يبدوا ان الذين ينظرون لداعش من وراء الكواليس في حربها ضد الانسانية احسنوا الااستخدام للحرب النفسية واجادوا بتطبيق مستوياتها على ارض الواقع وكيفية توجيهها بشكل علمي ومدروس وممنهج قبل دخولهم للموصل والاستيلاء عليها وعلى بعض المناطق في ديالى وصلاح الدين,لأن من غير الممكن أن ياتي شخص متقوقع على نفسه بين الجبال يرتدي السروال يرفض ان يغتسل ولولمرة واحدة ان يقود مثل هذه الحرب ,فداعش كانت هي رأس الحربة التي نفذت فيها العملية,فقد عرفت الحرب النفسية (بانها نوع من القتال النفسي لايتجه الا للعدوولايسعى الالتحطيم النواحي المعنوية له بجميع الوسائل للقضاء على اية صورة من صور الثقة بالنفس ,التي قد تولد فيه المقاومة أو عدم الاذعان والاستسلام ) فهي لاتسعى للاقناع وانما لتحطيم الارادة الفردية اي فقدان المواطن ثقته بذاته في مواجهة العدو للحصول على بعض التنازلات ان لم يكن القضاء على المجتمع الذي ينتمي اليه المواطن .
مستويات الحرب النفسية :
1. الحرب النفسية كأستراتيجية :وتاتي في مقدمة مستويات الحرب النفسية من خلال معالجتها للتاثير الشامل للاستراتيجية بأسمع معانيها,في الوضع النفسي والاستعداد للقماومة ,لانها توجه ضد قادة الجيش والقادة المؤثرين في الراي العام والمجتمع ,فأهمية التاثير السايكولجي للاستراتيجية باعبتاره عنصراً حاسماً في خلق انطباع في ذهن القادة العسكريين والسياسيين واصحاب الراي العام في المجتمع والجنود وكذلك معظم السكان المدنين في المنطقة التي توجه اليها الحرب ,ايهامهم ان الحرب والمعركة خاسرة وان المقاومة هي عمل بلاجدوى ,فأن الدافع المسيطرلدى معظم الافراد هو ان يهتم كل بنفسه ,فتكون النتيجة الحتمية الاستسلام المنظم وانهيار االسلطة العسكرية بانعدام الامل في القتال .
2. الحرب النفسية الاستراتيجية : وتوصف بانها الحرب التي تتميز بالامتداد والشمول لانها توجه الى جمهور كبير وعلى مساحة شاسعة ,وغيرمحددة بزمان ومكان ,وتوجه عادة الى الجيش وقياداته والقيادات السياسية وافراد المجتمع المتواجدين في المنطقة المعنية لغرض اضعاف المعنويات وان تؤثرفي الااراء ووجهات النظروالقبول بما تريد طرحه داعش لتحقيق اهدافها مستفيدة من النكسات العسكرية وضعف الموقف السياسي لبعض السياسين لعدم اتخاذهم موقف واضح منهم .
3. الحرب النفسية التكتيكية : وهي حرب الاصطدام المباشرمع الجيش وقياداته ,وتوجه عادة ضد الجيش والقايدات العسكرية في ميدان القتال وساحات المعركة لغرض اضعاف المعنويات وبث روح الياس والاستسلام ,كما انها تطالب افراد المجتمع في المنطقة المعنية بالتعاون معها باعتبار المعركة غير منتصرة ولاجدوى من الصراع .
اهداف الحرب النفسية :
1. بث روح اليأس والرغبة في الاستسلام والكف عن الصراع والمقاومة وذلك طريق :
أ- التهوين من امكانيات الجيش وقادته واقناعهم ان مصالحهم تتحق بالاستسلام .
ب- ان حالة الصراع والتصدي لداعش غير مجدية وانها تعد عبثاً وانتحاراً
2. التضخيم من الاخطاء التي حصلت لبعض القيادات العسكرية والاستفادة منها بهدف زعزعة الثقة بين القيادة العسكرية عامة ومناصريهم والمتعاونين مهم .
3. اضعاف الجبهة الداخلية للحكومة ,واحدث ثغرات فيها وذلك من خلال .
أ- تشكيك الجماهير بعدم قدرة القيادة السياسية على خسم الملف السياسي وتحديات الخارجية .
ب- تشكيك افراد المجتمع بعدم قدرة القوات المسلحة من القتال والتصدي لداعش والبقاء في حالة الدفاع دون الانتقال لمرحلة الهجوم .
4. العمل على تفتيت وحدة النسيج الاجتماعي من خلال اثارة النعرات الطائفية والعنصرية .
5. العمل على تفتيت وحدة الصف من خلال خلق فجوة نفسية بين الشعب والجيش من جهة ,وبين الشعب والحكومة من جهة اخرى .
التصدي لمواجهة الحرب النفسية :
1. ان يكون لدينا اعلام مرئي ومسموع ومقروء ممنهج ومدروس يستطيع ان يفند الاشاعات والدعايات التي تطرحها داعش وذلك من خلال الحجج والادلة والبراهين والتحليل العلمي والسياسي لكل موضوع .
2. ان يكون لدينا حرب نفسية وقائية تتضمن القيام بعملية تحصين ذاتي لفرد من خلال الارتقاء بسمتوى ثقافته عن طريق اقامة المؤتمرات والندوات والورش التي تتناول عمق الازمة وتحدياتها ,وزرع الشعور الوطني لدى الجميع ,والاستفادة من فتاوي واراء المرجعية العليا وموقفها من التنظيمات الارهابية التي تريد تشويه صورة الاسلام .
3. ان يكون لدينا تحرك دولي ضاغظ على الدول العظمى من خلال العوامل المؤثرة (جماعات الضغط) للتاثير على صنع القرار, بتقديم وثائق وادلة تدين افعال وممارسات الارهاب وانتهاكاته الصارخة لحقوق الانسان .
4. ان يكون لدينا خطاب سياسي موحد ورؤية سياسية واضحة نستطيع عن طريقهما اقناع المجتمع الدولي بأن المشروع الديمقراطي الجديد يتعرض للخطر,فضلا عن انتقال ثقافة الارهاب لدول الجوارومن ثم للعالم .
5. ان يكون لدينا تحرك باتجاه منظمة المؤتمرالاسلامي ,ومؤسسة الازهر وجامعة الدول العربية ,بعقد مؤتمر يفضح الأساليب الوحشية والهمجية التي ترتكبها داعش بأسم الاسلام لغرض اماطة اللثام عنهم واظهار حقيقة سوء افعالهم .