23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

بفضل الأعمال الإجرامية التي تقترفها داعش أصبح المشروع التنويري كالمولود الميت وبات أصحاب التنوير بلا عمل وبلا قيمة وكل ما كتبوه أجهضه الواقع الحي الذي تبثه داعش للمواطنين كافة وبصورة مباشرة وأمام أنظار الجميع بلا حياء وبلا تردد لابل إن أعمالهم الدنيئة يفتخرون بها ويعتبرونها من الأعمال المحببة الى الله
كان التنويريون يشخصون حجم المأساة والدموية التي ينص عليها المشروع الديني وفضحوا بعض ممارسات شيوخ الدين على مر العصور إبتداء من الغزوات الى سبي النساء الى الجزية الى حرق المكتبات ومحاربة الفكر وطمس المعالم الحضارية كذلك إنتقدوا استعمال السيف لمواجهة الآخر المخالف لقيام الدولة الدينية وتكفير فئات كبيرة من المواطنين العزل وإطلاق كلمة الكفار عليهم وشنت حملات دموية كبيرة بحجة محاربة الكفار وهم مجموعة كبيرة من المواطنين الذين لم يؤمنوا بمشروع جديد جاء للتو ليطبق عليهم تحت تأثير السيف والقوة الهمجية
كانت لهذه الأفكار صداها الخاص وكل كلمة تصدر من التنويريين تتحدثت عن تلك الحقائق التاريخية تعتبر جريمة كبرى لاتغتفر ويصبح صاحب الرأي من الكفار ويحق قتله لأنه يكشف حقائق مغلوطة كما يدعي أصحاب الدين
اليوم ولله الحمد داعش حل محل الفكر التنويري وكشر عن أنيابه دون أن يعترض أي معارض على تلك الممارسات العنفية التي يقوم بها داعش ففي سابق الأيام عندما نقول أن الإسلام إنتشر بالسيف تنقلب الدنيا رأسا على عقب وتظهر مظاهرات منددة بذلك التصريح وعندما يرسم التنويري صورة كاريكاتيرية توضح حقائق عن فكر داعش تكون ردة فعل الجمهور الداعشي كبيرة وتحرق سفارت ويقتل سفراء والغضب الشعبي يملأ الشوارع
الفرق بين الحالتين هو إن التنويريين كانوا يقدمون بعض الدروس النظرية وكانت محرمة عليهم ويمنع منعا باتا كل من يقرأ تلك الدروس التنظيرية أما ماتقوم به داعش اليوم فهي دروس عملية بالصوت والصورة وبأفضل المختبرات التعليمية بحيث أصبحت الصورة واضحة والمعلومة وصلت لعامة الناس حتى الأطفال باتوا يفقهون فكر داعش ولاحاجة لأي طالب للعلم أن يقرأ كثيرا عن أساسيات فكر داعش ولاحاجة لجمع المصادر فها هو الفكر الداعشي يتحرك على الأرض وما على المتطلع لفهم الفكر الداعشي سوى مسك الريموت ومتابعة الأخبار أو مراجعة مقاطع اليوتيوب التي تبثها داعش
أعتقد إن التنويريين الآن يشعرون ببطالة مقنعة وهم بأمس الحاجة الى وجود فرصة عمل جديدة بسبب نهاية مشروعهم والإستغناء عنه بفضل وجود داعش .
*[email protected]