11 أبريل، 2024 5:37 ص
Search
Close this search box.

(داعش) وحربها الاعلامية المضادة…

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس اكثر من اصابع تلعب باحتراف  على أزرار (الريمونت كونترول)  وهي تنتقي ماتريده من اخبار وتقارير القنوات الفضائية، وبضع  تطمينات مبالغ فيها نسمعها من هنا وهناك، وجمل مبتورة عن حقيقة مايجري في المحافظات الغربية عن تحركات (داعش) الارهابية، هكذا هو حال معظم العراقيين اليوم وهم يحاولون اسكات رغبتهم وقلقهم  لمعرفة مايجري من اخر الاحداث والمستجدات  بعد ان عمدت السلطات المحلية الى حجب اي بصيص امل لتسريبات هنا او هناك وابقتنا نتعثر بخطواتنا ونبتكر  اساليب لفك طلاسم الهجمة الشرسة.
 
في حديث جانبي مع زميلات لي في العمل، كنا نقضي فيه الوقت الشاغر ببضع اقاصيص  عما يجري في مناطقهن وماسمعنه من اخبار حتى لو كان مصدرها عرافة ترجم بالغيب فربما تحمل معها تفسيراً مقنعاً لما يدور..  وعادة مايكون وقع تلك الاحاديث  متناغماً مع تقشير بذور حب (عين الشمس) المتسارع مع وتيرة الاحداث  وقد صار مرافقاً مع كل  موجة قلق تجتاحنا..
في تلك الاحاديث التي قد نختلف في بداياتها  الا اننا عادة مانخرج منها  بنتيجة واحدة، وهي ان لكل منا وجهته التي يستقي منها اخباره،  وينسج منها  سيناريو الحدث بشكل  قد يكون ايجابياً او سلبياً لكنه وبكل تأكيد لايشكل كل الحقيقة.. لتتجسد هنا ذات المقولة الشهيرة للسناتور الامريكي هاريم جونسون عام 1918 «الحقيقة هي أول ضحايا الحرب»  وهي تحكي ضياع الحقيقة في النزاعات والحروب مع دوي صوت المدافع وهدير الطائرات وأزيز الرصاص.
 وبرغم كل ماتبذله القنوات شبه الحكومية وبعض التي تجري في ركبها من محاولات جذب جمهورها بما تصبه من اطنان التطمينات والاغنيات الحماسية والاخبار العاجلة،  على مدار 24 ساعة، مقابل أسكات اصوات من تعارضها، الا ان فرص نجاحها تبدو اضعف  لما خلفته من تركة مشوشة  غابت عنها الشفافية والوضوح  في كل مراحل عملها السابق، حتى اصبح تصديقها اشبه بتصديق ذاك الكذاب الذي احترق بيته دون ان يسعفه احد!!.
رسالة الاعلام لاتكون واضحه سوى بأتباعها الحقيقة، برغم قسوتها احياناً، اما تعبئة الجمهور وتحسين معنوياته وحماسته فهو موضوع اخر له شأن بنتاج سلوك سياسي  ذكي يحتكم لاستعادة ثقة الشعوب وشكل العلاقة معه كبنية مجتمعية متماسكة لاتلجا فيه السلطة الحاكمة  لفرض هيمنتها فرضا او اتباع سياسة رمي التهم والتحشيد لاجل فكرة راسخة دون اخذ اراء  من يخالفها.
ربما فات على الجهات المعنية بقطع  خدمات الانترنت  وبعض مواقع التواصل الاجتماعي انها تهيئ لتخزين كومة قش يابس بأنتظار اي شرارة طائشة تفعل فعلها لاثارة حريق كبير، ذلك ان وقع الاشاعات يكون اكبر في ظل غياب المعلومات، كما ان الاجدى  وهي التي تمتلك الحصة الاكبر من القنوات والاستعدادات اللوجستية والاموال ان تكون المبادرة لبناء اعلام حقيقي يتماشى مع التطورات الحاصلة في العجلة الاعلامية الحديثة ، وبشكل يضاهي تحركات بضع دخلاء استطاعوا بين عشية وضحاها ان يغزوا المنظومة الاعلامية وينشروا  غسيلهم الوسخ ويروجوا لقصص انتصاراتهم الخاطفة، في حين ان الجولة لاتزال في اولها، وامامنا الكثير حتى نقول اننا انتصرنا وهذه هي الادلة..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب