9 أبريل، 2024 6:17 ص
Search
Close this search box.

داعش وعصفور أبيض على أبواب التحالف الوطني!

Facebook
Twitter
LinkedIn

حكي أن لصاً دخل بيت فتاة عراقية، فلما أحست به قالت رافعة صوتها: يا نفسي لو تزوجت مبكراً، فألد لزوجي ثلاثة بنين، فسميت أحدهم محمداً، والأخر علياً، والثالث حسيناً، يا نفسي ما أصنع بهم؟ أخشى أن يموتوا فأندبهم وأقول: ومحمداه، وعلياه، وحسيناه، ورفعت صوتها عالياً، وكان لها جيران يسمون بهذه الأسماء، فجاءوها مسرعين، وقالت: دونكم اللص، فأمسكوا به وأشبعوه ضرباً!
الدواعش لصوص صعاليك دخلوا البيت العراقي، محاولين شق صفوفه، وتمزيق وحدة كلمته منذ عامين، وخلّفوا من الخراب والفوضى، ما يندى له جبين الإنسانية، ولكن مَنْ إنتخى لنصرة محافظاتنا، التي إغتصبها هؤلاء الشراذم؟ إنه محمد وعلي والحسين، أبطال بررة عاهدوا الباريء عز وجل، على حفظ الأرض والعرض، بعد أن لبوا نداء المرجعية الرشيدة بفتوى الجهاد الكفائي، نعم إنهم رجال الوحدة الوطنية.
البيت الشيعي قد تحدث فيه بعض النزاعات، لكن الهدف الأسمى الذي يجمعهم، هو الحفاظ على وحدة البيت، فكل وتد يعرف الآخر، ورغم أن الطريق طيلة الثلاثة عشر عاماً، كانت شائكة محفوفة بالمخاطر، إلا أنه لا يصح إلا الصحيح، فالإعتدال والحوار المتفتح، والتسامح والإحتواء، كانت صفات لبعض الرموز الوطنية، التي حملت عناوين الوحدة والصبر على مواجهة الرزايا،  فهي مفتاح للفرج والفرح.
قدم التحالف الوطني على مدى عقود من الزمن، كوكبة من قرابين العدالة الطاهرة، أيام مقصلة البعث الكافر، والحديث عن التحالف الوطني، والعصفور الأبيض الذي يتزعمه، يمثل وقفة عراقية تستوجب التأمل والتأني، لأن الوحدة التي رفعت هدفاً له، تعني أن العراق سيعيش إنتصارات عسكرية ووطنية، في أجواء ترفل بالعزة والكرامة، لذا (تعاونوا على البر والتقوى، وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).  الرجال الذين يركبون العزة في زمن الذل، والكرامة في ظل الهوان، هم رعيل خالد، سائر على نهج أبي الأحرار الحسين (عليه السلام)، فهو لم يخرج إشراً ولا بطراً، بل طلباً للإصلاح في أمة جده، واليوم يمضي الشرفاء بهذا الطريق، بما يمتلكونه من حكمة ودراية، لتحقيق هدفنا الوحدوي في البيت العراقي (التحالف الوطني)، وهو السبب وراء إختيار السيد عمار الحكيم زعيماً له.
الإستعداد لمرحلة ما بعد داعش، أمر في غاية الأهمية، خاصة بالنسبة لمؤسسة بحجم التحالف الوطني، فالتحدي كبير والمواجهة تحتاج لجهود أكبر، والأولوية الأولى التي تلملم الخيمة وتنسج أطرافها، تحقيق وحدة وطنية بين أبناء المكون الواحد، لتمتد ثمارها لبقية القوى السياسية، والتوجه للعراق وحده، بقلوب آمنة مطمئنة، فما أعظم لوحة سيكتبها التحالف الوطني، وعلى بابه عصفور أبيض، يتكلم بإسم(توحدوا لأجل العراق)!  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب