19 ديسمبر، 2024 4:12 ص

داعش وسوق النخاسة

داعش وسوق النخاسة

-1-
تتابعت كلُّ الأقنعة الزائفة بالسقوط عن وجه (داعش) القبيح ، وظهرت تضاريسه على حقيقتها لكل ذي بصيرة :

فالاجهاز على الابطال من عشيرة (ألبو نمر)، يعني أنه لا يُقيم وزنا للسنّة ، بالرغم من ادعاءاته العريضة الباطلة بالعمل من أجلهم ..!!

واذا كان الاجهاز على الرجال قد جاء ردّاً على مقاومتهم البطولية لجرائمه النكراء فما معنى قتل الأطفال والنساء منهم ؟

إنَّها البربرية والهمجية بأجلى صورها وعناوينها، والاّ فأيةُ جريرةٍ لهما يمكن ان يحاسبا عليها ؟!

وإنَّه التعطش للدماء أياً كان المذهب ..!!

ومن هنا يمكن القول :

إنّ داعش يستوى عندها الإجهاز على أتباع الأديان والمذاهب كلها …

وهذا هو معنى العداء للانسانية بأسرها ، وللأديان والمذاهب بأسرها

وهل هناك من انحدار وتسافل أكبر من معاداة الناس جميعاً باستثناء الخانعين لسطوة العصابات التكفيرية الحاقدة ؟!!

-2-

وعملياتُ الإبادة للأحرار والحرائر ، تقترن بعمليات سوق النساء سبايا وأسيرات تمهيداً لبيعهن في أسواق النخاسة، التي برعت (داعش) في إحيائها من جديد ، بعدا ان اندثرت منذ زمن بعيد .

إنَّ عَرْض النساء للبيع -على حد بيع سائر السلع في السوق- انما يكشف عن توحش واصرار على ارجاعنا الى القرون الوسطى بكل ما فيها من تخلف وتكلس .

ومن هنا يمكن القول :

انّ (داعش) ما هي إلاّ الهجمة الشرسة على المعطيات الحضارية والقيم الاخلاقية بأسرها .

وكيف يمكن أنْ ينسب هذا التنكر الفظيع للقيم الأصيلة الى “الاسلام” الذي هو دينُ العلم والسمو الروحي والأخلاقي والانساني والذي يُخرجُ البشرية من الظلمات الى النور ؟!

إنَّ اكبر ألوان الاساءة الى الاسلام هو انتساب (داعش) واخوانه من الرضاعة الى رسالة الاسلام العظيمة ، والتي هي بُراء منهم ومن كل المارقين …

-3-

وبكل وقاحة وصلافة أصدرت دولة الخرافة بيانا جاء فيه :

( وردنا انَّ سُوق بيع النساء والغنائم قد شهد انخفاضا كبيرا وهو ما يؤثر على ايرادات الدولة الاسلامية وتمويل صولات المجاهدين فيها )

ان هذا السوق ليس له وجود قبل ان تُعلن (داعش) عن دولتها المزعومة .

ثم ان الاعتراف بالانخفاض الكبير في هذا السوق هو الاعتراف الصريح باستنكار الناس ورفضهم لما تقوم به (داعش) من عمل شائن يبرئ منه كل انسان سوي …

تأملْ في قولهم :

(يؤثر على ايرادات الدولة الاسلامية ، وتمويل صولات المجاهدين فيها)

أرأيت كيف يكون التبرير الحقير ؟

انه يريد ان تكون عمليات بيع النساء مصدراً من مصادر تمويل دولتهم الحاقدة وتمويل عمليات أزلامها المتمرسين في عمليات الذبح والقتل وقطع الرؤوس والاعتداءات الفظيعة على الاحرار والحرائر، بما في ذلك

سبي النساء واغتصابهن بذريعة (نكاح الجهاد) الذي ما أنزل الله به من سلطان …

ان (هيئة بيت المال ) في دولة الخرافة ، هي التي أصدرت التسعيرة المخزية ، وألزمت بمراعاتها كل الجلاوزة والأتباع ..!!

وقالت مهدّدة من لا يلتزم العمل بها :

(وبخلافه سيتم إعدام كل مخالف)

وهنا تكمن الفضيحة :

هل سمعتم بأنّ جهةً في العالم – ونحن في الألفية الثالثة – تعاقب بالاعدام على مخالفة تسعيرة معيّنة ؟!!

الى اي مدىً تسترخص (داعش) الدم البشري، والى اي مدىً تستهين بالانسان وبكرامته وسلامته .

أليس ذلك دليلاً على انها بعيدة عن كلّ الاديان ؟!!

-4-

وجاء في البيان الصادر بتاريخ 21/ذو الحجة /1435 هجرية وبالعدد (178) ما يلي :

الأسعار البضاعة

وهنا تجعل النساء الايزيديات والمسيحيات بضاعةً من البضائع ،

وهكذا يكون الانسان شيئاً من الأشياء التي تقع عليها المعاوضات ، تماماً كالخشب والحديد وأثاث المنزل ..!!

ما أبشع هذه الخلفية القذرة لداعش وما أشدّ وحشيتها

-5-

وجعلت الأسعار تدور مدار الأعمار ، فتعلو في الصغار وتقل قيمتها في الكبار ..!!

ان قيمة المرأة الايزيدية أو المسيحية إنْ كان عمرها بين 30-40 سنة هو 75000 ألف دينار

وقيمتها إنْ كان عمرها بين 20-30 سنة 100000 دينار

وقيمتها إنْ كان عمرها بين 10-20 سنة 150000 دينار

وقيمتها إنْ كان عمرها بين 40-50 سنة 50000 دينار

أما الأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين السنة -9 سنوات من الايزيديين والمسيحيين فقيمتهم 200000 دينار .

-6-

ثم يأتي المنع المطلق لحيازة أكثر من 3 غنائم ..!!

وبهذا يختم (داعش) بيانه الذي يكشف هويتَه ويعلن للملأ حقيقتَه ، ليصبح المثال الأبرز للحقارة والاجرام .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات