حينما سقط النظام البعثي المقبور, وأنهاء حقبة (35)سنة من الظلم والأستبداد والحروب, كان حلم العراقيين, هوأقامة نظام ديمقراطي عادل, وأنتزاع حقوقهم التي طالما نادو بها,ولكن بعد مرور ثلاثة عشر سنة, أكتشف العراقيين أن بلدهم غرق في فوضى عارمة, من الفساد والأرهاب.
الأشجارلايمكن أن تنمو وتثمر دون توفر الظروف البيئية الملائمة,من حيث الظروف الجوية والتربة والسماد,وأهم عنصر لنمو تلك التنظيمات هو خصوبة التربة,فأنه لايمكن لأي فكر متطرف, أن يتسع ويتغلل الا في البيئات الخصبة, والتي توفر الظروف الملائمة للنمو,من فقر وجهل والشعور بالتهميش والظلم, والخطاب الطائفي والترويج له والتحذير من الخطر القادم من الشرق.
التنظيمات المتطرفة أخذت بالأنتشار في المناطق الغربية والشمالية من البلاد, فتنظيم القاعدة أفقست تنظيمات وأبناء جدد,مثل داعش والمولد الجديد (دامش)و التي عششت في ثلثي أراضي العراق,
تتنوع خريطة تلك التنظيمات الأرهابية في العراق وتختلف أيدولوجياتها, بين السلفية الجهادية وبين العشائرية وبين أصحاب العقائد المنحرفة, أكبرهذه الجماعات المنحرفة, هي داعش تمارس الأرهاب بشكل منظم في المناطق الغربية من العراق, أنتقلت الى العراق بعدما توسع نفوذها في سوريا, وهي أمتداد للجيل الثالث من القاعدة,أن حواضن التنظيمات المتطرفة تتمدد وليست محصورة بالمناطق السنية, فأذا وجدت ظالتها وفريستها في أي منطقة فأنها تنقض عليها.
ليس من الضروري أن تكون التنظيمات الأرهابية المتطرفة,ذات أصول وفكر سلفي جهادي تكفيري سني,فقد تكون ذات أصول أخرى تعمل على زعزعة النظام والسلم الأهلي في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد, من خلال خلايا نائمة يتم تجنيدها وتغذيتها وتدريبها, في بعض دول الجوار, من أجل أحداث الفوضى والشغب وأبعاد النظر عن الأنتصارات المتحققة في جبهات القتال ضد داعش وابنائها.
يتم أدخال المولود الجديد (دامش) الى المناطق الأمنة وأستغلال حالة الأرتباك, التي تعاني منه الحكومة, من ضعف الخدمات والفساد الموجود لدى بعض الساسة, لتعمل على أشعال فتيل الأزمة والفتنة بين أبناء المذهب الواحد, هناك من أصحاب العقول المتحجرة والعقائد المنحرفة, والتي تتعاطف مع هؤلاء الأشخاص, وزجهم في التظاهرات لتخريب المتلكات العامة.
لذلك يجب كشف تلك الخلايا, للرأي العام وكشف مأربها ونوايها الخبيثة, وتجفيف منابعها والأعتماد على الخطاب الديني المعتدل والمحاضرات في فضح (دامش) وشرح أفكارها الهدامة ومدى تأثيرها, على أستقرار المناطق الأمنة في الجنوب العراقي, رفع الغطاء والمبررات والححج عنهم, من خلال تقديم الخدمات والتعامل بحذر مع المتظاهرين, وعدم أعطاء فرصة للمندسين والمارقين والخارجين على القانون.