اظهرت التفجيرات الدموية الاخيرة في انهيارا امنيا واسعا في بغداد ، يتحمل وزره حيدر العبادي وحكومته الفاسدة والفاشلة واجهزته الامنية المترقة البلا كفاءة والدمج ، وهذا الرق لم يكن وليد لحظتها ، ولكن كلما دخلت الحكومة والبرلمان في مأزق وازمة ،تظهر لنا التفجيرات والاغتيالات والاعتقالات والتسقيطات وتصفية الحسابات فيما بين الاحزاب والكتل والميليشيات، وسرعان ما يخرج تنظيم الدولة داعش متبرعا ومستغلا الوضع ليعلن عن مسئوليته عن التفجيرات، وليكسب ثمرة الجريمة اعلاميا ، وعسكريا وامنيا ، وتظهر لنا بعدها ملامح الحزن والاستنكار والشجب ، وتتبادل الاحزاب والكتل والميليشيات التهم فيما بينها ، وتلقى مسئولية (الخرق الامني المزعوم) على بعضها البعض ، وهكذا في كل تفجير (نفس الطاسة ونفس الحمام) ، الا ان تفجيرات الصدر والكاظمية والعدل والربيع، فضحت الاحزاب والكتل نفسها بنفسها ، بالرغم من ان داعش اعلن (كالعادة بذكاء) عن مسئوليته عنها ، الا ان بصمة الجريمة اتجهت بوصتها الى ازمة الحكومة والبرلمان ، والصراع العلني بين التيار الصدري وخصومه في التحالف الوطني والميليشيات التي وصل الصراع بينهما الى الاشتباكات بين سرايا السلام وسرايا الخراساني ، والعصائب وبدر في احياء بغداد، نوري المالكي امس في تغريدته يقول عن تفجيرات امس بالحرف(ندين بشدة تفجيرات بغداد ونحمل الذين ساهموا في ارباك الاوضاع السياسية وحاولوا الاستئثار والخروج عن السياقات الدستورية المسئولية الكاملة )، فهل هناك اوضح من هذا الاتهام لمقتدى الصدر وتياره في تفجيرات بغداد، في حين يقول حاكم الزاملي (ان من قام بالتفجيرات هم الذين عارضوا الاعتصامات وهددوا التيار الصدري (ويقصد بهم قادة ايران واتباعها)،وان التيار الصدري وجماهيره يدفعون ثمن موقفهم )، وهكذا تتوالى التصريحات والاتهامات لتؤكد حقيقة واحدة ان التفجيرات التي ذهب ضحيتها مائة شهيد ومئات الجرحي، يقف وراؤها نوري المالكي وميليشيات خامنئي ، ومن فمك ادينك، وقد نفذوا تهديدات علي اكبر ولاياتي مستشار خامنئي، وبعض قادة الحرس وقاسم سليماني ، للتيار الصدري وللذين هتفوا(ايران برة برة)، (اني العراقي اني خل يطلع الايراني) ، وما اعلان داعش عن مسئوليته عن التفجيرات الا فرصة لارهاب حكومة المالكي وقيادة عمليات بغداد ان داعش تستطيع الوصول لكم واختراقكم امنيا وتحقيق هدفها في ارباك الوضع الامني في بغداد واقلاق البرلمان والحكومة ، ولكن الحقيقة في مكان اخر تماما ، على العموم ، ان الصراعات السياسية في الحكومة والبرلمان ، وهشاشة الاداء الامني واختراق الامن وضعف وفشل اداء عمليات بغداد ، وخططها الامنية ، وقلة الخبرة العسكرية والاستخبارية ،اضافة الى فقدان القرار العسكري وتنوعه بين الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية والميليشيات ن كل هذه الاسباب مجتمعة ، جعل شوارع بغداد فريسة للتفجيرات وتحقيق مآرب القتلة في الاحزاب والميليشيات ،في تنفيذ جرائمهم وقتل الابرياء بدم بارد، كي يبقون على سدة الحكم والسلطة ، لهذا سيبقى الدم العراقي رخيصا على هؤلاء، وإذا أردنا ان نضع حدا لهذه الافعال الاجرامية ، التي تنم عن جبن ورخص وخسة ، ان كان منفذها داعش او الميليشيات ،فهما في خندق واحد ، وممول واحد ، وموجه واحد هو ايران ومرجعها خامنئي بكل تأكيد، وان اختلفت طرق ونوع الجرائم التي يقترفونها في العراق وسوريا، لذلك لابد من العمل على افشال مخطط ايران اولا في العراق وصولا الى طرد(انغولتها ) في العراق، من ميليشيات واحزاب تعتاش على الطائفية وتأجيج الحرب الاهلية الطائفية برفع شعارات وهتافات ضد الصحابة والخلفاء الكرام ورفع صور خميني وخامنئي في شوارع العراق ، عندها فقط يمكن القضاء على داعش واجرامه وتمدده ، لان داعش يدخل من ثقوب الاحزاب والميليشيات المسلحة المنشرة في بغداد بكثافة غير طبيعية ،التي تسيطر وتتحكم بالامن في بغداد، فإذا كان الطير الطائر لايدخل بغداد من منافذها وسيطراتها ،فكيف يصل السعودي والافغاني والشيشاني القذر والانتحاري الى مدينة الصدر والكاظمية ،ما لم يكن هناك تواطؤ وتنسيق عال بين داعش والسيطرات