10 أبريل، 2024 2:16 ص
Search
Close this search box.

داعش والمشروع التنويري

Facebook
Twitter
LinkedIn

بفضل الأعمال الإجرامية التي تقترفها داعش أصبح المشروع التنويري كالمولود الميت وبات أصحاب التنوير بلا عمل وبلا قيمة وكل ما كتبوه أجهضه الواقع الحي الذي تبثه داعش للمواطنين كافة وبصورة مباشرة وأمام أنظار الجميع بلا حياء وبلا تردد لابل إن أعمالهم الدنيئة يفتخرون بها ويعتبرونها من الأعمال المحببة الى الله
كان التنويريون يشخصون حجم المأساة والدموية التي ينص عليها المشروع الديني وفضحوا بعض ممارسات شيوخ الدين على مر العصور إبتداء من الغزوات الى سبي النساء الى الجزية الى حرق المكتبات ومحاربة الفكر وطمس المعالم الحضارية كذلك إنتقدوا استعمال السيف لمواجهة الآخر المخالف لقيام الدولة الدينية وتكفير فئات كبيرة من المواطنين العزل وإطلاق كلمة الكفار عليهم وشنت حملات دموية كبيرة بحجة محاربة الكفار وهم مجموعة كبيرة من المواطنين الذين لم يؤمنوا بمشروع جديد جاء للتو ليطبق عليهم تحت تأثير السيف والقوة الهمجية
كانت لهذه الأفكار صداها الخاص وكل كلمة تصدر من التنويريين تتحدثت عن تلك الحقائق التاريخية تعتبر جريمة كبرى لاتغتفر ويصبح صاحب الرأي من الكفار ويحق قتله لأنه يكشف حقائق مغلوطة كما يدعي أصحاب الدين
اليوم ولله الحمد داعش حل محل الفكر التنويري وكشر عن أنيابه دون أن يعترض أي معارض على تلك الممارسات العنفية التي يقوم بها داعش ففي سابق الأيام عندما نقول أن الإسلام إنتشر بالسيف تنقلب الدنيا رأسا على عقب وتظهر مظاهرات منددة بذلك التصريح وعندما يرسم التنويري صورة كاريكاتيرية توضح حقائق عن فكر داعش تكون ردة فعل الجمهور الداعشي كبيرة وتحرق سفارت ويقتل سفراء والغضب الشعبي يملأ الشوارع
الفرق بين الحالتين هو إن التنويريين كانوا يقدمون بعض الدروس النظرية وكانت محرمة عليهم ويمنع منعا باتا كل من يقرأ تلك الدروس التنظيرية أما ماتقوم به داعش اليوم فهي دروس عملية بالصوت والصورة وبأفضل المختبرات التعليمية بحيث أصبحت الصورة واضحة والمعلومة وصلت لعامة الناس حتى الأطفال باتوا يفقهون فكر داعش ولاحاجة لأي طالب للعلم أن يقرأ كثيرا عن أساسيات فكر داعش ولاحاجة لجمع المصادر فها هو الفكر الداعشي يتحرك على الأرض وما على المتطلع لفهم الفكر الداعشي سوى مسك الريموت ومتابعة الأخبار أو مراجعة مقاطع اليوتيوب التي تبثها داعش
أعتقد إن التنويريين الآن يشعرون ببطالة مقنعة وهم بأمس الحاجة الى وجود فرصة عمل جديدة بسبب نهاية مشروعهم والإستغناء عنه بفضل وجود داعش .
*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب