22 نوفمبر، 2024 6:13 م
Search
Close this search box.

داعش والثمن البخس !

داعش والثمن البخس !

مرت سنة على انقضاء المعركة ضد داعش، كانت ملحمة بطولية بحق استغرقت نحو اربع سنوات من الحرب والخراب للمدن والبشر وثروات البلاد، قدم فيها ابناء العراق تضحيات جسام، وكنا نحسب ان مرحلة مابعد داعش ستشهد تحولا نوعيا ً في السياسة والإدارة ومحاسبة المتسببين بهذا الخراب والموت، لكن الثمن كان بخسا ً، عاد الفاسدون أقوى من السابق، احتلوا مساحات اوسع في السلطة والمال والقرار ،وازدادت الفوضى وتسليم مقاليد البلاد لدول الجوار .. ولم تزل داعش تهدد البلاد وتقضم ارواح أبناءنا .. لم تزل مخيمات النزوح تعطي أضاحي من البشر في الصيف والشتاء .

المشكلة الجوهرية ربما ليس في الطبقة السياسية الفاسدة ورغبة دول الجوار في ابتلاع العراق وهضمه ليظهر بهيئة مسخ دولة، المشكلة في ذاكرج الشعب التي صارت مثل ذاكرة الأسماك فهو يهرب من الشبكة ليدخل لها مرة أخرى، وهكذا سمح للقتلة والفاسدين والمجرمين والعملاء العلنيين ان يتحكموا بمصيره في انتخابات اخرى وحكومة تلفيقية ترقيعية مشبوهة وركيكة، ويوافق بينما دماء ابنائه لم تجف بعد ..!؟

مايغري الآخرون بالاعتداء علينا واذلالنا هو اننا لم نتوقف لدراسة الظاهرة والاحداث التي كادت تسلم العراق لعصابة قتل اسلاموية تريد إعادة عصر هولاكو ، لم نحلل الاسباب ونحاكم المسؤول بمحاكم ترتهن لقواعد الوطنية وسلطة الحق الإنساني ..ولو بانتفاضة شعبية تقتص من المجرمين يحرض عليها هزال قضائنا الذي أصبح قدرا ثقيلا على الجميع، وهكذا فلت المجرمون وتجار الحرب والدماء، انطوت اكبر كارثة حاقت بالعراق بعد الاحتلال الأمريكي، لم نقبض سوى بيانات باهتة وادعياء نصر وخطب سياسية صاخبة تحذر وتهدد، وتيتي تيتي مثل مارحت اجيتي.. ولكن بآلاف الشهداء والقتلى والضحايا والمفقودين والمغتصبات وعشرات آلاف الأيتام والأرامل .
وطن ماعاد يميز ملامح داعش إن كانت سنية أم شيعية، عراقيا ام متنفذا من دول اسيادنا ..وطن مستباح ومدن تعود لمنهجيات الإذلال والاستبداد الذي تمارسه الميليشيات والجماعات المسلحة وتتحرك فيه عصابات الجريمة والتسليب بملئ رغباتها واحتياجاتها، وحكومة تتعكز على عصا الدعاء الهرم ولهاث بورصة المال والعصف الاهوج لصناع داعش والاغراب الأقوياء .. وطن سيبقى خاضعا لمتواليات داعش إن لم يصغي لنداء الخلاص .

أحدث المقالات