20 مايو، 2024 5:37 م
Search
Close this search box.

داعش وكرة القدم

Facebook
Twitter
LinkedIn

فقر اخلاقي وصحفي واعلامي وسياسي ام اثارة للنعرة للطائفية ؟ ام انفجارات من نوع اخر لا تقل خطورة عن انفجارات الارهاب التي تطال العراق الحبيب ؟ بهذه الكلمات وصف الكثير من المراقبين والمتابعين سواء على المستوى السياسي او الرياضي حول ما نشرته بعض وسائل الاعلام العراقية قبل وبعد مباراة منتخب العراق الاولمبي وشقيقه المنتخب السعودي الاولبي تحت 22 عام .
نواب وسياسييون عراقيون لم يبتعدوا كثيرا عن مواقفهم المؤججة للطائفية والمثيرة للشحن الطائفي عندما لم يفرقوا بين الخلق الرياضي وابعاد الرياضة عن الخلافات السياسية , فقد خرجت بعض التغريدات على حسابهم الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي ان العراق قد انتصر على المنتخب السعودي الداعشي ومن معه .
 قنوات تلفزيونية عراقية عامت في فلك التاجيج الطائفي والعوم  في المغالات بوصف الفريق السعودي الشقيق بانه يمثل القاعدة وداعش , فمنها من عنونت مانشيت عريضا  ومنها من  تسابق في الاخبار العاجلة ومنها من نزل الى الشارع بكل اندفاع ضناً منها ان السبق الصحفي سيكون من نصيبها لكنها وقعت في الفخ  والمطب نفسه من خلال نقلها للاوصاف الطائفية  التي تسيء الى العلاقات الاخوية بين العراق واشقائه اضافة الى المفردات التي يحاسب عليها القانون والدستور لمثيري النعرات الطايفية وشق الصف الوطني .
صحيفة عراقية كانت اول من اثارت هذه الازمة والغاية لا يعلمها الا الله فمنهم من يقول انها تابعة وممولة من الحكومة العراقية ومنهم من يرى ان الطائفية لا تفرق بين مثقف وامي اذا ما غسلت العقول .
اتحاد الكرة في العراق كان اكثر علقانية وحكمة من السياسيين والاعلاميين والصحفيين لانه الاكثر تضررا عندما ربطت السياسية في الرياضة , فمنهم من  حذر من إفساد فرحة الفوز  باستخدام مصطلحات دخيلة ووصف المنتخب السعودي بـداعش وأن استخدام هذه المفردات هو قمة في التخلف , وانها تسيء للكرة العراقية وتتسبب في شرخ بالعلاقات بين العراق والبلدان العربية نحن اليوم بامس الحاجة اليها .
واخيرا الفريق العراقي فاز بهدق واحد لكن مرمانا تلقى اكثر من هدف من خلال الرسائل الطائفية التي اوصلتها القنوات الاعلامية والصحفية وتغريدات السياسيين المثيرة للجدل , والسؤال هو من يحاسب الذي افقدنا فرحة الفوز, وكنا بامس الحاجة اليه , ولكن يبدو ان الرياضة هي الاخرى اصبحت نقمة علينا .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب