17 نوفمبر، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

دافوس والعبادي وإعمار الموصل

دافوس والعبادي وإعمار الموصل

شارك رئيس الوزراء حيدر العبادي ،في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ،وإلتقى رؤساء الشركات العالمية، ومسئولين ورؤساء ،عارضاً عليهم المساهمة في إعمار المدن المحررة ، من سيطرة تنظيم داعش الأرهابي ، وكانت فرصة العبادي الذهبية ، لشرح الاثار المدمرة التي خلفها داعش في العراق، والتي دافع العراق فيها نيابة عن العالم أجمع ،بسبب الخطر الكبير الذي كان يمثله هذا التنظيم الارهابي ،المدعوم من جهات دولية ومنظمات وعصابات ،وفصائل متطرفة تكفيرية في عموم العالم ، وأطلع العبادي مؤتمر دافوس ،حجم الدمارالذي خلفته عملية الحرب على داعش ،والقضاء عليه بتعاون التحالف الدولي ، الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ،وكانت إستجابة من إلتقى بهم ،من رؤوساء ومسئولين حكوميين ورؤساء شركات أجنبية مخيبة للآمال، لاترقى الى ماكان يعول عليه السيد العبادي، إذ وضعت بعض الدول والشركات (شروطا ) شبه تعجيزية ، على الحكومة العراقية ، لكي تقوم بالمشاركة في إعادة الاعمار في العراق،بسبب حجم الفساد اللامحدود الذي ينخر بجسد الحكومة ومؤسساتها ووزاراتها، فقسم من الحكومات والشركات ،إشترط على عدم مشاركة المسئولين العراقيين في عمل هذه الشركات والاشراف عليها ، وقسم آخر وضع شرط إستثمار الشركات، في المدن التي تقوم الشركات في إعمارها ،فيما إشترطت المملكة العربية السعودية أن تقوم الحكومة العراقية ، عدم السماح لايران المشاركة في الاعمار في العراق ،وهكذا كان مؤتمر دافوس وبالا على مشاركة العبادي ، والتي وصفتها الصحافة العالمية الزيارة وقالت( العبادي يخرج من دافوس خالي الوفاض ) أي بمعنى أن مشاركة العبادي في مؤتمر دافوس، قد فشلت في الحصول على وعود لأعادة العراق، والمدن المحررة فيه ، وهذا الفشل يلقي بظلاله على مؤتمر الكويت لأعمار الموصل ، الذي سيعقد في شباط القادم في الكويت، وتجري الآن تحضيرات كويتية وعراقية للمساهمة في إنجاح المؤتمر، وحضور الدول المانحة فرصة لأنجاحه، فأين تكمن خطورة فشل مؤتمر الكويت ،أعتقد أن على حكومة العادي ، أن ترسل وفدا كبيرا من ذوي الاختصاص الاكاديمي وليس الرسمي، لان شبه الفساد تطال جميع الحكومات ومجالس المحافظات ،في المحافظات التي يشملها الاعمار ومنها الموصل ، فأي مشاركة لمسئول حكومي يعني تعريض المؤتمر للفشل وتفويت الفرصة في إعمار المدن ، وسمعنا أن دولا مانحة إشترطت إبعاد (كل مسئول عراقي عن المشاركة في مؤتمر الاعمار لاتهامهم في عمليات الفساد)، وإنها لاتثق بالحكومات المحلية ، وعليه يجب إبعاد هؤلاء عن المؤتمر من أجل إنجاح المؤتمر وإعطاء فرصة للدول المانحة ،في إلمشاركة الجدية في الاعمار بعيدا عن الفساد ، لاسيما وان حكومة العبادي تعرف حجم الدمار الذي حل بالموصل، وان حكومته عاجزة تماما حتى عن رفع الانقاض التي خلفتها الحرب في الموصل القديمة ،ناهيك عن الاف الجثث التي مازلت مطمورة تحت الأنقاض من العوائل الموصلية ، هذا عدا الآف جثث الدواعش المنتشرة فوق السطوح والأزقة والشوارع برائحتها الكريهة الخطرة، وتحت العمارات المهدمة بفعل القصف الصاروخي للتحالف الدولي ، والتي أعلنت دوائر الصحة والبيئة ،خطرها المحدق في تلوث الهواء، وإنتشار ظاهرة الامراض السرطانية والكوليرا وغيرها في عوائل الموصل ، وكذلك نسبة الدمار والخارب الهائلة في عشرات الاحياء في الموصصل القديمة والتي مسحت بالارض نتيجة الحرب ، لذلك نقول أن قضية إعمار الموصل ،قضية ملحة جدا ، ويجب أن تكون لها الاولوية القصوى ، بسبب حجم الدمار وحجم الخطر ما بعد التحرير ، ومن أجل إعادة مئات الآف من العوائل النازحة الى بيوتها ،التي أزالتها الحرب بشكل كامل ، نعم عملية إعمار الموصل ، لايمكن لحكومة العبادي أن تقوم بها لوحدها، نحتاج جهدا دوليا كبير جدا ، يشرف على الاعمار ، ولا نسمح لحكومة العبادي أن تشرك حكومتها المحلية ومجلسها في الاعمار، لأن شبهة الفساد بالأدلة والوثائق التي قدمها نواب الموصل، لرئيس الوزراء ومجلس النواب ، تؤكد حجم الفساد الكبير الذي تتهم به حكومة الموصل الفاسدة ،ومجلسها الفاشل الفاسد، وإبعادهما هم فرصة حقيقية لانجاح اعمار الموصل ، ومانسمعه الان من تهيئة وفد من حكومة الموصل المحلية ومجلسها، هو ضربة موجعة لعملية الأعمار، ولهذا السبب قدم مجلس محافظة نينوى ، طلبا لمجلس النواب لتأجيل انتخابات نينوى، وهي عملية مفضوحة للمشاركة في نهب وسرقة أموال اعمار الموصل فيالمرحلة المقبلة ، فلنفوت الفرصة على مجلس الموصل وحكومته ، الأستمرار في عملية الفساد المنظمة المتهمة بها ، ودعوة مخلصة للسيد العبادي ،إبعاد المفسدين في مجلس المحافظة وحكومتها، من المشاركة في مؤتمر إعمار العراق في الكويت، وتسمية وفد فني وما أكثرهم وأكفأهم في الموصل ،من خبرات علمية وعالمية ،وفنية وهندسية عالية جدا ونزيهة جدا ، هو واجب أخلاقي لعدم إعطاء فرصة للفاسدين في الأعمار، وفي كل المحافظات المحررة ، نقول ان مؤتمر الكويت ، فرصة إختبار أولى لتعاون أكبر للحكومة العراقية، ورئيس الوزراء العبادي أكد واعلن للعالم في مؤتمر دافوس ،( بأن العراق متجه نحو مرحلة الاعمار بعد انتهاء مرحلة التحرير من تنظيم داعش الارهابي) ، إذن على السيد العبادي اقتناص فرصة الاعمار، لاثبات كلامه ،والبدء بمرحلة الاعمار، وفرصة أخرى له ،لتشخيص الفساد ورؤوسه ،وإبعادها عن المشهد السياسي والمركز الحكومي، في مرحلة ما بعد داعش ،هو سماها مرحلة الاعمار ،فليضرب بيد من حديد كما قال ذاتيوم ، يد الفساد كما ضرب يد الارهاب، وبهذا يثبت نجاح عملية الأعمار وما بعد الاعمار،وإنفتاح العالم واعادة ثقته بالعباديوحكومته، وبغيرها ستفشل معركة الأعمارالتي يزعم بقيادتها الآن ،وما مؤتمر دافوس ومؤتمر الكويت إلا الامتحان الحقيقي والحد الفاصل بين مرحلتين مهمتين جدا للعراق بعد القضاء على داعش ، هو إما استمرار الفشل والفساد ، وإما القضاء عليه ، مؤتمر دافوس ومؤتمر الكويت ،هما من يقرران مصيرالعبادي، إما بقاءه في رئاسة الوزراء ،وإما من يثبتانه في رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة ….

أحدث المقالات