برزت الى السطح قبل اشهر قليلة دولة على الورق وفي الاعلام وفي عقول السفهاء سميت (الدولة الاسلامية في العراق والشام) كأحد ابناء تنظيم القاعدة في منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد في مركز عمليات اخر الزمان وهو العراق والشام والتي تضم سوريا ولبنان فقط كما يعتقد هؤلاء فهم قد اخرجوا الاردن وفلسطين من حساباتهم لأن فلسطين واقعة تحت سيطرة احباب داعش وانصارهم وحلفائهم اليهود واما الاردن فواقعة تحت حكم يرضي الجميع ويسكت الجميع فلا تعادي يهوداً ولا عرباً ولا كرداً ولا مسيحاً ولا تهش ولا تنش بل انها بحق بلد استقبال للاجئين من دول الجوار فقط مصحوبة بتصريحات انفجارية من هذا السياسي او ذاك والسلام!.
كل هذا واضح وبديهي لكل من يتابع الاحداث ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تريد القاعدة ان تؤسس دولة اسلامية (كما تدعي والاسلام مما يفعلون براء) في هذا الهلال (العراق سوريا لبنان) دون غيره من المناطق والدول؟ هل لأنه كما يسميه البعض الهلال الشيعي ام لأنه هلال المقاومة والعداء لليهود في فلسطين؟ ام لأنه محور الدول متعددة القوميات والطوائف والمذاهب والاديان والدخول بين هؤلاء وقدح العداء بينهم اسهل من غيرهم؟ ام لأن وراء الامر مؤامرة اكبر تستهدف القضاء على اي خطر عسكري او فكري او عقائدي يهدد وجود اليهود في فلسطين؟ ام ان الامر لا يتعدى كونه صدفة ونتيجة واقعية للفراغ الامني والصراع السياسي في كثير من مناطق هذه الدول؟
طبعاً لا احد يعرف الجواب بالتحديد عن هذا السؤال وربما يكون الجواب احد الخيارات المذكورة او بعضها او كلها او شيء اخر لا يعرفه احد الا من يخطط في الخفاء ويحرك احجار الشطرنج في ساحة المنطقة والعالم! الا ان ما يهمنا هو انداعش ولدت ورأت النور وهي تحاول ان تحيل كل نور الى ظلام بإشاعة القتل والتفرقة العنصرية وتهجير ابناء الاديان الاخرى من المنطقة ونشر الرعب بين الناس واخذ (الجزية!) من الناس بطريقة توحي لك وكأنك تعيش في دولة من دول العصور الوسطى ممن كانت تسمى اسلامية ولا تمت للأسلام بصلة وقد اخذ هؤلاء من النماذج التاريخية والروايات الغريبة والعجيبة اقبحها وانتنها ليطبقوه في الواقع وكل هذا غير مستغرب من تنظيم (القاعدة) قام على القتل والدماء ونجح في تقبيح صورة الاسلام في اعين العالم كله وهم مستمرون في ذلك وكانت من نتائج افعالهم احتلال الكثير من الدول الاسلامية واحراق القرأن من قبل قس امريكي مخبول واعتقال الالف من المسلمين في امريكا وبدون سبب ولأشهر وسنين طويلة وما زال المسلمون في الكثير من دول العالم يتعرضون للأذى بسبب سمعة القادة وافعالها القذرة.
نعم ولدت داعش ووجدت في الاختلال السياسي السوري ملجأها الاول واخذت تمتد الى غرب العراق مستغلة الفراغ الامني في المناطق الصحراوية الكبيرة والطبيعة الديموغرافية للمنطقة مغررة بالكثير من ابناء تلك المناطق بالمال والخداع والتحريض ضد بقية مكونات الشعب العراقي الواحد وبالفعل نجحت الى حد كبير في بناء اكثر من 200 معسكر كما ذكرت القوات الامنية حيت تحركت في صحراء الانبار واتخذت تلك الدولة من مخيمات اعتصام المتظاهرين ملاذاً امناً للتصريح والتلويح والتفخيخ والقتل للجنود العزل الذاهبين الى اهليهم في الاجازات وقطع الطريق الدولي بين العراق وسوريا والاردن والكثير الكثير من القبح والفساد والخراب وفي المقابل يراد من الحكومة ان تبقى متفرجة وساكتة على ما يحصل!
قطعاً ان اي دولة تحترم نفسها وشعبها لا يمكن ان تسكت على شيء كهذا ولا كان استشهاد القائد (محمد الكروي) الشرارة التي احتاجها الجيش ليضح حداً لهذا الفساد وهذه الفوضى التي امتدت تأثيراتها الى كل محافظات العراق متمثلة بمفخخات وكواتم وتفجيرات واغتيالات وها هو الجيش اليوم يمارس اقدس مهمة له في تاريخه الحديث في تخليص الشعب من البرابرة الوحشيين من اصحاب العقول العفنة والافكار النتنة ونحن نرى اليوم كل الشعب من المخلصين يصطف خلف الجيش مؤازراً مناصراً داعماً حتى يتحقق النصر ويطهر تراب العراق من دنس داعش واخواتها.
ويبقى السؤال الاهم للإجابة عنه وهو من اين تحصل داعش واخواتها على الدعم المالي والسلاح؟ خصوصاً وهم يتكبدون يومياً الخسائر الفادحة في العدد والعدة وعلى عدة محاور فهم يحاربون الجيش النظامي والجيش الحر في سوريا ويحاربون العشائر وقوات الامن والجيش في العراق وارى ان الخطوات الجريئة التي تحاول روسيا اتخاذها باعتبار السعودية دولة ارهابية لانها الداعم الاكبر للجماعات الارهابية في العالم هو الحل الامثل للضغط السياسي والدولي على منابع الارهاب لتجفيفها وهنا يجب ان تتخ الدبلوماسية العراقية خطوات مشابهة وجريئة في هذا المجال حتى نرى الفرق في القريب العاجل ان شاء الله