كشف هجوم تنظيم داعش على محيط ابي غريب، والسيطرة على سايلو خان ضاري والهيتاويين والعبادي، وحرق مركز الشرطة وانتشاره السريع نحو بغداد وتسلق اسوارها ،مرورا بالحصوة والطارمية ،التي لاتبعد عن وسط بغداد عشرة كيلومترات ، خرقا امنيا فظيعا ، تتحمله وزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ،في الدرجة الاولى ، كما يكشف هشاشة المصدات العسكرية وقطعات الحشد الشعبي المحتشدة في حزام بغداد ، والمكلفة لحماية العاصمة وحزامها ، وكشف امورا عسكرية اخرى في غاية ،الا وهي فشل الخطط العسكرية التي يضعها (ضباط الدمج) في وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة ، وانهيار معنويات الجيش والحشد وهروبه، امام مجموعة صغيرة من عناصر داعش يستقلون مركبات مدنية صغيرة وسلاح متوسط وخفيف،امام قطعات ودبابات واسلحة ثقيلة، وتحشدات كبيرة من القطعات المتوثبة والساندة لعملية تحرير الفلوجة، التي تطوقها قطعات الجيش من ثلاثة محاور كما اعلنت وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة ، وترك دباباته ومركباته واسلحته لهذه العناصر ، ثم والاخطر من هذا يسمح لداعش من التقدم بسرعة مذهلة ليتسلق اسوار بغداد ،ويعتليها قرب مطار بغداد الدولي وحوله ، ويوسعه هجومه ويعززه بوصول تعزيزاته الى الطارمية ويتقرب من معسكر التاجي البالغ الاهمية العسكرية، ليصل الى اكبر مستودعات الاسلحة والذخائر والمعدات تمهيدا لاجتياح بغداد ، في صفحة اخرى لاحقة ، ولكي نجري كشفا على معركة اسوار بغداد هذه ،وغزوة ابي غريب ، لابد ان نعود الى وصف ما يجري في داخل بغداد اولا ،من صراع سياسي لتشكيل حكومة ، ووانفلات امني واضح ومخجل ادى الى تفجيرات مرعبة في مدينة الثورة وحي اور راح ضحيته مئات الشهداء نتيجة الصراع الميليشياوي وتقاسم القواطع بين الاحزاب والميليشيات وفقدان القرار الامني لوزارة الدفاع وتركها لقادة الميليشيات التي تخطف وتسطو وتعتقل وتقتل وتهجر في وضح النهار وباسم القانون، اضافة الى التسقيط السسياسي والصراع على النفوذ والغنائم بينها ، ناهيك عن ضعف ووهن حكومة العبادي وقيادة عمليات بغداد واختراقها وتسلط الميليشيات عليها ، مما اربك الميليشيات وافاقها من غفوتها وسكرتها الاجرامية وجعلها امام الامر الواقع وهول الصدمة وفظاعة الامر من هجوم داعش ووصوله الى بعض احياء بغداد واطرافها القريبة من قلب العاصمة ، مما حدا بمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ان يعلن فورا عن تحريك لواء سرايا السلام لحماية بغداد من السقوط بيد تنظيم داعش، وهذا ايضا يؤكد حقيقة اخرى، ان الاعتماد على الجيش اصبحا وهما تعيشه العملية السياسية واحزابها وميليشياتها ،ان الجيش لايستطيع حماية نفسه ،فكيف يحمي العاصمة بغداد ، وهذا كله يجري وسط صمت امريكي مريب ، دون ان يحرك التحالف الامريكي ايا من قواته او طائراته او حتى تصري منه في هذه العملية ،وهذا يطرح تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة ، هنا انهارت معنويات العبادي وطاقم العمليات المشتركة ،فاسرع الى ارسال الافواج الرئاسية لحماية المنطقة الخضراء ومحيط مطار بغداد ، ويرسل قطعات مكافحة الاجرام وفصائل من الميليشيات لاستعادة ما سقط من مراكز وابنية وسايلو واحياء من قضاء ابي غريب وغيره، فماذا حصل ، حصل ان تنظيم داعش فاجأ قطعات العبادي بالانسحاب وترك ما سيطرعليه الى اماكن آمنة ،بعد ان اربك قيادة العمليات المشتركة والميليشيات ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ،مستوليا على كمية كبيرة من الاعتدة والاسلحة والسيارات العسكرية ، وهكذا اثبت تنظيم داعش ذكاءا عاليا وقدرة عسكرية فاجأت الجميع ، وهذا ما حذرنا منه وقلنا لاتستهينوا بقدرات داعش وخططها واقتحاميتها الانتحارية ، فلماذا فعلت داعش هذا التعرض السريع ولماذا انسحبت بهذه السرعة ، وماهي نتائج هذا التعرض وانعكاسه على قيادة العمليات والميليشيات وقيادة عمليات بغداد ، بكل تاكيد ان هذا التعرض الصغير في امكاناته وسرعة تنفيذه وسرعة الانسحاب فيه ،هو رسالة واضحة تؤكد قوة داعش وامتلاكها زمام المبادأة والمبادرة ،وهشاشة وفشل خطط العبادي وقادة جيشه