في كلمته المرتجلة ،وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي هجوما وتهديدا شديدين الى ما سماها (عصابات القتل والخطف والجريمة في محافظة البصرة”)،متوعدا اياها بأقصى العقوبات ،قائلا ان تنظيم الدولة الاسلامية داعش لا يوجد في البصرة،وان افعال هذه العصابات هي نفس ما يقوم به داعش ،هذه هي حقيقة الميليشيات الطائفية التي تتبرقع تحت مسمى(الحشد الشعبي الطائفي) لمقاتلة داعش،والتي لم يسمها العبادي صراحة خوفا من بطشها ،اذن العبادي وحكومته ،امام مأزق كبير وأزمة كبيرة اسمها ألميليشيات لا تقل خطورتها عن داعش عليه،فالميليشيات المسلحة ايرانيا ومدعومة ايرانيا وتأتمر بأوامر ولي الفقيه الخامنئي مباشرة بالوسيط قاسم سليماني ،ويوجهها في بغداد مؤسس الحشد الشعبي الطائفي وغريم العبادي نوري المالكي وعصاباته في الاعلام واجهزة السلطة والقضاء والجيش والشرطة والاجهزة الامنية التي مازالت تأتمر باوامرالمالكي مباشرة،لهذا فازمة العبادي حقيقية ومازق كبير يعاني منه ويهدده مرة بالسقوط ومرة بالانقلاب كما اعلن اتباع المالكي وزعيم العصائب قيس الخزعلي،ناهيك عن الخلافات الكبيرة والأزمات الكبيرة التي تعاني منها حكومة العبادي مع شركائه في الحكومة من الكتل الاخرى كالتحالف الكردي واتحاد القوى الوطنية وغيرها ،اضافة الى الامتحان العسير في مواجهته العسكرية وتحشيد المقاتلين ضد تنظيم الدولة الاسلامية داعش ،والتي يتطلب منه تحرير المدن والمحافظات المسيطر عليها التنظيم،اذن مأزق العبادي يهدده بالسقوط او الانقلاب ،حسب ما يسعى له خصومه المقربين منه وليس اعداءه ،فكيف يخرج العبادي من هذا كله ،وليس له من معيل او سند،الكل تريد منه ،والكل يستهدفه، والكل يتربص به وبحكومته ،نحن هنا نشخص الحالة ومعالجتها وتفسيرها، العبادي يعلن في كل مرة تبجحه ومدحه للميليشيات وهي من يقضي على داعش ويجب دعم الحشد ويرفض المساس به والتكسب من ورائه ،في حين الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي يعملون بإمرة المالكي وتوجيهاته وأوامره لإسقاط العبادي وحكومته وإفشالها بشتى الطرق ،اذن السبب هو العبادي الذي يمجد لمليشيا تستهدفه وتعمل على اسقاطه والانقلاب عليه باسم الحشد الشعبي والدفاع عن المقدسات،ألا يستحق العبادي هذا ،بلى يستحق ما جنته يداه من دعم وتمجيد للحشد ،الذي يعلم هو قبل غيره اهداف الحشد ونواياه السيئة تجاهه،وانه سينقلب عليه عاجلا ام اجلا،اذن لا يختلف الحشد بميليشياته وإجرامها في تكريت او ديالى او الانبار عن اجرامها وأفعالها في البصرة او العمارة او القادسية ،وهي افعال يشبهها العبادي نفسه لا تقل اجراما عن افعال داعش،وهما وجهان لعملة واحدة ،اليس هذا اعترافا بعدم شرعية الحشد الشعبي وجرائمه في العراق،اليس هذا اعترافا بصدق ما كنا نحذر منه ونرفضه منذ تأسيس الحشد ،لأننا نعرف حجم نواياها الطائفية وطبيعتها الاجرامية التي لا تقل ان لم تزد عن اي افعال اجرامية وإرهابية اخرى يقوم بها الاخرون من العصابات والتنظيمات المتطرفة ،وهذا يؤكد صحة نهجنا ورؤانا الى اعداء العراق من كل الطوائف والمذاهب،فمن يستهدف الدم العراقي هو عدو الجميع مهما كانت المسميات،نحن كلنا كعراقيين امام عدو مشترك هو الارهاب وأشكاله ومسمياته ومن يقف وراءه،والعبادي يعرف قبل غيره ان من يستهدفه ليس داعش كما يسوق للآخرين ،وإنما الميليشيات الطائفية التي يرعاها ويدعمها نوري المالكي تحت اسم الحشد الشعبي ،وقد اعترف هو بنفسه حينما قال (انا من اسس الحشد الشعبي)،
