7 أبريل، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

داعش ومستقبلها الغريب داعش لن تنتهي ولن تزول

Facebook
Twitter
LinkedIn

انها “الطنطل او السعلوة “في الروايات العراقية الشعبية . ماذا بعد الانحسار العسكري لمنظمة داعش . الحكومة العراقية ستتحول الى داعش وداعش ستبقى ” خيال المآتة أو فزاعة الخضرة ” لأفزاع العصافير وطردها .

كثرت التكهنات حول الحال الذي سيصبح عليه العراق والمنطقة بعد نهاية داعش المفترضة . سيل عرمر من التوقعات والاستنتاجات , كلٌ يرى الحدث القادم من زاوية نظره وحسب اجتهاده . من يريد ان يعرف حال العراق والمنطقة التي ستكون عليه بعد نهاية داعش كتنظيم عسكري ظاهري ومعلن وليس تشكيل سري فاعل . عليه ان يكون على قناعة بمعرفة من هم صنّاع داعش . قلناها منذ زمن بعيد ونصر ونكرر على ان داعش خلقتها جهات معروفة ومعلومة لها مصلحة جوهرية ومنهج منظّم لتنفيذ اهداف وبرامج استراتيجية غاية في الخبث والتآمر والخطورة . الاطراف الاساسية في خلق داعش عناصر الشر ومصادره المعلومة في العالم { الولايات المتحدة الأميركية وايران واتباعهم كل من النظامين العراقي والسوري } واطراف لها علم بأستحداث داعش مثل روسيا واسرائيل و” مسعود البرزاني ـ اقليم كوردستان العراق “وقطر و الكويت والادارتين الفرنسية والبرطانية . هؤلاء بمجموعهم الصانع والعالِم , لهم مصالح مشتركة من هذا الاختراع . منها جمع المجاهدين ” الدبابير ” في مكان قتل واحد معلوم ومكشوف والقضاء عليهم . لأنهم الخطر الكامن المستمر . وهذا من وجهة نظر اميركا وروسيا واسرائيل بالدرجة الاساس . والجانب الثاني اثارة المشاكل والهاء واستنزاف دول المنطقة بشكل عام لبسط السيطرة والنفوذ وهذا هدف عام يشترك به الجميع . والهدف الآخر الذي يأتي كأولويات اساسية للنظام الايراني والاسرائيلي . هو تدمير العراق وسوريا كمجتمع متجانس وكبنية تحتية واقتصاد وكجيوش واستنزاف موارد ومنع تطور منظّم وهذا يأتي ظمن اولويات ايران واسرائيل واميركا يضاف الى هذا كله كعامل جوهري اساس في فلسفة وثقافة السياسة الايرانية تدمير وابادة السنّة وبنيتهم التحتية بشكل خاص في العراق وسوريا وعموم المنطقة وهذا ما جرى ويجري كنهج فكري سياسي ” ايران استاطاعت ان تحدث شرخ كبير وخطير بين السنّة والشيعة معتمدة على اولويات التاريخ الشيعي السلبية وتجسيمها والبناء عليها “.وجعلها صورة للتناض الاساسي ثلاثية الابعاد . والحقيقة استخدام داعش من قِبَل هؤلاء يدخل ظمن منهج مرحلي يُستخدم بالتعاقب ظمن برنامج متفق عليه سلفاً . بعد الخراب والدمار الذي آل اليه الحال في المناطق السنّية في العراق وسورية وتدميرهم كبشر وكبنية تحتية . يتم وبفعل سريع انهاء داعش كقوة عسكرية فاعلة في العراق واستخدام ذلك ” كمنجز ” مهم لأستخدامه كورقة ضاغطة في الانتخابات العراقية المقبلة لأعادة انتخاب نفس الاحزاب الشيعية الموالية لإيران وتعزيزدور ومكانة الميليشيات الشيعية المتمثلة بـ ” الحشد الشعبي ” كقوى فاعلة بديلة للجيش والشرطة . في تصريح لرئيس الوزراء العراقي ” حيدر العبادي ” يقول فيه ” داعش انهزمت نفسيا يوم تشكيل الحشد الشعبي وهناك جهات سعت لتخريب العلاقة بين الحكومة وبينه اي الحشد والقول للعبادي ” ومن الجدير ذكره ان داعش كانت العذر المعلن لتشكيل الحشد بتجميع الميليشيات وتوحيدها ضد اهل السنّة والجماعة وله دور معلوم داخل العراق وخارجه وتم تشكيله بفتاوى لمحاربة اهل السنّة كما قلنا وهذه الفتاوى صدرت من اشخاص لهم فعل ظاهر كمؤيدين للمحتل الاميركي وموالين لإ يران مثل ” السيد علي السيستاني والشيخ بشير الباكستاني النجفي والسيد صادق الشيرازي و السيد محمد تقي المدرسي ” وهؤلاء من حوزة النجف و ” الشيخ يدالله دوزدوزاتي و الشيخ جواد غروي ” وهؤلاء من حوزة قم . وهناك فتاوى أخرى لمراجع غير مشهورين . هذا الحال خلق مشكلة سياسية ومن المعلوم ستكون هناك مشكلة ثقافية ورائها . المتوقع خلق حالات من العنف نتيجة لهذا تشغل كامل المشهد العراقي بشكله الخاص والعربي والاسلامي بشكله العام . من يحكم العراق اليوم احزاب دينية متطرفة غير معتدلة وهذه التشكيلات المختصرة على مكون واحد اوتخصيصاً على مذهب واحد .  تعني التناقض مع الحالة الوطنية والتجاوز عليها وبالنتيجة تؤدي للتخلف والتقهقر الحضاري . والتمسك والعمل بهذه الحالة تعني ” مخالفة صريحة وواضحة للتوجه المعلن للدولة العراقية ” نتيجة ذلك ستكون هذه القضية مقتصرة على الرجعية لتخادع بها الجماهير المؤمنة وتزايد بها على القوى السياسية التقليدية الغير متطرفة وطبقة المثقفين الواعية والمدركة للأمور بشكلها الصحيح . على المثقفين التصدي والايضاح والانتباه  خصوصاً في الجانب الفكري لا السياسي فحسب لتغيير هذا الواقع المتردي . الدول الاستعمارية وعلى راسها اميركا واسرائيل تشجع مثل هذا الموضوع ودعمه وتعمل عليه خدمة لمصالحها . تصريحات بعض المسؤولين حول ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المقرر رافضين تأجيلها وتشكيل حكومة طوارئ لحين استقرار الاوضاع المأساوية التي يمر بها العراقيين . وابرز الداعين لذلك نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية الحالي رئيس الوزراء سابقاً المساهم الرئيسي في خلق وصناعة داعش بعد امره لأربع فرق عسكرية بالانسحاب من المنطقة الغربية من العراق وترك اسلحتهم لفسح المجال لعناصر داعش للإستيلاء عليها واستخدامها . والمصيبة انه يتكلم عن موضوع الخيانة في تمكين داعش من السيطرة والأستمكان . من هو الخائن يا ترى .. ! في آخر تصريحاته يقول ” بعض القيادات السياسية والأمنية تسببت في دخول داعش ” نسألهُ وما هو مصير لجنة التحقيق في سقوط الموصل وما هي نتائجها . يرافق هذا الموضوع العزف على اسطوانة ” سبايكر ” المجزرة التي تسبب بها هو ومن يشاركه القيادة . يرافق ذلك كله ابراز دور ايران من خلال قاسم سليماني القائد العام لجيش القدس  واعتبارها المنقذ من خلال اضهاره وهو يصلّي على مشارف الحدود العراقية السورية تيمناً واحتفائاً بالنصر .