المليشياوية داخل بغداد ، هذا اذا افترضنا ان داعش قام بالتفجيرات الاجرامية امس ، حسب زعمها ، نقول ان الاستنكار والادانة والحزن لاينفع ، حين نسمعه من رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة والبرلمان، انت تتحملون مسئولية اي قطرة دم تسال في العراق ، امام الشعب وامام الله ، فلا تتهربون من مسئوليتكم ، وتتمادون في فشلكم وتصرون على الامساك بالسلطة ن لانكم تطيلون عمر الميليشيات وداعش، وتوسعون اشكال وحجم الجريمة، وهدر الدماء العراقية الطاهرة، ضحية فشلكم وطائفيتكم وفساد حكوماتكم ، ان تفجيرات بغداد الاخيرة ، يجب ان تضع حدا لحكومة فاشلة وفاسدة معطلة فاقدة للشرعية اصلا، ولبرلمان متهي صلاحيته وفاقد الدستورية القانونية بعد الاقالة الاخيرة، اذن ، العراق ، يعيش فراغ دستوري واضح، تتصارع فيه الاحزاب والكتل والميليشيات على المناصب والمواقع وطرق النهب والسرقة والفساد، وتأجيج الطائفية ، وهذا يتم وبإصرار من جارة السوء ايران ، التي اصبح احتلالها للعراق علنيا وعلى (عينك ياتاجر) كما يقال، دون ان يحرك مجلس الامن او الامم المتحدة ساكنا، أو يصدر بيانا ،يدين ويمنع هذا التدخل الايراني الوقح في شئون العراق ، ويرهن مستقبله بيده ، ويسفك دم ابنائه بثارات واحقاد تاريخية، واشعال حرب طائفية بين نسيجه الاجتماعي بكل طوائفه،(احداث طوزخورماتو مثالا)، والمقدادية مثالا اخر ، وجرف الصخر اصرخ مثال واوجعه،حين هجر وقتل قاسم سليماني الالاف من ابنائه ونفذ تطهيرا قوميا وطائفيا ، وغير حتى اسمها وجعلها من جرف الصخر التي يسكنها(مكون معين) الى جرف النصر ، ووطن مئات الالاف من الايرانيين الذين دخلوا العراق بحجة زيارة الاربعين للامام الحسين(ع)، بالرغم من ان المسئولية القانونية والدولية تحتم تدخل مجلس الامن والامم المتحدة وتمنع تغول ايران في العراق وسوريا، واعتقد لايحتاج مجلس الامن ولا الامم المتحدة المتواطئة مع ايران في قضية العراق، الى ادلة ووثائق لاثبات احتلال ايران للعراق، وتنفيذ جرائم حرب وابادة جماعية بابنأئه ، لثارات واحقاد تاريخية معروفة للجميع، ان العراق ، بفشل حكومته وعدم قدرتها على مواجهة الارهاب الداعشي والميليشياوي، يتطلب ويفرض على ادارة اوباما التدخل الفوري، وإيقاف نزيف الدم العراقي ، بالسيطرة على الانفلات الامني وخروقاته التي يقف خلفها الاحزاب وميليشيات ايران والتخلص من هيمنتها في العاصمة ، وحسم ازمة حكومة العبادي وبرلمان سليم الجبوري، بالذهاب الى حكومة انقاذ وطني عابر للطائفية ، وتعليق والغاء مجلس النواب المنقسم المتصارع فيما بينه على المناصب والمكاسب ، والشعب ينزف دما طهورا، دون اكتراث منه ، وهذا يدل على ان الشعب الذي يرفض التدخل الايراني ويرفض الارهاب الميليشياوي وداعش ، في واد ومجلس النواب والحكومة في واد اخر ، ويؤكد حقيقة واحدة، ان المجلس والحكومة لاتمثل الشعب وقد فقدتا شرعيتهما معا ، في تفجيرات بغداد امس، وعليه وجب التغيير الجذري الشامل ، وقلع هذه الاحزاب والكتل من جذورها ، لانها لاتمثل الشعب، بل اصبحت عدوته اللدودة ، وما التظاهرات والهتافات الا اعلان واضح على اسقاط مشروعية البرلمان والحكومة وشرعيتها الدستورية الفاقدتها اصلا، ان اس البلاء ليس داعش او الميليشيات ، وانما الحكومة الفاسدة الضعيفة الفاشلة والبرلمان المعطل الهزيل بادائه وضعفه هو سبب خراب العراق ، اما من يقف خلف هذه الجرائم ممن يريدون التسلق ثالثة على السلطة هو وعصابته حزب الدعوة ومجيش المختار وحشده وميليشياته ، فلا عتب عليه طالما هناك من يتستر على جرائمه وجرائم حزبه وعصابته واحالته الى القضاء والقاؤه وراء القضبان كما هتف الشعب مؤخرا، نوري المالكي وحزبه وعصابته وسنته واذنابه،وبدفع وتخطيط ودعم ايراني واضح ،هو من وراء خراب العراق وزعزعة امنه واستقراره واشعال الحرب الطائفية فيه وتهجير وقتل ابناؤه ، وفساد مؤسساته ، ودمار شعبه ، ومنع مصالحة وطنية حقيقية بين ابناء شعبه نوصولا لتحقيق غايات واهداف ولي الفقيه الايراني ،هذا هو دور داعش وميليشيات نوري المالكي وايران ،ومسئوليتهم عن تفجيرات بغداد وانهيار الاوضاع الامنية فيها …..