السيناريو اصبح واضحا وليس بحاجة الى كثير فَهّمْ وحذلقة سياسيُ الازمات المتانقين ببدلات غالية وذقون حليقه, يتقافزون من قناة الى قناة ل(يخرطون) علينا كلام يتكرر من عشرة اعوام. كردستان تصدر النفط, رغم انف حكومة بغداد الضعيفة, وهذا يعني انها اتخذت -سياسيا- مظهر الدولة المستقلة صراحة ولاول مرة منذ 2003- في ضل لعبة نُسِجت ببراعة عنكبوت. حلفاؤها الواضحون (تركيا , اسامة و اثيل النجيفي, داعش). داعش تدخل الموصل لفرض حالة واقعية, ويُكسر الجيش سياسيا لينسحب في مظهر الجبان عسكريا بأمر من محافظها -اول الفارين- وقادتها العسكرين المتواطئين, وبتامين من البيشمركة, التي سيكون دخولها الى الموصل وكركوك شرعيا بعد ذلك وقد يكون بطلب من حكومة بغداد باعتبارها – وبالمحصلة- قوات عراقية ولن تنسحب منها بعد ذلك, ومن سيجبرها على الانسحاب؟!, لتتضح معالم دولة كردستان والتي أُضيف اليها وبتوصيات من حكومة انقرة محافظة الموصل, والتي لم تكن سابقا في احلام حكومة الاقليم من ناحية واقعية- قطعاً وليس تنضيراً- على لسان سياسيها الحذقين اعلاميا, ولاستكمال خيوط اللعبة وجعلها اكثر إقناعا, يتأكشن هذا السيناريو بخطف القنصل التركي ومرؤوسيه الذين يصل عددهم الى (49) موظف, والذي يبدو انهم كانو نائمين داخل القنصلية المغلقة عليهم بإحكام من الخارج, ولم يعلمو بما يحصل في المحافظة !!!, وإلا فمتى احتفظت داعش بموظفين لدولة تدعي العلمانية, فمن تابع تسجيلاتهم في اليوتيوب طول الثلاث سنوات السابقة, يجدهم يلجأون- باحترافية- للتنفيذ الفوري في اسراهم, ولاستكمال السيناريو, صَرحت حكومة انقرة وبتاريخ 12/ 6/ 2014, بانه اذا حل بموظفيها اي مكروه فأنها لن تسكت وستأخذ بثأرهم, ولا يعني ذلك الا ان تركيا ستتدخل- في الظاهر- عسكريا في الموصل, وهذا ما لن يحصل لان الاسرى سيفرج عنهم بعد ذلك, الغرض من هذا التصريح هو خلق ضغط مضاعف على حكومة بغداد للتقليل من قدرتها على المناورة وتحليل الموقف المتسارع واستيعابه ليس الا, المُتابع للمشهد العراقي عن قرب سيجد ان اسامة النجيفي هو اكبر المموهين لهذه اللعبة, فلاول مرة يخرج بتصريح يدين فيه داعش ويصفها بالمنظمة الارهابية, لنفي الشبهات قبل دورانها, يستتبع ذلك في اليوم التالي تصريح محافظ الموصل – من فندقهِ – في كردستان بان الجيش يتحمل سقوط الموصل خلاف تصريحاته السابقة والتي كان يهاجم فيها الجيش العراقي ويؤكد ان الموصل خالية من عصابات داعش والقاعدة ويطالب بانسحاب الجيش من داخل المحافظه, مما يعني انه وفر سقف زمني لتمدد داعش داخل المحافظة, بعد ذلك – ولجعل المشهد اكثر ضبابيه – تفتعل اشتباكات هنا وهناك بين داعش والبيشمركه لصبغ المشهد بواقعيه قتاليه أحّكَمَ مُخرِجها اختيار لقطاتها بدقة متناهية. داعش قد تنسحب من الموصل- فهي تشكيل ميتافيزيقي لم يُخّلْق ليظهر بل ليؤثر فقط- او ستتقدم لأحتلال محافظات مجاورة حسب اجندات الحلفاء بضمنهم الجناح السياسي لداعش- كتلة متحدون- وحسب المُمانعة او الاستسلام التي ستجدها في هذه المحافظات. ومن الواضح ان الحكومة لن تستطيع الدفاع عنها بدون دعم دولي حقيقي في ضل ارضية سُكانية متشوقة لاستقبال داعش نكايةً بالحكومة. كل ما يحدث الان هو نتيجة طبيعية لعشر سنوات من الادارة السيئة للدولة بكل مفاصلها وانانية الحكومة التي ترى الامور بمنظاهرها الضيق, الفئوي, الحزبوي, من دمج المليشيات في السلك العسكري بل وحتى حصولهم على رتب عالية, فلا يكون الاعتماد على المليشيات في حماية صاحب السلطة ورفدها بالامتيازات الا على حساب عقيدة الجيش التي لن تكون واضحة, فالمهم مع من يقاتل الجيش ولماذا, مبدأ بسيط وصريح قرره مونتسكيو قبل قرون, يبدوغائبا عن فكر القيادة السياسية بالمطلق, فإذا فَشلتَ في التخطيط تكون قد خططت للفشل, الذي نتجرع الان نتائجه القاسية. الخطراليوم كبيروحقيقي ويهدد الجميع, وبالخصوص المواطنين الذين لايستطيع اغلبهم الهروب الى الخارج كما يتمكن السياسين الذي يحجزون الطائرات بسهولة!, البلد يتفكك وداعش – اذا تمكنت – لن تُبقي ولن تَذر. ولوم الحكومة -التي لم اشعر انها تمثلني قيد انملة- لن يجدي. مع كثير اسف قد تكون الازمات هي خير منبه للخلل والتحلل المستشري في جسد الدولة والمجتمع, ولنفترض ان الحكومة والحكومات القادمة قد استفادت من هذا الدرس القاسي ولن تكرره مستقبلا- وارجو ان لا اكون حالِما- وتعمل على اعداد جيش قوي ضارِب يَحمي العراق وعمليته الديمقراطية ولايدع مجالا لاحد ليمس سيادته وسلامة مواطنيه . العراق بلد الجميع ويجب ان تعمل الحكومة وبسرعة مع الدول الحليفة لتقويض خطر داعش والعمل على اعداد قوات من المتطوعين القادرين على حمل السلاح, كجيش احتياط يتم تدربيهم خلال الايام القادمة, كما يجب وبرغم خطورة الرأي وبعده ظاهريا عن مبادئ الديمقراطية -الحُلم- العمل على تقويض نشاط كتلة متحدون المُعارِضة بالمجمل لمشروع الدولة- غير الواضح اصلا- والمُتماهي مع انتصارات داعش, لما تؤديه من دور مُناكِد لكل ما يحمل رائحة الحكومة سلبا اوايجابا وهو دور خطر جدا في المرحلة الراهنة على وحدة العراق ككل, بَقّيَ ان نقول بانه لم يعد سرا إنَ الدعم اللوجسيتي لعصابات داعش والسيارت ال-البيك اّب- اليابانية الحديثة والملائمة للأجواء الخليجية قد جاء من بلاد الحرمين الشقيق وشريكتها – في مشروع عدم نهضة العراق- قطر!!!. تتغير الحكومات ويبقى الوطن, ويجب على الجميع الالتفاف حولهُ في هذه الفترة الحرجه من تاريخه. الموت بشرف خير من النزوح بذل واستجداء المساعدات الخارجية, ومن يترك ارضه خوفا, يتنازل عن شرفه مختارا. استعدو يا ابناء الوطن للمعركة الفاصلة في تاريخكم, فانتم في مخاض ديمقراطي مُتعسر وضعكم فيه سياسيُ الصدفة الذين انتخبتوهم لحماية مذاهبكم من خطر داعش والذي بَرَزَ اكثر قُربا بعد انتخابهم, فيا للمُفَارقة!!!. الدرس التاريخي بان الدين يحكم السرائر والسياسة تحكم المظاهر التي تتعلق بالحياة اليومية, ولا مقاربة بين ديانة مُقدسة وسياسة مُدنسة, مازال مُغيبا بين ظهرانيكم. احمِلو اسلحتكم واسندو جيشكم وقاتلو اذلاء الولاء الخارجي بظرواة, فبعد الوطن الأمكِنة عدم, لنطرد هؤلاء النكِرات او لنموت دون ارضنا – كشهداء – بشرف.