لان تنظيم الدولة بالنسبة للعبادي عدو بائن وليس باطن،هذا اولا ،وثانيا يخطئ العبادي ويدلس عندما يقول ويدعي بان البعث من تحالف ويتحالف مع داعش وهو يعرف تماما ان داعش هو من يحتجز قادة البعث في سجونه منذ اعوام ،وهذا مثبت في خطاب عزة الدوري الاخير،فعلا من تقرأ مزاميرك يا عبادي،اكذب كذبة اخرى غير مفضوحة،والعبادي مغرم بالأكاذيب الصحفية التي يورطه فيها مستشاروه عن انتصارات وهمية ومعلومات كاذبة يسوقها العبادي لنا عبر تصريحات يسخر منها الرأي العراقي سرعان ما يثبت الواقع خداعها وكذبها،مثل تصريحاته عن تحرير بعض المدن والقصبات او المصالحة الوطنية او تسليح العشائر السنية وكثيرة هي تصريحات العبادي التي تجافي الحقائق ،وترسل اشارات خاطئة للآخرين ،العبادي ،يخذله مستشاروه ،ويكذبون عليه ،فالجيش غير مستعد لمواجهة داعش بسبب قلة الخبرة والكفاءة والعقيدة،فيما الحشد الشعبي الغاه والغى دوره العسكري على الارض ،وسحب البساط منه ومن قادته وقسم منهم استقال بسبب تدخلات الحشد وسطوته ونفوذه على الجيش وقادته،وما الخسائر الهائلة في الاسلحة والضحايا والهزائم الا دليل واضح على ما ذهبنا اليه،وهو إلا امام مأزق اكبر واقصد العبادي،إلا وهو عملية استعادة المدن والمحافظات ،وهذا وعد قطعه لنفسه ولشعب العراق والعالم ،في وقت لا يمتلك جيشا يحقق له هذا الوعد سوى الحشد المتعثر في الفلوجة
والذي يريد ان يجير النصر المزعوم له ولقادته ولإيران،الحشد الشعبي والجيش يتسابقان لتحقيق ولو نصر وهمي في الانبار، فهو يحشد في الفلوجة ويحاصرها من كل الاطراف،بعد ان (هجمها) بالصواريخ البعيدة المدى كالزلزال وارض ارض والراجمات والمدفعية الثقيلة وكلها اسلحة محرمة دوليا لمهاجمة المدن والقصبات كالفلوجة،وهي ابادة جماعية بمعنى الكلمة،وعلى الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ان تعمل على محاكمة مرتكبي هذه الجرائم،ومضت اشهرا دون التقدم ولو شبر واحد نحو الفلوجة فكيف بالمدن الاخرى ان تتحرر من داعش،العبادي حقيقة في اكبر مأزق عسكري وسياسي واجتماعي(سوء خدمات وقطع رواتب ومشاكل عشائرية وخطر ميليشيات تهدد المدن) ،في حين داعش يتقوى ويتمدد على المدن والقصبات ويعزز خنادقه فيها،الم يقل الرئيس اوباما في زلة لسانه(-اننا ندرب داعش-)،فالى اين يتجه العبادي وهو يحارب الجميع ،ويريد ان يحقق نصرا يسميه عراقيا عليهم (والكل ضده) حتى اوباما حليفه وداعمه ،و خامنئي وميليشياته ، في وقت هو يحارب الكل ،ويدعمه الكل في العلن ويحاربه في السر،اية معادلة وقسمة ضيزى هذا يعيشها العبادي ،هذا هو بيت القصيد العبادي يذهب برجليه الى الفشل والسقوط عندما اعتمد على الميليشيات الطائفية وعلى اوباما وأكاذيبه في تسليح العشائر ،وإيران ودعمها الميليشيات لتمددها وتحقيق مشروعها الصفوي في المنطقة ،اليست هذا ايام العبادي الاخيرة قبل الطوفان …….؟