وميليشيات حشده التي لاتستطيع مواجهة عناصر داعش ودحرها وتظهر قوتها على الابرياء وتمارس السطو والخطف والاعتقال الطائفي وغيره،ان غزوة ابي غريب حقق اهدفا كثيرة عسكرية ومدنية ، العسكرية هي ارباك القطعات المهاجمة على الفلوجة وتفكيك خططها واعادة رسمها من جديد ،على ضوء ما جرى في ابي غريب، وهي عملية عرقلة وامتصاص زخم الهجوم وافشاله على الفلوجة ، وفك الحصار عنها وتاخير تحريرها وزرع الرعب في القطعات المهاجمة هناك، وفي الجانب المدني ايقن اهل بغداد ان بامكان تنظيم داعش دخول بغداد بسهولة وان خطره اصبح واقعا واقرب من اي وقت مضى وما هو الا مسألة وقت ، وهنا يكمن الخطر الاكبر ،ان تسلق داعش لاسوار بغداد اصبح ممكنا وسهلا ، لان من يحمي اسواربغداد فشل في حمايتها ، وان تهديدات الميليشيات ووعودها وخططها في حماية بغداد ماهي الا (للتسويق الاعلامي)، واطلاق بالونات بالامكان تفجيرها بوجه الميليشيات بسهولة وهذا ما حصل فعلا في غزوة ابي غريب، وهذا يؤكد ان بغداد الان هي في غير مأمن وغيرامنة ابدا وغير بعيدة عن تنظيم داعش ،اذا اراد ،عكس ما صرح به واهما رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل اسبوعين وقال ان بغداد امنة مائة في المائة ، نعم بغداد في خطر داهم وانها على بعد كيلومترات من السقوط بيد داعش اذا تجاهلت حكومة العبادي هذا الخطر ولم تحسم امرها وتعيد خططها العسكرية لحماية بغداد من السقوط الحتمي القادم، وهو ليس بعيد،بعد ان فضحت احداث ابي غريب هزالة وفشل وضعف خطط وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة ، كما كشفت ان الاعتماد على الميليشيات في مواجهة تنظيم داعش هو ضربا من الخيال وسقوطا في وهم القوة المرتبكة الواهنة ، لذا نكشف هنا ان تواطؤ ادارة اوباما كان واضحا من خلال صمت التحالف الامريكي بطيرانه ،وعدم مشاركته في ايقاف زحف داعش على بغداد،مما يؤكد حقيقة ان هذا الموقف هو رسالة مباشرة للعبادي واتباع ايران من ميليشيات واحزاب ، ان خطر داعش وتهديده باسقاط بغداد لايمكن لكم من مواجته بدون التحالف الامريكي والتدخل الامريكي البري، الذي يرفضه قادة الاحزاب والميليشيات ، وهي رسالة وصلت بسشرعة الى قادة الاحزاب والكتل والميليشيات ، وان من يحمي اسوار بغداد هو (نحن) وليس الحشد الشعبي ،ان زحف داعش الى بغداد هو رسالة تحذير امريكية للعبادي واحزاب السلطة ولايران معا ، وهذا القرار الامريكي الجديد ، الذي يؤكد ان ادارة امريكا ما زالت تمسك العصا من وسطها وتهدد جميع الاطراف بها من داعش، فهي تهدد الميليشيات بداعش، وتهدد داعش بالميليشيات، وتهدد ايران واحزابها بداعش، ان تنظيم داعش اصبح الورقة الرابحة بيد امريكا ،ليس في العراق فحسب،بل في المنطقة كلها، وهذا ما يجري في سوريا وتركيا وغيرها ، اذن ونحن امام لعبة وذكاء امريكي، وخطر داعش المتسلق لاسوار بغداد، وتغول ميليشياوي، واحتلال ايراني ،وصراع الاحزاب مع بعضها،حول المكاسب والمناصب ، ومشكلة تشكيل حكومة تكنوقراط لايمكن لها ان ترى النور وسط هذه الفوضى الخلاقة التي صنتها لها المحاصصة الطائفية للاحزاب التي تدير العملية السياسية ،واوقعت البلاد في شر اعمالها واجرامها وفسادها ،فماذا بقي للعراقيين اذن غير الثورة على هذا الواقع المزري وكنس العملية السياسية وقلعها من جذورها خارج العراق، وهذا ما سيتحقق قريبا ،ضمن حقيقة وقناعة وصلت لها ادارة اوباما ،لتصحيح المسار ومعالجة فشل استراتيجتها منذ الاحتلال ولحد الان ،لاسيما وان اوباما على وشك الرحيل نهاية هذا العام عن ادارة امريكا ويريد ان يحقق ولو (نصرا ) لم يحققه المجرم بوش لامريكا ،بل اوقعها في شرك اخطائه الكارثية التي اوصلت سمعة امريكا الى الحضيض، واجبر قادتها واعضاء الكونغرس، الى تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ في غزو العراق ،غزوة ابي غريب (جرة اذن امريكية ) للعبادي واحزاب السلطة وقادة الميليشيات ، ان اسوار بغداد واطئة ،وممكن تسلقها بسهولة من قبل تنظيم داعش وغيره ، نعم انها رسالة امريكية فهل من متعظ يا حكومة العبادي ….؟؟؟اسوار بغداد غير امنة فأنتبهوا ….. © 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية