23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

داعش وسبل القضاء عليها

داعش وسبل القضاء عليها

تتنوع سبل الخلاص والنجاة من الوضع الراهن الذي يعيشه اغلب ابناء الشعب العراقي في الشمال والوسط والجنوب، فثمة من يرى ان مقاطعة العملية السياسية بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات جزء من الحل، وآخر يرى ان ما بني على باطل فهو باطل، ويطل علينا ثالث يثقف باتجاه الوحودية والتوحد، ومحاربة المؤامرات التي يتعرض لها البلد والتي غالبها خارجي حسب رؤية هذا الطرف، لاختم على الاقل برأي مفاده: أن حلحلة الامور الان تكمن في اللا مركزية الادارية (النظام المعروف) في بعض الدول، واصحاب هذا الرأي يدللون على صواب ما يذهبون اليه في تجارب الدول التي مارست هذا النظام وكانت اقرب الى النجاح منها الى الفشل.

 

التحدي الأكبر الآن يكمن في سيطرة عصابات داعش على ثلث العراق، وترقب من طرف سوريا حدوديا وكذا الاردن وحالة من الترقب الحذر في المعسكر الداخلي اثر صراعات اثنية تثار بين الفينة والاخرى، ناهيك عن تصفيات بالجملة وقعت ولا زالت قي المقدادية وما حولها، كل هذه المعطيات وغيرها اقليمياً، تجعلنا نرجح احياناً الذهاب الى (الاقلمة) الداخلية التي هي جزء مهم من الحل في قضيتنا العراقية.

 

داعش الارهابية والمتطرفة في نفس الوقت تمثل الان التحدي الاكبر محلياً ودولياً، وهنا السؤال البدهي: كيف نستطيع ويستطيع غيرنا القضاء على داعش؟

 

الحل يكمن تنظيراً في تهيئة أرضية مناسبة، اتقبلها اولا، ويتقبلها الآخر وفق حسن الظن المبني على تفسير النوايا على اساس ان رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وعبر فلسفة تقبل الآخر وحواره والوصول الى قواسم مشتركة..

 

سؤال مهم: من كان يدير المحافظات الاتية: الانبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى؟ الجواب: المركزية القاتلة التي اصابت ابناء هذه المحافظات بمقتل، فالقرار الذي يراه محافظ احداها يتم النظر فيه فترة من الزمن ومناقشته اخرى، واجراء بعض الملاحظات عليه، ثم وضع العراقيل امام تنفيذه ثم رفضه وبالتالي سيطرة داعش عسكريا في تلك المنطقة ان كانت فرضيتنا ان هذا القرار كان عسكرياً بالدرجة الاولى، ويتبعه تعطيل الالف والاكثر من مصالح الناس في النطاق الخدمي ومثله في الجوانب الانسانية الاخرى، انه المرض الفتاك بحياة العراقيين (المركزية السرطانية) .

 

اصبح العراقي يقدس ويمجد سايكس بيكو ويتغنى بالحدود الوهمية، ويلعن من يريد ازالتها، وصعب ازالتها في مثل هذا الظرف الحساس الذي يخون فيه الداعي الى حقه في حكم نفسه بنفسه، لقد اصبح حال الدول داخل الكيان الواحد كبيت العنكبوت وهناً وضعفاً اجتماعياً فكيف بمن هم خارج نطاق الدولة.

 

ان من يريد القضاء على داعش لا يستدعي مقاتلاً خارجياً مع اهميته، مع اهمية التحالف الدولي وما يقدمه من ضربات موجعة للمجاميع الارهابية المتطرفة، ولا يتغنى ببطولات وهمية يمارسها على ابناء جلدته، ولا يستعير المقاتل المأجور الذي ينخرط وفق دوافع طائفية وفي خانة (الحشد الشعبي) بل يتطلب منا المقاتل الشرس ابن المحافظة ذاتها التي اغتصبها داعش، والذي ذاق مرارة البعد عن داره، ولم يعرف الراحة بعد ٦/١٠ والى الان.

 

حري بنا جميعاً ان نعيش واقعيين، وننسى ونتناسى كثيراً من المثاليات التي اشربناها عبر ثوب الوطنية الزائف، وحاولنا تمريرها الى الاجيال القادمة التي ستلعننا كما لعننا الذين من قبلنا.

 

داعش ستطرد حتماً بجهود ابناء نينوى، والانبار، وصلاح الدين، وديالى، وباقي الاقضية والنواحي، يوم يحكموا انفسهم بانفسهم ويتخلوا عن داء المركزية الذي جلب الوبال، وسنرى قريباً فرجاً قريبا يقوده الشرفاء من ابناء هذ المحافظات وما اكثرهم، ويقولون متى هو؟

 

سيكون غداً او بعده، وستلعن الاجيال من كان سبباً في من اوصل محافظته الى هذا الحد ان كان المالكي او ازلامه او غيرهم.