مع الاخذ بنظر الاعتبار الضرورة القصوى للعمل من أجل تخليص الشعب العراقي من شر تنظيم داعش الارهابي و على الرغم من إنه بات يفقد الکثير من مواقعه و يواجه هزائم منکرة في الموصل و مناطق أخرى من العراق، لکن ومع ذلك فإن هناك حالة من التوجس و القلق بالنسبة لمرحلة مابعد داعش، وهذا القلق له مايبرره خصوصا في ظل الاوضاع و التطورات الاقليمية و الدولية الجارية.
تنظيم داعش الارهابي الذي هو بمثابة خنجر سام قابل مٶجر من قبل أکثر من طرف، طعن به العراق و سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام، لکن من الواضح إن الطرف الاکثر إستفادة منه منذ بداية إنطلاق و بروز هذا التنظيم و لحد الان وبغض النظر عن الکثير من الادلة و القرائن العينية بهذا الصدد، کان ولايزال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إن بروز دور هذا التنظيم الارهابي في العراق و سوريا ساهم کثيرا في تعزيز و ترسيخ و توسيع نفوذ هذا النظام في هذين البلدين المهمين، وإن إنتهاء مرحلة داعش في العراق و سوريا، سينجم عنه نتائج و تداعيات لابد من أن تٶثر على الادوار الدولية و الاقليمية في العراق و سوريا، وبطبيعة الحال فإن صاحب سيناريو داعش الاصلي في سوريا، أي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، سوف يضع سيناريو لفکرة جديدة تٶثر مجددا على السلام و الامن و الاستقرار في هذين البلدين و المنطقة.
مخطئ و ساذج من يتصور بأن إسدال الستار على مرحلة داعش ومع بقاء و إستمرار النفوذ و الهيمنة الايرانية في العراق و سوريا وبلدان أخرى بالمنطقة، إنما هو محض هراء و خداع للنفس، ذلك إن نظاما يصل به الحال الى حد تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء في وقت يدعي و يزعم بدفاعه عن الشيعة خصوصا و المسلمين عموما، يجب إنتظار ماهو أسوء ذلك منه بکثير، ولذلك فإن المرحلة التي تلي نهاية داعش مالم تقترن بإنهاء النفوذ و الهيمنة الايرانية في المنطقة و قطع أياديه فيها، فإن اساس و جذور المشکلة ستبقى کالنار التي تحت الرماد.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المعروف بعلاقاته و تنسيقاته مع مختلف أنواع التنظيمات الارهابية من سنية أو شيعية، خصوصا وإنه لم يترك حتى تنظيم القاعدة بهذا الخصوص و مد يد التعاون و التنسيق معه، وکذلك ماقد تم توثيقه بخصوص علاقاته مع تنظيم داعش و غيره، بالاضافة الى”أبوته”المفضوحة للميليشيات الشيعية المسلحة في العراق و المنطقة، فإن هکذا نظام و الذي هو بحق ليس عراب داعش فقط وانما عراب التطرف و الارهاب في العالم کله، يجب أن تفکر المنطقة و العالم بشأن آلية عملية من أجل التصدي له و إعادته الى حجمه الطبيعي حيث إنه لن يبقى طويلا بعد ذلك أبدا لأن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية سينهيان دوره الى الابد.