يبدو المشهد قاتما جدا على حكومة حيدر العبادي وإدارة اوباما ،بعد سقوط الانبار بيد داعش ،وعجز حكومة العبادي وجيشه والحشد الشعبي من استعادة الانبار من قبضته ،رغم التحشيد والتسليح الخرافي للجيش والحشد ،يرافقها تهديدات نارية لقادة الحشد الشعبي ،وبث توصيفات طائفية للانبار والفلوجة وشيوخها،(رأس الافعى او يجب محوها من الخارطة ووو )،مع طيران مكثف ووحشي بقصفه على اهل الانبار والفلوجة، بالبراميل المتفجرة والصواريخ البعيدة ألمدى والمحرم ضرب المدن دوليا بها، مثل صواريخ كراد والزلزال والراجمات وغيرها ،وما تعرضه الفضائيات من وحشية القتل اليومي لأبناء الفلوجة يثبت قيام حكومة العبادي بجريمة الابادة الجماعية ، لذلك سنسلط الضوء على طبيعة الفشل وأسبابه ومن وراءه ،ولماذا تأخر (تحرير الانبار رغم همبلات هادي العامري بحسمها بيومين او ثلاثة ) ان من اولى اسباب فشل الجيش والحشد الشعبي هو فقدان الثقة بالنفس وبما حولها فالجيش يحتاج الى اعادة الثقة بنفسه جراء الهزائم المتكررة في كل القواطع ابتداء من الموصل والحويجة وديالى والانبار وحزام بغداد وصلاح الدين (معارك بيجي مضى عليها اكثر من شهرين دون نتيجة حاسمة) علما ان بيجي قضاء صغير جدا و لا يستوجب هكذا قوة ابدا ،والحشد والجيش قدما خسائر بشرية كبيرة(بس الله يعلم عددها ومقبرة النجف).
ثم ان السبب الاخر هو الصراع بين الحشد والجيش وفرض الحشد كلمته على الجيش وإخضاعه لأوامره العسكرية بالقوة والترهيب(حادثة ناصر الغنام مثالا)، ناهيك عن غياب العقيدة العسكرية والخبرة القتالية والبدنية لدى الجيش ،ووجود حشد شعبي بفتوى دينية يضم اصنافا من عديمي الدراية باستخدام البندقية والسلاح الثقيل دون تدريب عسكري ،واغلب ضباطه من الدمج والمعممين الذي اعطوا لأنفسهم رتبا عسكرية كبيرة ،كل هذه العوامل وغيرها تجعل من تحقيق النصر الوهمي على داعش مستحيلا ،بالرغم من ان داعش لا تملك السلاح والعتاد والطائرات والصواريخ والراجمات وزلزال وكراد كما يمتلكها الحشد الشعبي ،فهو لا يمتلك سوى الانتحاريين والقناصين والعبوات المتفجرة والتفخيخ،وهم يعدون بالأصابع قياسا بالجيش والحشد ،هل هناك سر اخر غير هذا ،بالتأكيد لا توجد اسرار ولا قوة خفية لهم ،لنعود الى مرجعية النجف وتصريحات ممثلها عبد المهدي الكربلائي،والتي تحمل طابعا تحريضيا للقتال الطائفي الاهلي ويحرج اطرافا سنية بها ،دون ان يفرق بين داعش وممن يقاتلون معها ضد داعش ،وهذه طامة كبرى وقعت فيها المرجعية لإعلان الحرب على مكون رئيسي في العراق ،وهو ما لا نرتضيه لمرجعية نحترمها ولا نأمل منها إلا الخير،ففي اغلب التصريحات التي تطلقها عادة في خطبة الجمعة هي تصريحات تحرض على القتال والحرب الطائفية الاهلية كإعلان النفير العام ودعم الميليشيات وتكريمها تزويدها بالفتاوى ،دون ان توجهها وتمنعها من قتل واعتقال وحرق الابرياء من اهل الانبار والفلوجة وصلاح الدين وديالى ،والتي تسميهم المرجعية نفسها (بالمندسين) وهذه والله فرية يراد منها تشجيعهم على الفعل الاجرامي والانتقام من اهل السنة ،وما جرى في صلاح الدين من جرائم على يدي المندسين كما تسميهم يندى له جبين الانسانية اما المرجعية فلم تقل (اف) لهؤلاء المجرمين المندسين والذين وصفهم مقتدى الصدر بالوقحين والطائفيين ،ثم تعلن النفير العام من خلال دعوة الطلبة للالحاق بصفوف الحشد الشعبي والقتال دون ان توضح ماهية القتال واين ومتى ومن هو المقصود به ،اعتقد ان المرجعية غير موفقة في خطابها الاعلامي والسياسي في مواجهة داعش وكسب اهل السنة لصفوفها لمحاربتهم معها ،كما انها وهنا بيت الداء ترفض تسليح السنة والعشائر في المناطق التي يسيطر عليها داعش ،في حين يسلح الحشد الشعبي الطائفي باحدث انواع الاسلحة الايرانية وفي مقدمتها صاروخ زلزال الحديث وصاريخ ايرانية خارقة للدروع ،اليس هذا اعلان حرب ضد المكون السني وبشكل صريح وعلني ، ثم لمصلحة من هذا الرفض في تسليح العشائر السنية اليس في مصلحة داعش التي تحاربها المرجعية بحشدها الشعبي ،ثم ايضا اليس اهل السنة هم المتضرر الاول من داعش ،واليس اهل السنة هم الاحق بتحرير مدنهم التي يسيطر عليها داعش من الحشد الطائفي المندس الذي يسرق وينهب ويحرق ويقتل عباده الله الابرياء في المدن (التي يحررها)،ام هذا ضحك على الذقون ،وإزاء كل هذا وبوقاحة تامة يطالب بعض قادة الحشد الشعبي بحل (حشد نينوى الوطني) ويرفض مشاركته في تحرير مدينتهم من داعش اية وقاحة وسفالة ودونية هذه ،ابناء المدينة ليس لديهم حق في تحرير مدينتهم ويأتي حشد مليء بالطائفية الانتقامية الثأرية ليحرر مدينتهم ،وأين موقف مرجعية النجف من هكذا تصريحات طائفية ،اما امريكا فقد وقعت في شر اعمالها في العراق وهي في ورطة وكل يوم تغير من استيراتيجيتها في العراق فشل بعد اخر،وهي تمارس اللعبة الشيطانية في العراق وهي اشعال الحرب بين كل الفصائل والطوائف والأقليات ،فهي تدعم الحشد وتحاربه وهي تدعم داعش وتحاربه وهي تدعم حكومة العبادي وتمنع عنها الطائرات والأسلحة الحديثة وغيرها ،وتنتقد جيشه وتصفه بالمهزوم والفاشل ،في حين يزداد موقف داعش ومقاتليه ثباتا وتمددا في الانبار ونينوى والحويجة والفلوجة وهذا ليس مدحا ولكنه الحقيقة الوحيدة على الارض،رغم كل التحشدات والتصريحات وهمبلات قادة الحشد الفارغة ،فانه يعزز مكانته ومواقعه بثقة كاملة ولا يكترث بجعجعة الاخرين …