نسأل ماذا سيكون حال داعش بعد طردها من العراق وانهاء تواجدها العسكري فيه , واين سيؤول مصيرها, هل ستنتهي وينتهي فعلها ودورها . الجواب يعرفه من تابع ويتابع داعش , سينحسر فعلها ودورها لحد قُبَيلَ الانتخابات العراقية بعد ذلك ستتحول الى عشرات الخلايا السرية المتعددة الولائات في العراق والمنطقة تخلقها وتديرها دول مختلفة , لا بل ستكون كل ميليشيا شيعية والبالغة اكثر من اربعين في العراق فقط سيكون لها ” ذراع يعمل بصفة داعش ” . واستخدامه في واجبين مهمين اساسين التخريب والقتل العشوائي وخاصة في الوسط السني واستغلالها كذريعة لتعزيز دور الميليشيات الشيعية التابعة لإيران وكذلك كذريعة وعذرمبرر ومشروع لضرب المناطق السنيّة وتصفية البقية الباقية من المعارضين للأحتلال الأميركي الإيراني وسيكون القاتل والمخرّب مجهولاً بالتمام والكمال وكما يقول المثل ” ضاع ابتر بين البتران ” , الرموز السياسية الحالية المشاركين في العملية السياسية بجميعهم سنّة وشيعة مسخّرين لهذا المنهج وابرزهم من الجانب السني ” صالح المطلك وأسامه النجيفي و سليم الجبوري ” والجانب الشيعي الاشخاص والاحزاب والكتل السياسية الحاكمة الفاعلة في المنهج الايراني .

آخر تصريح للمالكي يتنصل فيه عن دوره في قيام داعش ويوعز ذلك للخيانة ويتهم المعارضين لسياسته في حينه بأنهم هم الخونة يذكرهم في تصريحه ” اصحاب الخيّم ” المعارضين الذين تمت تصفيتهم من قِبَلِه, ويؤكد بأصرار على حتمية اجراء الانتخابات وهو يعلم وعلى دراية بأن اكثر من نصف الشعب العراقي غير مهيئين لهذه الانتخابات وهذا ما اكدته المفوضية العليا للإنتخابات في تصريح لها مفاده ان نسبة كبيرة جداً من المشمولين بالانتخابات لم يُراجعوا مراكز تثبيت المعلومات الشخصية الخاصة بالمنتخبين ” يعني ذلك ان لارغبة لأكثرية الشعب العراقي المشاركة في الانتخابات المقبلة . وهو ما سيكون بالفعل .. لكن بالمقابل اذا حدثت الانتخابات في موعدها المقرر فطرق التزوير والاحتيال معدة سلفاً وسيجري العمل بها ” على قدمين وساقين ” . اغلبية الشعب العراقي غير مهيئين لا من الناحية النفسية ولا الموضوعية للمشاركة في هذه الانتخابات الفاشلة سلفاً ان حال من يدعوا لأجراء الانتخابات وهذا ما يؤكد عليه الجانب الشيعي من سياسيي العراق هواشبه بإحداث حفل عرس في مأتم . مفارقات مجنونة فاضحة ” لا يُلبَس عليها عقال ”

اياد علاوي رئيس وزراء عراقي سابق ورئس كتلة يصرّح في موضوع ما بعد داعش . يقول ان الحكومة ليس لديها برنامج متتفق عليه بعد داعش . نقول له خطئ ما تتصوره وتصرّح به , برنامج الحكومة هو ما ذكرناه , داعش ستتحول الى خلايا سرّية وستقوم بفعلها المرسوم لها في العراق وغيره وسيكون الحال اسوئ ” وكأنك يابو زيد ما غزيت ” وستضل داعش المرتكز المثالي لهروب الحكومات الحالية من واجباتها الرئيسية في حماية المواطنين وتعميم حالة الاستقرار وتوفير الخدمات الاساسية للمواطن العراقي . لماذا لم تتفق داعش مع الفصائل العراقية المعارضة للإحتلال وللنظام مثل ” 1 ـ المجلس العسكري للثوار 2ـ الجيش الاسلامي 3ـ جيش المجاهدين 4 ـ كتائب ثورة العشرين 5 ـ جيش رجال الطريقة النقشبندية 6 ـ انصار الاسلام ” الذين اتحدوا وشكلوا قيادة مركزية واحدة واستطاعوا ان يسيطروعلى الجانب الايسر من الموصل لكن خطئهم كان موافقتهم على انضمام داعش اليهم . لم تتفق معهم انقلبت عليهم بعد ايام وتناقضت معهم وحاربتهم مثل ما فعلت في سوريا . حاربت الخارجين على طاعة نظام بشار وهذا يؤكد بأن داعش صناعة اميركية ايرانية وبمعونة النظامين العراقي والسوري . ولماذا رُفِضت من قبل جبهة النصرة والقاعدة لأن لكل منهم دوره المحدود والمعلوم . أبو محمد الجولاني أعلن تغيير اسم جماعة النصرة الى ” جبهة فتح الشام ” وانفصالها عن القاعدة , اكد ذلك بيان للقاعدة بعد علاقة استمرت اربعين شهراً , بالمحصلة العامة الخراب العام والشامل الذي حدث في العراق وسوريا ويحدث وافعالهم المشكوك بها هنا وهناك في الدول العربية والاسلامية والعالم تصب في مصلحة من .. ؟ نسأل ونستنتج ” ان اردتَ معرفة من وراء الفعل ابحث عن من هو المستفيد وستعرف ” المستفيد هم من ذكرناهم ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب