17 أبريل، 2024 1:09 م
Search
Close this search box.

داعش يغتال المراه ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

ضحية الحروب و المجتمع تتعرض لجريمة شنعاء جراء اجتياح تنظيم داعش لمدن العراق عام 2014 ، المراه ثلثي المجتمع الاكثر ضررا من احداث داعش الاخيرة ..

بعد انهاء سيطرة التنظيم الاجرامي من المدن العراقية واعادة الحياة اليها الا ان هناك العديد من العوائل تلبس الاسود و لا تعرف طعم الفرح ، تنتظر حلم بالامس كان حقيقه ، في محافظة صلاح الدين فقط هناك ما يقارب 4000 مفقود بين عامي 2014 و 2017 لا يعرف مصيرهم كأن الارض انشقت وابتلعتهم ، ليستمر مصيرهم المجهول الى يومنا هذا .

تواجه النساء صعوبة الحياة وقسوتها بعد فقدان ازواجهن بلا معين و مساعده لا من قبل الحكومة العراقية ولا حتى من المنظمات الدولية ، و اصبح الامر اكثر صعوبة الوقت يمر و ابناء المفقودين يكبرون و المسؤولية تزداد ..

اميمه احد ضحايا الارهاب “داعش” اختطف زوجها في تكريت في 5 نوفمبر عام 2014 ، ام لثلاث اطفال ياسمين و احمد و محمد الاخير دخل هذه السنه عامة الدراسي الاول ، ياسمين طالبة في السادس الابتدائي ، احمد في الصف الرابع ابتدائي ..

تسكن في شي يكاد يكون بيت” بالايجار”
تخلى اهل الزوج عن الاطفال وامهموهي تعمل حاليا على جمع الاموال من عمل الخياطه وحدها في ذلك البيت الذي يشبه كوخ محطم لن يحمي اطفالها من برد الشتاء وقد خذلها امام شمس الصيف الحارقة ، زوجها كان موظف في احد الدوائر ومنذ تأريخ اختطافه لم تستلم راتبه ..

لا تستطيع ولن تقبل الزواج من شخص ثاني وهي تنتظر غائب لن يعود ولا توجد ملامح لعوده قريبه..

تعاني من عدة مشاكل والمال الذي تجمعه لا يكفي لسد كل الاحتياجات اجار منزل و ثلاث اطفال ..

اكملت الدراسة الجامعية في عام 2013 تحت سقف زوجها .
لم تتوظف رغم حاجتها الماسه الان للوظيفه لا يسمح لها بأن تمارس العمل و الاختلاط فزوجك غائب ، انتي امراه ، لن نسمح لك بأن تنفذي ما في عقلك ” الا يعلمون ان عقلها مستقبل اطفالها” لن تقبل العشيرة “ذات العشيرة تركتها تواجه مخالب الحياة وحدها ” ..!

الحاجه وحيدة ام وسام

تبدو كنخله عراقية كانت “شامخه” فأحترقت ثم ضربها الريح لتكون منحنيه رغم عنها للارض لا تقوى على النهوض من جديد فقد تكفلت ب11 طفل وهي من تحتاج كفيل يعينها على بؤس الحياة و بقايا العمر وجريمة الفقر الحقير ..

تقول الحاجه ام وسام كان لدي ثلاث ابناء جميهم منتسبين في السلك العسكري كنت بينهم كالطلفه المدلله يملئ قلبي الفرح والاطمئنان عندما يجتمع ابنائي حولي فقد كانوا امام عيني ويحيط بي الامان بوجودهم رغم خوفي عليهم من الظروف الامنيه قبل 2014 حيث ينتشر وباء الاغتيالات و العبوات الاصقه بكثره ، دعائي لهم في كل صباح بأن يحفظهم الله كان مستجاب ، فهم يعودون الي في نهاية كل يوم ..

لكن في يوم مخيف وسط ظلام دامس ، سرقت عافيتي و قوتي و ابتسامتي ، داعش اعداء الاديان و الانسان سرقوا نظر عيني و نبض قلبي و اماني اختطفوا ابنائي في 6 نوفمبر 2014 و منذ ذلك التأريخ لا اعرف شي عن اولادي حائره في مصيرهم المجهول ، فأنا كالذي ينتظر ان لا يسقط الرمل من الغربال ..

لقد تركوا في رقبتي 11 طفل تكفلت بتربيتهم و تعليمهم وسد جميع احتياجاتهم بنفسي بلا سند و مساعد غير الله
حتى علاج الطفلين المصابين بالامراض العقليه المزمنه وحدي اتحمل تكلفت علاجهم و اطبائهم ، اعمل فراشه في احد المدارس واسكن هذا الهيكل المجرد من عوامل العيش بسلام ، لم يساعدني احد على متطلبات الحياة الصعبه و لم يمد لي يد العون اي مسؤول كما اني اسمع بوجود منظمات دوليه تدعم الفقراء وضحايا الارهاب لكن لم ارى شيء ..

تعاني زوجات واهالي المختطفين من عدة مشاكل مهمه
كتربية الاطفال ، ادخالهم المدارس ، توفير البيئه الملائمه لهم ، اقناعهم بغياب الاب الذي لا شي يملئ فراغه الكبير ، عدم وجود المال الكافي لسد احتياجاتهم ، مواجهة صعوبة الحياة ، ان تكوني وحيدة وسط مجتمع لايرحم و يسوده الجشع ، الاهمال الحكومي و الدولي ، فقدان الامن الامان ..

كما ان العادات و التقاليد تقتل حرية المراه و تحرمها من حقوقها في اهم تفاصيل الحياة تعقيدا كما انه لا يسمح لها بأن تاخذ دور الرجل عندما تحتاج لذلك من اجل استمرار حياة اطفالها فقط ..

تنظيم داعش كان احد عوامل تدمير حياة المراه حيث جعلها ضحية لما بعد داعش ، تواجه قساوة الحياة بمفردها بين مطرقة المجتمع و سندان العادات و التقاليد ، لا مفر لها نحو حريتها ، مكبله بين قضبان الحرمان و الفقد ..

ان معاناة العوائل التي فقدت ابنائها بسبب تنظيم داعش لن تنتهي خصوصا مع متطلبات الحياة التي تزداد يوم بعد اخر
والاهمال جعل نسبة الاحباط تتسع اكثر ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب