ نشأتها، بعد أن إعتبرتهم إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية! بعد هذا كيف يريدوننا أن نصدق بهم وبإسرائيلهم(الكيان الملعون) ومن فوقها أمريكا؟! (بئس ما تأمرهم بهِ أحلامهم)
بقي شئ…
قال تعالى:” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ[الأعراف:179]”.